عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-06-06, 11:01 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي زواج الأنـــتــرنـــيـت… حـــب مـــن النـــقـــرة الأولـــى


زواج الأنـــتــرنـــيـت… حـــب مـــن النـــقـــرة الأولـــى









انتفت مع ظهور الانترنت وانتشاره في أوساط عامة الناس، مجموعة من القيم والسلوكات التي كانت تؤطرهم في ما سبق وتحكم تصرفاتهم لتعوضها أخرى.
فمع ظهور النت طرأت تحولات جوهرية على أسلوب تعامل الأفراد بينهم، وبقدر ما أتاح لهم هذا الاختراع العجيب الذي مازال ماضيا في سبيل التطور بسرعة مذهلة، في كل يوم يفاجئنا بصرعات جديدة تجعل ما كان يبهرنا أمس يغدو متجاوزا اليوم، وفي وقت وجيز. ولعل أهم جانب في حياة الأفراد مسه التغيير، في ظل هذا الاختراع، هو الجانب العاطفي، إذ أخذ هذا الجانب بعدا آخر لم يكن أحد يتوقع أن يتغير بهذه وعلى هذا النحو، لأن التغير بدأ يدخل تدريجيا وبطريقة لا يستشعرها الأفراد لأن معظم الناس منجرفون خلف الانترنت وعوالمه التي صارت تستهلك جزءا كبيرا من وقتهم، وتتحكم في طريقة نظرتهم إلى الحياة بل وتتحكم في تفاصيل كثيرة من هذه الحياة.
فعلى الصعيد العاطفي، وهذا هو الجانب المهم في اللحظة الحالية، انتفت الأساليب القديمة التي كانت تتحكم في نسج العلاقة بين الجنسين، وتم القفز على المراحل الكلاسيكية التي كانت تتحدث عنها إحدى القصائد الشعرية والتي حددتها في “النظرة والابتسامة والسلام والكلام والموعد واللقاء” فاللحظة الأولى في هذه الخطاطة أي “النظرة” عوضتها “النقرة” التي صارت تتحكم في مصائر العباد تزج في عالم عاطفي افتراضي، لا وجود فيه للخطابات والرسائل الغرامية المضمخة بالعطور أو المرفوقة بورود مجففة، أو لهفة انتظار مرور ساعي البريد أو من يقوم مقامه….
كل شيء صار متاحا أمام الفرد بمجرد “نقرة” والرقعة الصغيرة التي تحتلها شاشة الحاسوب، تشكل نافذة على عالم لامتناه من الأساليب والمناورات التي صار الكثيرون يجدّون في ابتداعها للاختفاء وراء أسماء شخصيات افتراضية أو صور لا تربطهم بها صلة كما هو الشأن بالنسبة إلى المواقع الاجتماعية، مثل “الفايسبوك” وغيره، والتي صارت أشبه بحديقة عشاق افتراضية، لا رقابة فيها، ولا “عذال”.
كما أن الأساليب التقليدية التي كان يعتمدها الأفراد في البحث عن شريك(ة) الحياة، صارت هي الأخرى في مهب ريح ثورة الانترنت، فقد عوض الانترنت “الخاطبة” التي كانت تنبري للعب دورها الأم أو القريبة أو أي امرأة مختصة في هذه المهمة، بشكل يوحي بقرب إعلان نهايتها أو “موتها” على غرار ما كان يتحدث عنه الفلاسفة عن “موت المؤلف” أو “موت الإنسان” مع قياس الفارق بين مفاهيم الفلاسفة هذه، ومفهوم “موت الخاطبة” المستمد من روح النكتة لا غير.








التوقيع

    رد مع اقتباس