عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-06-01, 10:25 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي سوق الكور... بين سبع عيون وبودربالة


سوق الكور... بين سبع عيون وبودربالة

الخميس, 31 مايو 2012 10:11





لن أنسى ذلك اليوم الذي ولجت فيه حجرات الدراسة في منتصف السبعينات بمدرسة سوق الكور، البعيدة عن مكناس بـ28 كيلومترا، والواقعة بين سبع عيون وبودربالة. أتذكر أنني ذهبت رفقة أختي حبيبة التي تكبرني بعام ونصف لتسجيل اسمينا بهذه المدرسة الابتدائية، قبل أن ترفض إدارة النادي طلبنا، بمبرر أننا تجاوزنا السن القانونية المحددة في سبع سنوات. ولم يكن بوسعنا سوى مغادرة المؤسسة فورا، والعودة من حيت أتينا من دوار أيت محند أو "ماطيشة"، كما يحلو للبعض تسميته. ونحن عائدين غير آبهين بما سمعنا، أو حتى المصير الذي ينتظرنا، سيأمرنا الأستاذان السي العربي والسي قاسم بالتوقف قليلا، لاستفسارنا عن اسم عائلتنا ومهنة والدنا، الذي لم يكن سوى عامل مخلص وقنوع بإحدى الضيعات الفلاحية، فقررا أن يسجلانا بالمدرسة، رأفة لحالنا ووضعيتنا المثيرة للشفقة، لا غير، لهذا أنا مدين لهذين الأستاذين. لكن، دعوني أسرد أحد أسباب تأخرنا في التسجيل، فأختي لم تشأ أن تلج المدرسة دون أن تقدم تبريرا موضوعيا، قبل أن ترضخ إلى ذلك مكرهة، بعد أن أشبعها أخي الأكبر ضربا، فيما حال سروال ممزق وبه رقعة كبيرة دون ولوجي المدرسة في السن المحددة، فأزبدت وأرغيت احتجاجا دون أن أغير شيئا من صرامة وقناعة أمي، ولم أعد أتذكر هل استجابت لطلبي في الموسم الموالي بشراء سروال جديد، أم أنني اضطررت إلى ارتداء ذلك السروال اللعين، الذي مازلت أتذكره بكثير من الحسرة والغبن. احتاجت أختي حبيبة أياما معدودة فقط، لتثبت شخصيتها بالمدرسة، وتلفت انتباه أساتذتها، لجديتها واجتهادها، فكانت تحصل على نتائج متميزة شكلت بالنسبة إلي حافزا على منافستها والتأكيد أنني لست أقل شأنا منها في أحايين قليلة. صرنا تلميذين مهذبين ومنضبطين بتوالي السنوات، مع امتياز لأختي، التي شكلت بالنسبة إلي مصدر حماية كذلك، ففي كل مرة كانت تتدخل لفض اشتباك بيني وبين أقراني، وربما تضطر إلى الشجار بدلي، عندما أواجه تلميذا أكبر مني. على كل حال، فتسميتي ب"ميمون الهجام"، نسبة إلى أحد أبطال المسلسل الشهير "الأزلية" جلب لي الكثير من الشجار والكراك، لا لشيء إلا كي أثبت أحقيتي بهذا اللقب، حتى وإن اقتضى الحال إشباعي ضربا. كان صديقي حميد أزحاف، ولد "خالتي منانة" مدللا من طرف والدته وأخواله، فيما كان مصطفى هماش، الملقب بحشحوش مشاغبا ومتهورا، إلى حد أنه تبول ذات يوم في حجرة الدرس، للفت انتباه إحدى الزميلات، فنال ضربا مبرحا من طرف الأستاذ السي محند دون أن يغير شيئا من عناده وشغبه، والشيء نفسه بالنسبة إلى شقيقه عزيز حشحوش الصغير، الأكثر ديناميكية وتمردا. أما شقيقهما الثالث خالد، فأثبت علو كعبه في الدراسة. وفي كل مساء كنا نضرب مواعد مع مباريات في كرة القدم والركض رفقة ثلة من الأصدقاء الأوفياء نظير الكور والدامو والمرابط والغريب والزوين ومحند والحيرش والزعيم وزريمق وبركات والمزوكي وغيرهم كثير. أما حكايتي مع المسرح، فكانت مثيرة للغاية، إذ كنت الممثل الأول في احتفالات عيد العرش، التي كانت تنظم سنويا، وعلها الأسباب التي حفزتني على المشاركة في المسرح الدولي الجامعي منتصف التسعينات. وبقدر ما أتذكر ذكريات طفولتي بمدرسة سوق الكور، بشغف وحنين، بالقدر الذي أنا ممتن لأساتذتها المخلصين، أذكر منهم لا على سبيل الحصر السي العربي والسي قاسم والسي منصور والسي الطاهري والسي امحند وإدريس الزعيم وابتي علال وآخرين.
عيسى الكامحي






التوقيع

    رد مع اقتباس