عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-05-25, 08:30 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي التنشيط الثقافي ضحية اختيارات حكومية


التنشيط الثقافي ضحية اختيارات حكومية

الخميس, 24 مايو 2012 11:41


اختزال الفعل التربوي في المناسبات الرسمية أفقده بريقه وتحول إلى ترف زائد
لم يعد التنشيط المدرسي بصفة عامة يحظى بالاهتمام داخل مؤسسات التعليم ببلدنا. ولم تعد التوجيهات الإدارية الرسمية تشير وتحث عليه إلا في مناسبات قليلة، كالاحتفال بالأعياد والأيام الوطنية والدولية. ولم تعد الإدارة التربوية والأساتذة يهتمون بالتنشيط الثقافي، نظرا لاهتماماتهم الشخصية، التي لم تعد تترك لهم مزيدا من الوقت. وتبقى التوجيهات الرسمية إلزامية نظريا، دون أن يتم تفعيلها إداريا وميدانيا بالشكل المطلوب، بسبب ضعف المبادرة لدى الفاعلين التربويين، من أساتذة ورجال الإدارة والتلاميذ وغيرهم. ويمكن إضافة معيق آخر يتمثل في انعدام المنشطين المتخصصين في هذا المجال. ولا يمكن لرجال الإدارة، حسب أحدهم، ممارسة هذا الفعل التنشيطي، وحدهم، لانعدام وقت الفراغ لديهم بسبب كثرة الأعباء الإدارية وانعدام المحفزات.
وأكد العديد من المهتمين بالشأن التربوي، أن دور المؤسسات التعليمية في الجانب التثقيفي تراجع بشكل مهول. وعبر العديد منهم عن امتعاضه، جراء تغييب الجانب الثقافي داخل المؤسسات التعليمية، عقب تراجع البرامج المقدمة الفارغة من أي محتوى ومضمون ثقافي. وتم تسجيل غياب دور الجمعيات الثقافية الذي يتسم بالضعف، إذ يكاد يكون منعدما، فيما يتعلق بالقضايا المغربية الكبرى، التي تعالج في سرية تامة وفي منأى عن منتديات ونقاش التلاميذ.
وأعطى عبد الله منصف، فاعل جمعوي، مقارنة بين فضاء المؤسسات التعليمية في السبعينات وبداية الألفية الثالثة، وأشار إلى أن الأساتذة كانوا يساهمون في حفلات نهاية الموسم بأنشطة فنية وثقافية، مؤكدا أن أستاذا سوريا، نشط الحفل الختامي بالعزف على آلة الأكورديون وغنى أنشودة الأطلال، ولم يدرك كنه ذلك إلا بعد مرور سنوات حسب قوله. وأضاف أن دور الأساتذة تراجع واهتمام التلاميذ أنفسهم تضاءل لعدة أسباب. ودعا إلى ضرورة الانفتاح على المؤسسات والفضاءات التي تدعي أنها تهتم بالشأن الثقافي، كالجامعة والمراكز الثقافية ودور الشباب.
وأكد عضو بمجلس التدبير بإحدى الثانويات التأهيلية، أن تراجع الفعل الثقافي له أكثر من سبب، من أهمها عزوف التلاميذ عن المساهمة في الأندية الفنية والثقافية والتفاعل معها في ظل انتشار الفضائيات وغرف الدردشة من جهة وتقلص فضاءات التنشيط الثقافي والفني داخل المؤسسات التعليمية من جهة ثانية. وعزا المصدر ذاته، انحسار الفعل الثقافي بالفضاءات التعليمية، إلى التطورات الحاصلة في المجتمع المدني والاهتمام الزائد للآباء بالساعات الإضافية والرغبة في ملء الوقت الثالث لأبنائهم، مما ولد لديهم نوعا من اللاهتمام واللامبالاة بكل ما هو ثقافي وترفيهي ورياضي، إذ لم يعد بمقدور التلميذ ممارسة هواياته خارج القسم والأسرة، كالمسرح والفنون التشكيلية والشعر والقصة والرياضة.
وعلق (أحمد. ع) عضو بجمعية آباء وأمهات إحدى الجمعيات على الموضوع، بالحديث عن تراجع دور الأساتذة أنفسهم وعدم اهتمامهم بكل ما هو ثقافي وفني ورياضي، مما يفسر تراجع الحضور المتميز للفعل التلاميذي بالمؤسسات التعليمية، الذي كان يشكل النواة الحقيقية لكل إبداع وعطاء وحضور فني لاحق. وأكد المصدر ذاته، أن غياب الأنشطة الثقافية والفنية داخل المؤسسات التعليمية، أثر على العطاء العام وحضور الفعل الثقافي على المستوى العام بالمغرب. وأعطى المصدر ذاته مقارنة بين فضاءات المؤسسات التعليمية في السبعينات وبداية الألفية الثالثة، مشيرا إلى تراجع الاندية السينمائية التي كانت تؤسس لثقافة فنية راقية، ساهمت في تخريج نقاد ومخرجين وكتاب وصحافيين متخصصين في الفن السابع. وتطرق إلى تراجع الأندية الأدبية التي كانت تهتم بكتابة الشعر والقصة والرسم والفنون التشكيلية والمسرح، مشيرا في الوقت ذاته إلى بيروقراطية بعض القرارات الإدارية التي أصبحت تفرض على الراغبين في تنظيم أنشطة فنية وثقافية ورحلات استطلاعية العديد من الإجراءات التعجيزية.

أحمد ذو الرشاد (الجديدة)






التوقيع

    رد مع اقتباس