منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة - الفرد العربي يقرأ 6 دقائق والغربي 200 ساعة سنويا!

أضيف في 23 ماي 2012 الساعة 33 : 23

أعطى التقرير الرابع للتنمية الثقافية الذي أصدرته مؤسسة الفكر العربي أمس، أرقاما سوداء عن واقع قطاع النشر والمقروئية في العالم العربي، وكشف عن تدهور نسبة القراءة بين العرب، مقارنة بالغربيين الذين يقضون ساعات طويلة في القراءة· وفي الوقت الذي يشكل متوسط قراءة الفرد الأوروبي نحو 200 ساعة سنويا، تتناقص القراءة لدى الفرد العربي إلى 6 دقائق سنويا· وعرض التقرير في مؤتمر ”فكر” بدورته العاشرة التي عقدت مؤخرا في دبي بالإمارات العربية ووصف هذه النتيجة بـ”المخيفة”· وعلق الكاتب السعودي فهد الشقيران على الأمر قائلا إن ”العوامل البيئية تؤثر في نسبة القراءة بين العرب، في إشارة إلى أن مستويات الفقر ونسبة الأمية في المجتمعات العربية عالية، مثل اليمن حيث تشكل نسبة الأمية فيها 69 بالمائة، وفي السعودية 13 بالمائة”، مضيفا
”ما زالت استراتيجيات مؤسسات التعليم تقوم على مكافحة الأمية، بينما مؤسسات التعليم الغربية تجاوزت هذا الهدف وأصبحت لديها استراتيجيات أخرى”· ومن جانبه، أشار أمين عام مؤسسة الفكر العربي سليمان عبد المنعم إلى أن التقرير صدر هذا العام متضمنا كسابقاته خمسة ملفات أساسية هي التعليم ”التعليم الجامعي وسوق العمل·· اختلالات على الجانبين”، المعلوماتية ”قضايا الشباب العربي على الإنترنت”، الإبداع الأدبي ”كتابات الشباب العرب”، الإبداع في السينما والدراما ”السينما عشية الربيع العربي”، والمسرح ”المسرحية والنفق المظلم”، والأغنية ”المضمون الثقافي للأغنية العربية”، بالإضافة إلى ملف الحصاد الثقافي السنوي· وقال المتحدث إن التقرير العربي الرابع للتنمية الثقافية لهذا العام شارك في إنجازه نخبة من الخبراء والباحثين العرب، وضم هيئة استشارية من مختلف الاختصاصات العلمية·
وفي السياق ذاته، علق مدير منشورات ”دار المتون” الجزائرية عبد الرحمن هنانو في حديث لـ”البلاد”، على الأمر قائلا إن تقرير التنمية الثقافية الذي تصدره مؤسسة الفكر العربي، والذي عرضته في مؤتمر ”فكر” بدبي هذه الأيام، كان مخيفا للبعض ومحبطا لآخرين ومزعجا لمن يرون أن الوطن العربي في عافية وأن الواقع الثقافي منتعش ويسير نحو الأحسن·
وقال المتحدث ”لم يفاجئني ولم أبتئس لأنني مبتئس أصلا وكئيب للوضع الثقافي ككل وحال الكتاب والقراءة بصفة خاصة، إذ أعتقد أن المجموعة الوطنية التي تسمى دولة بهتانا وأخص هنا الجزائر لم تعرف أي إستراتيجية قرائية مبنية على أسس صناعة الكتاب بكل ما تحويه هذه الصناعة من تخصصات صناعية وفنية أخرى كقطاع حيوي يتحمل مسؤولية إنتاج الإنسان الكامل، القارئ، الواعي، والمتعلم والمطلع والإيجابي والمساهم في التنمية والرقي والبناء”·
من ناحية أخرى، أوضح عبد الرحمن هنانو أنه إذا كانت كمية 6 دقائق سنويا بالنسبة للبلاد العربية، فعشرها يمكن أن نضع أمامه نسبة المقروئية في الجزائر، مضيفا ”أنا لا أحمل المواطن/ القارئ مسؤولية عزوفه وعدم اهتمامه بالكتاب بل المسؤولية كل المسؤولية يتحملها من يضع الاستراتيجيات للمنظومات الوطنية ومنها منظومة القراءة وطلب المعرفة وتوفيرها، ويتقاسم معه ذلك المهنيين والمستثمرين في القطاعات ذات العلاقة بالكتاب وصناعة المعرفة وصناعة القارئ، على حد تعبيره·

أيمن السامرائي