عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-05-24, 18:27 رقم المشاركة : 6
عمر أبو صهيب
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية عمر أبو صهيب

 

إحصائية العضو








عمر أبو صهيب غير متواجد حالياً


وسام المشارك

وسام منضم مسابقة المقدم

الوسام الذهبي

وسام المشاركة

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام حفظ سورة الكهف

وسام المركز الاول في مسابقة التصوير الفوتوغرافي

وسام المركز الثاني في مسابقة استوقفتني آية

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

افتراضي رد: القول بفناء النار كفر


المصنفون في دحض القول بفناء النار:

وقد اعتنى بعض العلماء ببحث هذا الرأي القائل بفناء النار ومناقشة أدلته، وبيان الصحيح في المسألة، ومن هؤلاء الإمام شيخ الإسلام تقي الدين السبكي وهو معاصر لابن تيمية والذي ألف رسالته: ((الاعتبار ببقاء الجنة والنار)) (6). كما ألف الشيخ الصنعاني رسالته: ((رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار))(7).

واعتقاد المسلمين بأن الجنة والنار لا تفنيان – كما يقول شيخ الإسلام تقي الدين السبكي - من المعلوم من الدين بالضرورة، وقد تواردت الأدلة من نصوص القرآن والسنة على إثبات بقاء الجنة والنار، وعدم فنائهما، أو فناء أحدهما.
وسوف نبيِّن أدلة الجماهير المجمهرة من علماء الأمة على إثبات بقاء النار وخلود أهلها من الكفار خلودا أبديًّا لا نهاية له، ومناقشتهم شبه المخالفين بما يدحضها ويبيِّن وهنها.

التنبيه على قواعد مهمة تضبط البحث في المسألة:

ولكن نحب أولا أن نؤكد على بعض قواعد مهمة في موضوع البحث ذكرها شيخ الإسلام تقي الدين السبكي أثناء رده على من قال بفناء النار، وسيأتي نص كلامه بحروفه، ولكن أردنا التمهيد بها تنويها بأهميتهما لخطورة المسألة موضوع البحث:
1) كثرة الأدلة في مسألة ما يمنع من احتمال التأويل، ويوجب القطع بها، كالآيات الدالة على البعث الجسماني لكثرتها يمتنع تأويلها، ومن أولها حكمنا بكفره بمقتضى العلم جملة.

2) لا يقبل من أي شخص كائنًا ما كان رد ما أجمع المسلمون على اعتقاده، وتلقوه خلفا عن سلف عن نبيهم صلى الله عليه وسلم، وكان مركوزا في فطرة المسلمين، معلومًا من الدين بالضرورة.

3) أن مراد بعض العلماء المتقدمين بتكفير القائل بذلك تكفيره بمقتضى العلم، بغض النظر عن تكفير شخص معين، بل مرادهم أن من اعتقد ذلك فقد اعتقد ما يقتضى الكفر والخروج عن الإسلام، دون أن يكون ذلك حكما منهم على شخص بعينه سواء من السابقين أو اللاحقين أو من الأموات أو الأحياء بالكفر، وغاية الأمر أنهم يحكمون بالخروج عن الإسلام بمقتضى العلم إجمالا، ولا ينبغي أن نكفر أحدا معينا من أهل القبلة باللسان، ولا بالقلب، ولا بالقلم، إلا أن يعتقد مشاققة الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا ضابط التكفير. وهى قاعدة مهمة غفل عنها كثير من المتعرضين لمسائل العقائد فيبادرون إلى تكفير المخالفين بأعينهم وأسمائهم وهذا غلط بالغ.

4) أن الإجماع لا يعترض عليه بأنه غير معلوم، بل يعترض بنقل خلاف صريح، ولهذا فمسلك القائل بفناء النار بإنكاره الإجماع في المسألة هو خطأ علمي محض، لا يعذره في خرق الإجماع.

5) أن الكلمات المشكلات التي تَرِدُ تُتَأَوَّلُ، وتحمل على غير ظاهرها، فكما أن الآيات والأحاديث يقع فيها ما يجب تأويله، كذلك كلام العلماء يقع فيه ما يجب تأوله، ومن جاء إلى كلمات ترد عن السلف في ترغيب أو ترهيب أو غير ذلك، فأخذ بظاهرها وأثبتها أقوالا ضل وأضل، وليس ذلك من دأب العلماء، ودأب العلماء التنقير عن معنى الكلام والمراد به، وما انتهى إلينا عن قائله، فإذا تحققنا أن ذلك مذهبه واعتقاده نسبناه إليه، وأما بدون ذلك فلا، ولاسيما في مثل هذه العقائد التي المسلمون مطبقون فيها على شيء كيف يعمد إلى خلاف ما هم عليه، ينسبه إلى جلة المسلمين، وقدوة المؤمنين، ويجعلها مسألة خلاف كمسألة في باب الوضوء، ما أبعد من صنع هذا عن العلم والهدى، وهذه بدعة من أنحس البدع وأقبحها.





التوقيع






    رد مع اقتباس