عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-05-20, 22:20 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي الاستاذ.. التلميذ ...المدير... الثالوث البيداغوجي


الاستاذ.. التلميذ ...المدير... الثالوث البيداغوجي


اي فعل تربوي يراد منه بناء و تكوين انسان قوي ذو شخصية قادرة على ايجاد الحل المناسب و مواجهة وضعيات مركبة...وهذا هو دور الثالوث البيداغوجي الذي لا محيد عنه من اجل انجاح و تفعيل دور المدرسة المغربية...
لنبدأ بالعنصر الأول وهو المتعلم،فلا يخفى على اي متخصص في علم التربية ان اي تلميذ يأتي الى المدرسة مشبعا بتمثلات عن نفسه وعن الآخر و عن الوجود بصفة عامة...فأسرته تصقله وفق تصوراتها للحياة ،تشحنه بافكارو رؤى قد تكون صحيحة او مغلوطة...
التلميذ ضحية اصلاحات مست قطاع التعليم منذ الإستقلال،كل حزب بما لديهم فرحون،ويفرضون على ابناء الشعب ان يفرحوا به.
وثمان سنوات في الفعل التربوي،والإحتكاك بمتعلمي م/م الصفصاف،علمتني انهم ضحايا بكل ما تحمل الكلمة من معنى،ضحايا الوسط المعيشي الذي لا يرحم،رعي الأغنام في اعالي الجبال منذ نعومة الأظافر،ازمة الروتين اليومي و ضيق الأفق،وهنا استحضر ان تلميذة قالت لي بنبرة الأسف انه من المستحيل مغادرة تفريت ـ الدوار الذي تنتمي اليه المركزية ـ فكيف لهذه التلميذة النابغة و النادرة و التي تفهم الأمور وهي"طايرة" ان تقول هذا الكلام ان لم تكن سمعته من اسرتها.
التلميذ القروي يعاني حتى فاضت المعاناة الى الأستاذ ذلك القادم من بعيد حاملا معه اماله و الامه،همومه و ايامه.......
رحل الى القرية فاصطدم بواقع اخر، اغلبهم وجدوا فيه انفسهم في غفلة من الزمن..ومنذ ان وطأت قدماه تراب القرية رمى وراء ظهره اساطير مركز التكوين.........
الأستاذ في القرية كحارس السجن،مسجون ولم يرتكب ذنبا..كل همه جمع الماءو تصفيته، و البحث عن شبكة الهاتف المحمول وتناسي شيء اسمه الكهرباء...
فكيف لشخص هذا هو حاله ان نطالبه بالتضحية و نكران الذات،والتغاضي عن الامه و عن جوعه و عن تصرفات مديرين كل همهم هو مراقبة حضور الأستاذ و تعيين"بركاكة" من الدوار لأداء المهمة مجانا،،فيتناسى هذا المدير انه كان يوما ما في نفس حاله،غارقا بين ضجيج التلاميذ ،انه يوما ما ضرب السبورة بعنف،انه يوما ما كره مديره الذي منحه نقطة يتيمة فدعا عليه بالويل و الثبور...لكن الهاتف و الحاسوب المحمولين و الأجرة المعتبرة انسته ماضيه التعيس....
ان التضحية ان لم تاتي من جميع الجهات فلا معنى لها،فالأستاذ وحده مفروض عليه ان يضحي دائما، بدعوى كونه يتقاضى راتبا و انه صاحب علاقة مباشرة مع المتعلم...
فالتلميذ بحاجة لإستاذ طموح و متفرغ و مرتاح البال و يتمتع بشروط العمل،وهذا ما لن يكون اذا لم يقابله مدير كفء و متحكم في علم الإدارة و التوجيه،مدير يعي ان وجوده ضروري لسير المرفق العمومي بشكل طبيعي،مدير ليس همه ان يراقب مواظبة الأستاذ فقط...مدير دائم الحضور و الإستفسار عن احوال اساتذته و تلامذته...مدير متواضع و قائد و صارم و متسامح وليس مديرا يسبح في نهر و المدرسة في نهر اخر...مدير يضرب بيد من حديد كل من سولت له نفسه الاعتداء على حرمة المدرسة و التطاول على ممتلكاتها.....
ولا ننسى الحديث عن دور المفتش،فالأستاذ بحاجة الى مفتش ياخذ بيده ويمكنه من اليات التربية و مستجداتها،مفتش لا يلعب دور شرطي..مفتش يتفهم ظروف عمل الأستاذ،فيعينه و ينصحه و يوجهه و يؤطره....
بهذه الشروط فقط تتحقق مدرسة ناجحة تحب تلامذتها و يبادلونهآنفس الشعور،و منفتحة على محيطها...و مؤمنة بالتغيير و رافضة للعقول المتحجرة.....
على الاستاذ اولا و المدير ثانيا و المفتش ثالثا ان يدركوا انهم كلهم في خدمة المتعلم،وان يجتهدوا لصالح المتعلم كل من موقعه...
هكذا فقط يمكننا الحديث عن التضحية و نكران الذات،اما ان كان من جهة واحدة فهو احتراق حتى الإختفاء و الإنقراض.
للامانة منقوووووووول






التوقيع

    رد مع اقتباس