وقف الواقفون ببابك
لــولاك ربي الأكـــوان مــا وُجــــدت
ولا سال نهر ولا مرّت بنا السحب
ولا طار طير في الأكوان مفتخرا
بين السماء ولا شدّ الجناحين مرتعب
ولا زُيّنت سمـــــاء الكـــــون بزينتهــا
ولا سعتْ رجوم الشياطين تحتطب
ولا أورقت الأشجــــــار ولا أثمــــرت
ولا طــــاب تمر ورمــــان ولا عنــب
ولا مـــــرّ بــالأفـــــلاك ربــّــان ولا قدر
ولا شبّت النيران دون الجدع والحطب
ولا أنار هذا الكون مصبـــاح ولا قمر
ولا أنارت الشمس هذا الكون والحُجب
نجري سراعــــــا بدنيانـــــا نجول بها
وكأننا عاديات لا تبقي ولا تجب
رب الموازين أنت العدل في أبد
ملك السماء والأراضين والقطب
تعاليتَ رب الأرض والناس يا أملي
فوق الجميع وما نقصت بنا السبل
نعم رجونـــــاك ربـــا واحدا صمــــدا
وأنت الرب السميع الواحد الأحد
أنت الغفور لمن يرجوك معتذرا
من الخطايا وقد ضاقت به الحيل
أنت الإله لم تولد وليس أب لديك
ولا أم ولا أخت ولا خال ولا نسب
إليك أدعــــــــو يـــــا ربي ويـــــا أملــــــي
أن تصلح ديني في الدنيا وفي الأجل
أنت الذي ملأت القلب حبا به أصلحني
ولولا الهداية ما خلُصت ليَ السحب
أمشي بدربي إليك في حب به ولع
ولا أشتكي إلا إليك أدعو وأنتحب
تجلو الهموم عن المظلوم تنصفه
أنت الكـــريم فمَن للعبـــد ينتصــــــر
وقفت ببابك ككل الناس إذ وقفــــوا
كيف لا وأنت المجيد الصاحب والأمل
هاذي الزخارف فوق الأرض قد نضُجت
والمفلسون في شعاب الأرض قد فعلوا
شدّوا الرحــــــال إلـــــى الدنيـــــا كأنهم
قطيعا من الجوع فوق الأرض ينتعل
أغرتهم الدنيا وخاضوها بلا أمل
لأن إبليـــس يدعــــوهم إذ فشلــــــوا
هم ارتضَوه زعيما في مقاصدهم
وباعدوا الحق بهذي الدار وارتحلوا
رب السماوات رضاك السعد خاتمتي
ومن دون عفوك لا خيـــــر ولا أمل
ربيعـــــي القرآن فـــــي صدري أقلّبـــه
وأنت الــــذي لنبـــــي الـــــــحق مُرسله
بالسنّة السمحاء ماء الشهد أشربه
وبين يديك صراط الدين والحجب
إقبل سيــــدي توبتي ومـــــا انتزعت
قصورا بحبك وأنت العالم الصمد
إن عذبتني فــــإن غضبك تسبقـــــه
رحمة منك تطفيء نارا بها العطب
يكفينــــي فخرا أنت ربي وخالقــــي
والــــــعز لمن سعيـــــتُ إليـــــه لأعبده
من يدّعـــــي ندّا فقد خــــــاب فعله
وتاه في بحر الضلالة معطب
ومن سعى لغير الله عمدا فإنه
لنــــــار سعير يــــوم وعد مُخلِّــــده
هذا هـــو اليوم الذي فيه كذّبت
رقـــــاب الضلالة ذوقوا واشهدوا
أسأل يا مولاي أن تنجي رقابنا
فــــإن تعفو فأنت الــــواحد الأحد
محمد شرف الشريف المدلي
المملكة العربية السعودية