عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-05-17, 00:17 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي تكافؤ الفرص في اجتياز المباريات


تكافؤ الفرص في اجتياز المباريات






يونس كحال
تفتح حكومة بن كيران عدة مباريات في وجه الشباب المغربي للتوظيف في الإدارات العمومية، بشرط أن تتوفر فيهم المواصفات التالية:
- أن يكون المرشح أو المرشحة من جنسية مغربية.
- حاصل(ة) على شهادة حديثة، وحبذا لو كانت سنة 2012 .
- السن، 18 سنة أو أقل، مع إعطاء الأسبقية لمن هم دون هذه السن.
- بيان نقط يوضح بشكل لا لبس فيه أن المرشح حصل في جميع سنوات دراسته على ميزة جيد جدا.
- وثيقة تتبث أن المرشح لم يسبق له أن كان معطلا في يوم من الأيام.
إذا كانت هذه هي الشروط التي ستدشن بها الحكومة الجديدة عهدها الجديد في ميدان التشغيل، فرحم الله كل المعطلين المتواجدين فوق هذه الأرض السعيدة.
لقد كتب الكثير عن معضلة العطالة في صفوف شبابنا، وخصوصا منهم حاملي الشهادات العليا، لكن المشكلة لم تبارح مكانها، إذ أن أعدادهم لازالت في ازدياد مضطرد، وكذلك معاناتهم، ولم تستطع أي حكومة أن تجد حلا لهذا المشكل العويص، وطبعا ذلك راجع إلى أن القيمين على هذا الملف الشائك لا يحسون بما يحس به أولئك الشباب (منهم من أصبح شيخا الآن) وهم ينتظرون الفرج مع إطلالة كل حكومة جديدة، طبعا كيف يحسون بشاب أمضى نصف عمره في الدراسة و النصف الآخر في البحث عن" خديمة" تقيه شر مد اليد سواء للأسرة أو الغير، كيف يحس المسئولون بشاب يستيقظ في الصباح ولا يعرف أين يولي وجهه، أإلى المقهى هذا إن توفر له ثمن قهوة سوداء مرّة مرارة أيامه التي يتجرعها صباح مساء، أم إلى راس الدرب للوقوف والتفرج على الطالع والنازل...
شاب طرق جميع الأبواب ولم تفتح له، شابٌ شاب من كثرة البحث عن فرصة عمل أو حتى نصف فرصة ولم يجدها بعد.
قال السيد رئيس الحكومة بأن التوظيفات ستكون عن طريق المباريات وبطريقة شفافة، لكنه لم يشرح ما معنى شفافة، هل معناها أن المباريات سيعلن عنها على صفحات الجرائد وفي مواقع الوزارات؟ أم المباريات ستصبح مفتوحة في وجه الجميع بدون قيد أو شرط سوى توفر الشهادة التي تخول لصاحبها اجتيازها؟
إذا كانت الطريقة الأولى هي التي يقصدها رئيس الحكومة، فاسمح لي سي بن كيران أن أقول لك، بأنك لم تأت بجديد، لأن مشكل الشفافية ليس إعلان مباراة على الملأ فقط، بل الشفافية تقتضي تكافؤ فرص جميع شباب المغرب في الترشح إلى أي مباراة، طبعا كل حسب تخصصه، بدون تلك القيود التي ذكرت بعضها في مقدمة مقالي هذا، كتحديد سن المتبارين لأن ذلك يعني أن أصحاب الشواهد القديمة يمشيو يكبو الما على كرشهم، أو تقييد المتبارين بطريقة الانتقاء التي تضرب مبدأ تكافؤ الفرص في الصميم، فما معنى أن يمنع أحد ما من الترشح لمباراة لأنه لم يحصل على ميزة أو ميزتين؟ هل هذا هو المعيار فقط؟
تكافؤ الفرص يعني بأن تفتح المباراة في وجه الجميع وإذا كان صاحب الميزة يستحق النجاح في تلك المباراة فمرحبا، وإذا كان يستحقها آخر لم يحصل على ميزة فمرحبتين، لأن الحصول علي ميزة لا تعني بأن أحدا أفضل من الآخر، فالكل يعرف أن ظروف الدراسة في الجامعات المغربية تختلف من مدينة إلى أخرى، وهناك من حصل على الإجازة في 4 سنوات وهناك من حصل عليها في 3 سنوات حسب النظام الجديد، وهناك العديد من العوامل التي تفيد بأن شرط الترشح لمباراة ما هو بيان النقط لم يكن بالقرار الصائب.
لن أطنب في هذا الموضوع كثيرا، ولكن الشباب ينتظرون من الحكومة قرارات ملموسة تبين بأنها جادة في عمليات الإصلاح التي بدأتها، ويريد أن يرى هذه النزاهة متجلية في حذف كل العراقيل التي تمنع أبناء هذا الشعب من اجتياز مباراة على قدم المساواة، وليبق الفيصل والحكم هو ما سيقوم به المتباري في المباراة، بمعنى إذا كان عندو ما يعاود فإنه سينجح، وإذا كان مستواه ضعيفا فإنه سيعرف أن المشكل فيه وسيعمل على تحسين قدراته، أما أن نحكم عليه من الأول ونحرمه من اجتياز الاختبار فهذا يعني إقصاء له وإحباطا في نفس الوقت.
الشفافية وتكافؤ الفرص تفرض على الحكومة الجديدة أن تغير الطريقة التي كانت تدار بها المباريات في القديم، فلم يعد مقبولا بأن يرفض شخص ما من اجتياز مباراة ما لأنه كبر في السن، لأن ذلك ليس بذنبه، واش هو كره يخدم؟ ولم يعد مقبولا أن يقصى شاب أو شابة من اجتياز مباراة ما لأن بيان النقط خاصته أو خاصتها ليس فيه ميزة حسن أو أحسن.
دعوا أبناء الشعب يجتازون المباريات في جو يسوده العدل وتكافؤ الفرص، وآنذاك سترون أن دعاة التوظيف المباشر سيقل عددهم كثييييرا.







التوقيع

    رد مع اقتباس