عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-05-07, 23:13 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي بين الوفا و "بن زاغو"


بين الوفا و "بن زاغو"

من حسن حظ محمد الوفا، وزير التربية الوطنية، أن هناك زملاء له في الحكومة ينتمون، تحديدا إلى العدالة والتنمية، يستطيعون، في كل لحظة، شد أنظار الرأي العام، وإلا كانت زيارته إلى الجزائر عنوان نكتة سمجة، تضاف إلى نكات موسم دراسي، يشارف على نهايته، دون توجيه بيداغوجي، أو مخطط، أو أدوات تقويم، أو بوصلة مناهج ومقررات.
ماذا يمكن أن يفعل بالضبط وزير مغربي مكلف بقطاع التربية الوطنية في الجزائر؟ سؤال يبدو "عبيطا"، منذ الوهلة الأولى، في سياق مشاريع إعادة بناء الجسور المدمرة بين البلدين الجارين، لكنه قد يستحق بعض التأمل، على الأقل، بالنظر إلى الإفلاس المزمن الذي تعانيه المنظومتان التربويتان المغربية والجزائرية معا:
الأولى، بتراجع المسؤول الأول عن القطاع، دون بديل أو مقترحات عملية، عن مخطط كامل للإصلاح بآلياته البيداغوجية والتقويمية وترك المجال للتخبط والاجتهادات و"الصلاحيات"، والثاني بتعثره، منذ سنوات، في أرجل ما يسمى إصلاحات "بن زاغو" (نسبة إلى بن علي بن زاغو، مهندس نظام التربية والتكوين بالجزائر) المقررة، في سرية تامة، بتنسيق مع المؤسسة السياسية، ردا على موجة الإرهاب الدموي التي ضربت البلد، وحُملت المنظومة السابقة جريرة ذلك.
ماذا يمكن للمغرب أن يستفيد من منظومة تربوية تراكم أشكال الاختلالات منذ إقرارها قبل 15 سنة، على المستويين البيداغوجي والتطبيقي، حتى أضحت موضوع تندر للجزائريين الذين يروجون أن عدد خريجي المؤسسات الثانوية الحاصلين على شهادة الباكالوريا يعادل عدد الحاصلين على شهادات الأمية؟ وكيف يمكن "تعزيز التعاون الثنائي في مجال التربية والتكوين" بين تعليمين لم يجدا بعد هويتهما، ويخضعان باستمرار إلى التجريب والتغيير و"الإصلاح" الموجه بالأهواء والأمزجة السياسية والإيديولوجية؟ اللهم الرغبة في تشبث غريق بغريق.
والمصيبة، أن زيارة الوفا إلى الجزائر وعقد لقاءات مع وزير جزائري عمر في هذا المكان 14 سنة، تزامنت مع صدور تقرير برنامج "بيسا" ذائع الصيت عالميا، الذي يهتم بتقييم مكتسبات التلاميذ في المواد الأساسية، إذ احتلت الصين وكوريا الجنوبية وهونكونغ وسانغافورا والسويد وفلندا رتب متقدمة على سلم الرقي التعليمي دوليا.
ألم يكن حريا بالوزير برمجة زيارة إلى واحدة من هذه الدول، للإطلاع على الأقل، بدل تضييع وقت الدولة وأموالها في زيارات بلا هدف، غير تسجيل موقف سياسي توجد وزارات أخرى أقدر عن التعبير عنه بشكل أحسن؟






    رد مع اقتباس