عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-05-05, 05:12 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي عندما يحرص المعلمون على ابن زميلهم




عندما يحرص المعلمون على ابن زميلهم

الخميس, 03 مايو 2012 10:35


يعتقد البعض من زملائي أنني كنت محظوظا خلال دراسي الابتدائية، التي يمكن تقسيمها إلى مرحلتين، الأولى استغرقت سنة واحدة فقط، درست فيها بمدرسة إدريس الأول بالرباط بالقسم الابتدائي الأول على يد المعلم ألجة، الذي مازالت علاقتي به الى يومنا هذا، تميزت بالسكينة والدلال، لأن زملائي في الفصل كانوا ينادوني بابن
الملعم، كما أن معلمي ألجة كان يعاملني معاملة خاصة، لأنني كنت بكر صديقه المفضل، والثانية امتدت خمس سنوات، وكانت حقا أقرب بالنسبة إلي طبعا إلى ما يطلق عليه بسنوات الرصاص.
والحقيقة أن صفة "ولد المعلم" جرت علي الكثير من المتاعب في دارستي الابتدائية، وشكلت نقمة بالنسبة إلي طيلة خمس سنوات قضيتها في مدرسة ابن حزم بحي السلام بسلا، وكان والدي يدرس فيها، لأني كنت محط أنظار كل المعلمين الذين تتلمذت على أيديهم، وأولهم والدي رحمة الله عليه، بعد أن درسني في السنة الثانية ابتدائي، لأنه كان يحفني بعناية منقطعة النظير، فعصاه لم تفارق جميع أجزاء جسمي طيلة السنة، وكل ذلك لأنه كان يعتبرني لست في مستوى تطلعاته.
لكن الغريب في طريقة تدريس والدي "السي عمر"، هو أنه لم يكن يكلمني في البيت، ولا يرغمني على مراجعة مقرراتي أو دروسي، غير أنه كان يواجهني في الفصل بجميع أفعالي في البيت وخارجه، وأجده أحيانا يتلذذ في القصاص مني كلما عجزت عن الإجابة. ورغم أنني تتلمذت على يده سنة واحدة فقط، فإن جميع المعلمين الذين حملوا مشعل تدريسي من بعده حذوا حذوه، لأنه كان هو من يختار المعلمين الذين سيسهرون على تعذيبي يوميا نفسيا وجسديا.
والحقيقة أنني لم أتنفس الصعداء إلا عندما غادر أبي المؤسسة إلى مدرسة بجوار بيتنا، علما أنها لم تمنعني من الرقابة التي فرضت علي من طرف أصدقاء والدي الذين كانوا حريصين على تنفيذ رغباته، وأذكر من بينهم السيد واعديل والحارثي وطامو والعمري والبيضاوي، هذا الأخير الذي تتلمذت على يده في السنة الخامسة والأخيرة من تعليمي الابتدائي، وكانت له طريقة خاصة في التعامل معنا وتأديبنا، فنظرا لقوته كان يضربنا بعصا خشبية على الكفين مرتين، كانت كافية لتترك فينا الأثر أسبوعا كاملا.
ورغم أنني لم أكن أدرس جيدا لأنني كنت أكرس كل طاقتي للعب كرة القدم، فإن المعلمين لم يضعوني يوما في خانة التلاميذ الكسالى أو الميؤوس من تعليمهم، لأنهم كانوا يلمسون من خلال مشاركاتي القليلة في الفصل أنني قادر على أن أكون من المتفوقين في المدرسة، وأن ما ينقصني التتبع المستمر، مع الحرص على أن يكون مرفوقا بالتأديب طبعا.

صلاح الدين محسن





    رد مع اقتباس