عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-04-24, 22:54 رقم المشاركة : 6
رشدية جابرية
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية رشدية جابرية

 

إحصائية العضو







رشدية جابرية غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

افتراضي رد: أنس في موكب الغرباء. بقلم شلا زموري.


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيدة سعد مشاهدة المشاركة
هل هناك أنصع من الصفاء الروحي حين تستقر في الشغاف المحبة المحمدية ؟ أليست مرساة التائهين في عباب التيه ؟
هي حقا مرساة التائهين المتفيئين بظل الرحمة المهداة من هجير الفراغ الإنساني وبريق الاشباه الوجودية التي تترصع بديباج التيه المنمق.

وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟؟؟ طوبى للغرباء مادامواْ عاقلين/ مهووسين بالمحجة البيضاء ...

لا يستوون مثلا، ولا يستوون وجودا، علمهم شرف يحيون به وله وفيه و إن نضوا عنهم ثياب الدنيا، وهو علم مشفقون من مسؤوليته وتكاليفه، فهم بذلك لا يستوون في السكون فسمتهم صمتهم صاخب بهوس المحجة البيضاء والتجديد، والنهضة ، صمتهم صاخب لا راحة فيه، و ضجيج غيرهم صمت فيه كثير من الراحة والسكون المفضي إلى الموت المقنع بالحياة.
العقول الفارغة تدوي فيها رياح الاغتراب الفارغ الماهية ، العقول الرشيدة تعصف بها رياح اغتراب من نوع آخر ، نغبطها حين تسافر في ماهية الأشياء ، والأحداث والامكنة والأزمة ...
ما أروعك أيتها الغالية حين تسبرين بدقة كنه خاطرتي ، ما أروع أن أقرأ لك ، أصبت صميم الخاطرة حتى لأني أعي تماما أن كاتبة الرد تعيش صدقا في حياتها مبدأ الوجود الرشدي السامي الذي كتبته لحظة تنزل الخاطرة.
هي تنبش في الجوهر ، تغوص في أعماق الأعماق ، تستقريء كنه الوجود ...

"السفر في جوهر الأحداث، والأزمنة والأماكن بحث عن الأصيل المتأصل المنبعث من النفخة الروحية الكريمة، المستمد نوره من الفيض الإلهي الكريم الذي ابتدأ بفجر "إقرأ" و أشرق بفيض "كرمنا بني آدم" واكتمل نورا كاملا ب" اكملت لكم دينكم".
وهونفسه النور الذي لا يخبو أبدا وهي الرحمة المعطاءة بلا حد تنير عتمات الحياة و ترسل هاتف الروح حين يشرد لينيب ويعود من جديد."

طوبي لغرباء الرشد حين تبدو أمامهم الحقائق عارية دون زيف ، وحين نقرأ على ملامحهم صومهم عن الجدال الفارغ ، حين تعلو وجوههم ابتسامة تعني الكثير ، وحين يسكن مقلهم حزن على ما يجري ...

"صعبة هي الحقائق عارية من كل زيف، تحتاج نفسا طويلا وصدقا مع النفس التي تبحث عن الصدق ولا تحيد عنه، تحضرني هنا إشراقة وجودية تنزلت عليّ بردا وسلاما في وقت محنة شديدة : "قد تنخدع في الآخرين لكن المهم أن لا تخدع نفسك والأهم أن تكون صادقا في كل لحظة أو قضية عشتها وتعيشها"
"أصبتِ مكمن الصمت فهو صوم الخواص وهو ينعكس ابتسامة تختزن حزنا وانشغالا مستديمين ، عسى بهذا الصوم نرتقي لصوم خواص الخواص عسى"
ليس لي ما أعلق به على هذا المقتطف من عبارات تعادل حقه وتوفيه سوى أن أقول أنه بديع عزيزتي شلا ، مقتطف غزير المعنى ، عميق الدلالات متين اللغة ...
كتبت فأجدت ، وأبدعت فأمتعت أستاذتي القديرة .

هذا غيض حرفي من فيض ردك الكريم الممتع والراقي فكرا و أسلوبا.



تخجلينني أستاذتي الكريمة بثنائك، فردك وتفاعلك القيم مع خاطرتي يحمل في حد ذاته ثناءا لا حد له.

دمت غاليتي ودامت لك أسرار القراءة السابرة لعمق النص الوجودي.





التوقيع

"لا شيء يعتم الرؤية ويوقع في التيه الوجداني والضلال الفكري كالأسئلة المزيفة. الأسئلة المزيفة هي، كأسئلة الأطفال، أسئلة تطرح مشاكل مزيفة يعيشها الوعي على أنها مشاكل حقيقية"
محمد عابد الجابري
    رد مع اقتباس