تم مؤخرا إصدار مذكرة خاصة بالدعوة الى المشاركة في التكوين عن بعد الذي تنظمه وزارة التربية الوطنية .. المذكرة لم يتوصل بها عدد كبير من رجال ونساء التعليم المهتمين بالموضوع لأن طريقة إصدارها لا يمت بصلة إلى مجال التكوين عن بعد وإدماج تكنولوجيا الإعلام والاتصال في الميدان التربوي وخصوصا في مجال التواصل التربوي بين الوزارة و أطرها التربوية ، مذكرة ورقية تصدرها الوزارة ولا تتحمل حتى عناء نشرها عبر موقعها الرسمي بل فضلت إرسالها عبر السلم الإداري الذي ما زال يعتبر الوسيلة الأولى التي تتواصل بها معنا وزارتنا الرشيدة وكأننا نعيش في القرون الوسطى ..

المذكرة لم تحمل لنا حتى مواضيع التكوين وتاريخه و أهدافه العامة والخاصة وبرنامجه الكامل ، بل اكتفت بالدعوة الى المشاركة في تكوين مجهول وكأنها دعوة للمشاركة في عرس أو وليمة ..
قام بعض الإخوان جزاهم الله خيرا بنشر المذكرة على الانترنت وهو الشيئ الذي دفع الى تسجيل عدد كبير من المهتمين لم تتمكن المذكرة الورقية للوزارة من إقناع عشر مثل هذا العدد بالتسجيل ..

التكوين عن بعد لرجال ونساء التعليم تسبقه مراحل عديدة تهيئ أرضيته وتجعل المستفيدين منه على استعداد تام لتقبله والتكيف معه ، من خلال دراسة الوضعية وجمع المعطيات وتحليلها قبل أن يتم فرزها ويستخرج منها البرنامج العام للتكوين .. اما طريقتنا المغربية التي تنتهجها وزارتنا فتكتفي بإنزال مذكرة سماوية تدعو الى المشاركة في التكوين و بعدها بيضعة أيام تعلن بدأ التكوين بشكل مستعجل فضيع ..

تم اختيار منصة موودل كبرنامج إدارة نظام لهذا التكوين عن بعد ، فهو بمثابة القاعة الإفتراضية التي سيجرى فيها التكوين والمتوفرة على كل الوسائل والآليات الضرورية لإجرائه ، لكن كيف يمكن التعامل مع نظام الموودل هذا الذي يحتاج بدوره الى تكوين خاص في التعامل معه قبل بدأ أي تكوين آخر بواسطته ..

فهل هكذا يكون التكوين عن بعد في غياب أدنى شروط إنجازه ؟؟ طبعا دون أن نتساءل عن المبالغ الضخمة التي يستفيد منها المكونون من أجل تكوين مفترى عليه .. ودون أن نستغرب من التصريح بنجاح التكوين الى درجة فاقت كل المقاييس .. فمادامت كل المشاريع تتم على الورق فنجاجها كذلك يكون سهلا جدا على الورق .. فإلى متى ستبقى مشاريع التربية والتعليم ببلادنا من ورق وعلى ورق؟؟