عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-04-18, 13:38 رقم المشاركة : 3
lazzu
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
إحصائية العضو







lazzu غير متواجد حالياً


افتراضي رد: تاريخ الشيعة في المغرب..


هذا النقل الكافي والشافي والذي من خلاله يتضح ان بلاد المغرب لم تعتنق يوما من الايام دين الروافض بل كانت على مثل ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه وستزال ان شاء الله رغم ما يوجد الان من سلوك نحو الانحراف الذي جاء به اهل التصوف المشئوم والذي يعتبر بوابة التشيع فيجب الحذر,ولكن لن نعدم خيرا فاهل السنة في ازدياد ولله الحمد.
وهذه بعض اساليب المغاربة في مواجهة الدولة العبيدية

لقد سلك علماءالسنة المغاربة في مقاومة التشيع أساليب عديدة، منها المقاومة السلبية ، والمقاومةالجدلية والمقاومة المسلحة، وكانت هناك أنواع أخرى من المقاومة ، مثل التأليف ونظمالشعر .. إلخ.

أ‌-المقاومة السلبية : أولى الوسائل التياستعملها علماء المغرب السنة هي مقاطعة كل ماله صلة بالتشيع، أو بالحكم القائم ،وتمثلت تلك المقاطعة في مقاطعة قضاة الدولة وعمالها، ورفض من استطاع منهم دفعالضرائب لها (1) ومن مظاهر هذه المقاومة مقاطعة حضور صلاة الجمعة التي كانت مناسبةللعن أصحاب رسول الله على المنابر ، فتعطلت بذلك الجمعة دهراً بالقيروان (2) ،ومنهم من اكتفى بالدعاء عليهم ، كما فعل الواعظ عبد الصمد (3) ، وكما كان يفعل أبوإسحاق السبائي الزاهد ، إذا رقى رقية يقول بعد قراءة الفاتحة وسورة الإخلاصوالمعوذتين : وببغضي في عبيد الله وذريته، وحبي في نبيك وأصحابه وأهل بيته أشف كلمن رقيته (4

ومن مظاهر المقاومة السلبية أيضاً : مقاطعة كل منيسير في ركب السلطان واعتزاله ، وكل من كانت له صلة بهذا السلطان ، أو سعى إلىتبرير وجوده؛ عملاً بقوله تعالى : " لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليومالآخر يوادون من حادَّ الله ورسوله ولو كانوا ءاباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أوعشيرتهم " (المجادلة، آية : 22

فهذا خلف بن أبي القاسم البراذعي (ت نحو 400ﻫ) (5) قام عليه فقهاء القيروان بصلته بملوك بني عبيد وقبوله هداياهم ، وتأليفه كتابافي تصحيح نسبهم، وزادت النقمة عليه عندما وجدوا بخطه الثناء على بني عبيد متمثلاًببيت (6) الحطيئة :

أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا ٭٭ وإن عاهدوا أوفوا وإنعقدوا شدوا

لذلك كله أفتى فقهاء القيروان بطرح كتبه ، وعدم قراءتها ، وإزاء ذلكاضطر هو إلى الهجرة إلى الصقلية ، حيث حصلت له حظوة كبيرة عند أميرها (7

ب‌-المقاومة الجدلية : كانت المقاومة الجدلية هيأقوى وأوسع أنواع المقاومة التي قام بها علماء السنة المغاربة ضد الشيعة الرافضةالمنحرفين، وقد سطع في سماء هذه المساجلات العلمية والمناظرات العقدية عدد كبير منالعلماء، وكانوا لسان أهل السنة الناطق والذاب عن بيضة هذا الدين، وممن لمع نجمه فيميدان المناظرة لبني عبيد حتى ضربت إليه أكباد الإبل من الأمصار المختلفة ؛ لعلمهبالذب عن مذهب أهل السنة ، وكان هذا الإمام - فضلاً عن براعته في الجدل والمناورةشجاعاً مقداماً لإيهاب الموت، من ذلك ما ذكره المالكي والدباغ من أن عبد اللهالمعروف بالمحتال (8) ، صاحب القيروان قد شدد في طلب العلماء، فاجتمعوا بدار ابنأبي زيد القيرواني ، فقال لهم ابن تبان : أنا أمضي إليه، أبيع روحي لله دونكم ؛لأنه إن أتى عليكم وقع على الإسلام وهن عظيم (9

وفعلاً ذهب إليه وأقام عليهالحجة هو وجماعته الذين جاء بهم ليناظروه ، وبعد أن هزمهم في مجلس المناظرة لميخجلوا أن يعرضوا عليه أن يدخل في نحلتهم ، ولكنه أبى وقال : شيخ له ستون سنة يعرفحلال الله وحرامه ، ويرد على اثنتين وسبعين فرقة ، يقال له هذا ؟ لو نشرتموني فياثنتين ما فارقت مذهبي (10

ولما خرج من عندهم بعد يأسهم منه تبعه أعوان الدولةالفاطمية العبيدية وسيوفهم مصلتة عليه ؛ ليخاف من يراه من الناس على تلك الحال ،فإذا به وهو تحت الضغط يهدي الناس ويقدم لهم النصيحة، ويقول لهم دون خوف ولا وجل : تشبثوا، ليس بينكم وبين الله إلا الإسلام، فإن فارقتموه هلكتم(11

وكان يخشى علىالعامّة من فتنة بني عبيد ويقول : والله ما أخشى عليهم الذنوب ؛ لأن مولاهم كريم،وإنما أخشى عليهم أن يشكوا في كفر بني عبيد فيدخلوا النار (12

وممن اشتهروابالذب عن الإسلام ، وأشهروا حجج الحق وبراهين العدل ، وإقامة الحجة على دعاة الدولةالفاطمية أبو عثمان سعيد بن الحداد (302ت) لسان أهل السنة وابن حنبل المغرب ، قالعنه السلمي : كان فقيها صالحاً فصيحاً متعبداً ، أوحد زمانه في المناظرة والرد علىالفرق (13

وقال عنه الخشني : كان يرد على أهل البدع المخالفين للسنة ، وله فيذلك مقامات مشهودة ، وآثار محمودة ناب عن المسلمين فيها أحسن مناب ، حتى مثله أهلالقيروان بأحمد بن حنبل (14

قال عنه المالكي : وكانت له مقامات في الدين معالكفرة المارقين ، أبي عبدالله الشيعي ، وأبي العباس أخيه ، وعبيد الله ، أبان فيهاكفرهم وزندقتهم وتعطيلهم(15)، حاولت الدولة الفاطمية بالمغرب إجبار الناس علىمذهبهم بطريقة المناظرة وإقامة الحجة مرة ، والتهديد بالقتل مرة أخرى ، فارتاعالناس من ذلك ، ولجؤوا إلى أبي سعيد ، وسألوه التقية فأبى وقال : قد أربيت علىالتسعين، ومالي في العيش حاجة، ولابد لي من المناظرة عن الدين أو أن أبلغ في ذلكغدراً ، ففعل وصدق، وكان هو المعتمد عليه بعد الله في مناظرة الشيعة (16) ، ومنأشهر هذه المناظرات.


-
التفاضل بين أبي بكر وعلي رضي الله عنهما : وأول هذهالمناظرات كما يذكر صاحب المعالم حول التفاضل بين أبي بكر وعلي رضي الله عنهما ،فبعد الاجتماع بين ابن الحداد وأبي عبيد الله الشيعي؛ سأل أبو عبد الله الشيعي ابنالحداد : أنتم تفضلون على الخمسة أصحاب الكساء غيَرهم - ؟ يعني بأصحاب الكساء : محمداً صلى الله عليه وسلم وعلياً وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، ويعنييغيرهم : أبا بكر رضي الله عنه - فقال أبو عثمان : أيما أفضل ؟ خمسة سادسهم جبريلعليه السلام ؟ أو اثنان الله ثالثهما (17)؟ فبهت الشيعي.

-

موالاة علي رضي اللهعنه : في هذه المناظرة أراد عبيد الله الشيعي أن يثبت أن الموالاة في قوله عليهالصلاة والسلام : من كنت مولاه فعلى مولاه (18) بمعنى العبودية ، فقال له : فما بالالناس لا يكونون عبيداً لنا ؟ فقال ابن الحداد : لم يرد ولاية رق وإنما أراد ولايةالدين، ونزع بقوله تعالى : " ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثميقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتابوبما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفربعد إذا أنتم مسلمون " (آل عمران : آية 79 - 80) فما لم يجعله الله لنبي لم يجعلهلغير نبي ، وعلي رضي الله عنه لم يكن نبياً وإنما كان وزيراً للنبي صلى الله عليهوسلم (19

هذه إشارات عابرة ، وهي جزء صغير من مجموع المناظرات التي دارت بينالفريقين.

ج-المقاومة المسلحة : لم يكتف علماء المغرببالمقاومة السلبية والمقاومة الجدلية، بل منهم من حمل السلاح وخرج ليقاتلهم ، فهذاجبلة بن حمود الصدفي ترك سكن الرباط ونزل القيروان، فلما كلم في ذلك قال : كنا نحرسعدواً بيننا وبينه البحر، والآن حل هذا العدو بساحتنا، وهو أشد علينا من ذلك ، وقال : جهاد هؤلاء أفضل من جهاد أهل الشرك (20

واستدل بقوله تعالى : " يا أيهّاالذين ءامنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار " (التوبة : 123) ومنهم الإمام : أبوالقاسم الحسن بن مفرج ت 309ﻫ الذي كان من أوائل من خرج على الشيعة ومات شهيداً،قتله عبيد الله المهدي ، وصلب هو ورجل يدعى أبا عبد الله السدري الذي كان منالصالحين ، وكان قد بايع على جهاد عبيد الله ، وجعل يحث الناس على جهاده فبلغ خبرهعبيد الله فأمر بقتله (21

ثم إن العلماء خطوا خطوة أكبر بإصدار فتوى بوجوب قتالالدولة الفاطمية العبيدية ، وكان ذلك بعد اجتماع وتشاور بين علماء السنة ، وتحالفوامع أهل القبلة ضد الفاطميين الذين حكموا عليهم بالكفر لمعتقداتهم الفاسدة ، قالالشيخ الفقيه أبو بكر بن عبد الرحمن الخولاني : خرج الشيخ أبو إسحاق السبائي ـ رحمهالله - مع شيوخ إفريقية إلى حرب بني عبيد مع أبي يزيد، فكان أبو إسحاق يقول ويشيربيده إلى عسكر أبي يزيد : هؤلاء من أهل القبلة ، وهؤلاء ليسوا من أهل القبلة - يريدعسكر ابن عبيد - فعلينا أن نخرج مع هذا الذي من أهل القبلة لقتال من "هو" على غيرالقبلة ، فإن ظفرنا بهم لم ندخل تحت طاعة أبي يزيد لأنه خارجي، والله عز وجل يسلطعليه إماماً عادلاً فيخرجه من بين أظهرنا ، ويقطع أمره عنا

والذين خرجوا معه منالفقهاء والعباد أبو العرب ابن تميم، وأبو عبد الملك مروان نصروات ، وأبو إسحاقالسجائي ، وأبو الفضل ، وأبو سلمان ربيع بن القطان (22) وغيرهم كثير (23

وفيالموعد المحدد خرج العلماء ومن ورائهم وجوه القوم وعامتهم في أعداد غفيرة لا يحصيهمعد، ولم يتخلف من العلماء والصلحاء أحد إلا العجزة ، ومن ليس عليهم خرج، وكان ربيعالقطان في طليعة الصفوف راكباً فرسه، وعليه آلة الحرب متقلداً مصحفه وهو يقول : الحمد لله الذي أحياني حتى أدركت عصابة من المؤمنين اجتمعوا لجهاد أعدائك وأعداءنبيك(24).

العلماء في تلك المواجهة بلاء حسناً، وقدموا صورا حقيقية للجهاد فيسبيل الله لأعداء الإسلام، واستشهد منهم مالا يقل على الثمانين عالماً ، منهم ربيعالقطان والمميس وغيرهما، وأظهروا شجاعة نادرة وتفانياً لا مثيل له في قتال عدوهم،وحققوا انتصاراً باهراً ، وكادوا يستولون على المهدية ، لولا أن ساعة الغدر حلتورجعت الكرة عليهم، حين خدعهم أبو يزيد ، وأسفر عن وجهه القبيح المناوئ لأهل السنة، وأمر جنده أن ينكشفوا عنهم بقوله : أعداؤكم من قتلهم لا نحن فنستريح منهم (25

وكان غرضه من تلك الفعلة الشنيعة والخدعة المنكرة : الراحة منهم لأنه فيماظن إذا قتل شيوخ القيروان وأئمة الدين تمكن من أتباعهم فيدعوهم إلى ما شاء اللهفيتبعونه (26) فهزم شر هزيمة حيث انضم عدد غير قليل من جنده إلى صفوف عدوه ، ولميبق له من الجند إلا القليل، وقتل شر قتلة، وكانت نهايته يوم 30محرم سنة 336ﻫ (27

وقد أثرت هذه المواجهة بين السنة والشيعة على الساحة المغربية فيما بعد ،حيث استمرت المقاومة فيمن جاء بعدهم حتى بعد خروج بني عبيد من المغرب، فكانوايبحثون عن مراكز وجود الشيعة ، فإذا عثروا عليهم قتلوهم وأخذوا أموالهم ، فقد ذكرابن عذارى في البيان المغرب أنه : كان بمدينة القيروان قوم يتسترون بمذهب الشيعة منشرار الأمة ، انصرفت العامة إليهم من فورهم ، فقتلوا منهم خلقاً كثيراً رجالاًونساءً ، وانبسطت أيدي العامة على الشيعة ، وانتهبت دورهم وأموالهم(28

ويصفالقاضي عياض هذه الحادثة بقوله : وكان ابتداء ذلك اليوم الجمعة منتصف المحرم، قتلتالعامة الرافضة أبرح قتل بالقيروان ، وحرقوهم وانتهبوا أموالهم، وهدموا دورهم ،وقتلوا نساءهم وصبيانهم، وجروهم بالأرجل، وكانت صيحة من الله سلطها عليهم، وخرجالأمر من القيروان إلى سائر بلادهم ، فقتلوا وأحرقوا بالنار، فلم يترك أحد منهم فيإفريقية إلا من اختص(29

وهكذا كان هذا النوع من المقاومة هو أشد الأنواعوأنكاها، طهر الله به أرض المغرب من بدعة التشييع الباطني الرافضي.


ح- المقاومة عبر التأليف : وكانت المقاومة عبر التأليف من الوسائلالمجدية والنافعة في مقاومة الشيعة ، والتي كان لها أثر طيب في إقلاقهم وقض مضاجعهم، وإعلانهم الحرب على من يفعل ذلك ، كما كان لها أثر في تبصير العامة بالحق وإرساءدعائم السنة ، وكانت هذا المؤلفات تنقسم إلى نوعين


-

المؤلفات التي تتناولمسائل العقيدة جملة وفق منهج أهل السنة والجماعة ، ومن بين المسائل التي تناولتهامسألة الإمامة عند أهل السنة ، وأفضلية أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ،وشرعية خلافة الثلاثة خلافاً للشيعة الرافضة ، والترضي عن أصحاب رسول جمعياً من غيرتفريق بينهم ، واعتبارهم جميعاً عدولاً خلافاً للشيعة الذين يكفرونهم ويفسقونهم ،عدا نفر قليل منهم ، فهذا النوع من التأليف كان له أثر عميق في تبصير الناس بدينهم، ونشر المذهب الحق فيهم ، حتى أصبحوا يعتبرون كل من خالف هذه العقيدة مخالفاًللإسلام ، وخارجاً عن جماعة المسلمين ، يجب فيه كل ما يجب في الكافر من المعاداةوالقتال والمقاطعة ، وغير ذلك من المعاملة ، لعله يرتدع ويرجع ويتوب (30


والنوع الثاني : المؤلفات التي ألفت للرد على الشيعة خاصة ، وعلىعقائدهم الباطلة : وهذا النوع من التأليف - كما سبق الحديث عنه - جاء نتيجة ظروفخاصة أوجبت على أهل السنة الرد عليهم ، وتفنيد شبههم ، ودحض باطلهم ، من هذا الصنفمن المؤلفات نذكر كتابي "الإمامة" اللذين ألفهما الإمام محمد بن سحنون ، وهما أعظمما ألف في هذا الفن ، يقول عيسى بن مسكين : وما ألف في هذا الفن مثلهما(31)، وكتابالإمامة للإمام إبراهيم بن عبد الله الزبيدي، وكتاب الرد على الرافضة له أيضاً،واللذان كانا السبب في محنته وسجنه وضربه من قبل الدولة الفاطمية العبيدية ، فهذاالنوع كان له أثره في المقاومة(32).

خ- مقاومة شعراء أهلالسنة : إلى جانب وسيلة التأليف كانت هناك وسيلة نظم الشعر لهجو بني عبيدوذمهم، وقد برز في هذا الميدان كثير من الشعراء منهم : أبو القاسم الفزاري





    رد مع اقتباس