عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-12-18, 20:49 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي نظام الترقي بالكوطإ اهانة لنا


18/12/2009

نظام الترقي بالكوطإ اهانة لنا


إن القبول بالترقي بنظام الكـــــــــــــــــوطا هو قبول بشروط استغلال جديدة في الوظيفة العمومية تفرضها دولة الباطــــــــــــــرونا .كما انه ترجمة عملية لتراجع الأداء النقابي ،

واكتفائه بالاستـــــــــــجداء والمزايدات الفارغة ذات الأبعاد الانتــــــــــــخابية والسياسية التي ترعاها البيروقراطية الفاسدة من داخل الإطارات النقابية التي تتحكم فيها بقبضة من حديد .ونظام الكوطا هو في الأساس عملية حسابية تتغير معطياتها كل سنة .فـــــفي قطاع التعليم ،مثلا،يترقى كل سنة 22% من الشـــغيلة التعلـــيمية .11%أو 9%أو 7%بواســـــطة الامتحان المهني ،و11% أو 13% أو 15% بالاخــــــــتيار .فما يهم في هــــذا الشأن ليس هو عدد الناجحين في الامتحان الذين لا يترقى مـــنهم سوى النسبة المحددة ،ولا عدد الذين اســـــتوفوا الشروط النظامية للترقي ولا يترقى منهم كذلك سوى النسبة المطلوبة ،بل عملية رياضياتية بسيطة تقود إلى المجموع 22. إن تسييد هذا المنـــــطق الحسابي ،الذي لا تهمه ماسي ألوف من الشغـــــيلة التعليمية مع وضعها الاجتماعي والنفسي ،قدر ما يهــــــمه تركيع تلك الشغيلة وجعلها تقبل بمزيد من شروط الاستغلال ،لن يكون ممكنا لولا قيادات نــــــــقابية بيروقراطية متواطئة مع دولة الباطرونا ،تمسك بخناق التنظيمات النقابية بواسطة الأوهام والخداع وعنف الميليشيات .فنــــــساء ورجال التعليم الذين ينجحون في الامتحان الــــــمهني ولا يترقون، يستبطنون الفشل والإحباط كل ســـــــنة .ومنهم من يقاطع الامتــــــحان بعد ثلاث أو أربع أو خمس محاولات ،ويأخذ مكــــــانه في طابور الترقي بالاختيار .ومنهم من لا يستــــــسلم ويأخذالأمر ببساطة ولا يتردد في اجتياز الامتحان كل سنة وكله أمل أن ينال حظه .إن وضع هذه الفــــــئة من الشغيلة التعلـــيمية تجعلنا لا نميز بين النجاح والرسوب ،وان النجاح نجاحان ،الأول بالقوة والثاني بالفعل حسب لغة الفلاسفة .أما بالنسبة للشغيلة التعليمية التي تنتظر الترقي بواسطة الاختيار فهي ،في نظري ،تشكل طابورا عجيبا .طابورا طويلا ..طويلا ،تتغير فيه المواقع بشكل انقلابي .والحـــفاظ على هذه المواقع ،والتي جعلها نظام الكوطا هذا تحت رحمة شبكة تنـــــقيط مبهمة تجر خلفها مجموع العلاقات مع الرؤســـــــاء الإداريين والتربويين ،أمر يحتاج إلى المرونة ويغذي ثقافة الانبطاح والتزلف للرؤساء .من خلال ما سبق ،يتضح أن نظام الترقي بالــــــــكوطا لا يعمل سوى على تخريب الشغيلة التعليمية ومن خلالها المدرسة العمومية ،وقـــتل كل القيم النبيلة في امرأة ورجل التربية ،حتى يتسنى لدولة الباطــــــــرونا أن تعبث بالقطاع وتتخلى مقابل دريهمات عن السيادة التربوية .أما مطلب النقابات التعليمية برفع نسبة الكوطا إلى 33% فليس في حقــيقته سوى مسكن ،يوقف الألم لفترة ،ليعود هذا الأخير،بعد أن يضعف مفعول ذلك المسكن، بقوة اكبر .هذا الأمر يجعل الشغيلة التعـــــليمية المحرومة من الترقية أمام خيارين لا ثالث لهما .إما أن ينتفضوا ضد قياداتهم النقابية المركزية المتخاذلة ويطالبونها بالنـــــضال من اجل انتزاع الحقوق المشروعة ،وإما أن يحبطوا ويفــــقدوا الثقة في العمل النقابي ،ويكتفوا بالانتظار خلف بوابة دولة الباطرونا التي تفتح كلما ستوزع الصدقات .

16/12/09



محروم من الترقية







الجريدة التربوية الالكترونية الشاملة





    رد مع اقتباس