عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-04-09, 07:01 رقم المشاركة : 1
فطيمة المراكشية
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية فطيمة المراكشية

 

إحصائية العضو







فطيمة المراكشية غير متواجد حالياً


وسام المشارك

وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي العقل أم القلب \ فطيمة المراكشية


العقل أم القلب ؟



تضاربت الأقاويل والآراء في من يحكم أو يتحكم في إحساس الحب ..

رغم الدراسات التي كان وما يزال تحت مجهرها الإنسان الذي ينافس فئران التجارب المعملية لكل جديد وحتى القديم ..
لم تستطع العلوم والبحوث تحديد مركز ( الحب ) بشكل أكيد وقطعي ..

والفكرة السائدة أن العقل هو المسيطر على جميع الأحاسيس ..

إن تمعّنا في القلب والعقل ..

لوجدناهما قابلان للتغيير والتشكل والتماشي حسب ما تمليه عليهما العوامل الخارجية والملتصقة بنا ..
كأناس يعيشون هذه الحياة ويتلوَّنون معها حسب زخارفها المتعددة ..

فيكون يوم لنا ويوم علينا ويوم ضاع بين هذا وذاك عندما نتوه فينا وبنا ..

السؤال :
إذا كان العقل لا استقرار له في ما يفكر ومتقلب الحالات ..
كيف ننسب إليه وظيفة هذا الإحساس ونجزم أنه قادر على السيطرة عليه ووضعه في خانة الأحكام العاقلة الكاملة ؟

موضوع يبقى في دائرة الجدل على مدى الأزمنة والعصور ..
لا شك أن كل فرد يعبر برأيه الشخصي في الحب .. وكلها آراء معقولة ومنطقية لأنها نابعة من أحاسيس وقلوب لا شك أنها تحب ..
تحب الحب من أجل الحب بكل أنواعه .. ولا نخص به الحب فقط بين طرفين \ رجل وامرأة \ ...

سأقول نظرتي الشخصية للحب وربما أنني سأخرج عن المألوف في مفهومه ..

الحب هو ذاك الشيء الوحيد المتواجد في كل شيء ..
وفي كل مكان وفي كل زمان .. الحب طيف يطوف ويجوب العالم بكل ما فيه ..
بحثا عن مكان خصب يحط فيه رحاله .. فيتسلل ليستقر في غفلة عن العقل والقلب معا ..
نعم : الحب لا يخضع لقوى العقل ولا القلب .. العقل إما عاقلا أو مجنونا .. ولا يكون كاملا أبدا بفعل التقلبات حسب المزاج والظروف ..
والقلب ما هو إلا عضو كباقي الأعضاء هو الآخر لا يفقه شيئا إلا النبض ومد الجسم بما يحتاجه ليعيش ..

إذن أين مستقر الحب في ذواتنا ودواخلنا عندما يسيطر عليها ؟

فهو يمتلك فينا كل شيء . فهو ذاك الوباء اللذيذ بمره .. المر بحلاوته .. يمتزج بكل ذرة وخلية من كياننا ليطوف بنا العالم بأفراحه وأحزانه ..
في أحلامه ويقضته .. الحب ذالك الإحساس الممغنط عفويا ليجذب الأحياء لبعضها البعض حتى لو اختلفت في النوع والأجناس والأعمار ..
لا حياة .. ولا استقرار .. ولا سلام بدون حب ..

لذلك نجد كل شخص يعبر عنه بشكل مختلف لأن معانيه تختلف حسب الإحساس به ..

معانيه عظيمة وحروفه بعدد نبضات القلب وتخيلات الفكر والعقل ..
معانيه بعدد الأنفاس العاشقة للحب نفسه ..
معانيه بجمال المحبوب في عيون المفتون به ..
معانيه بعصيان الحب عندما يعذب الطرفين في متعة البعد أو الفراق ..
معانيه بجبروت قوى الإحساس كلما رفض الحب الطاعة والانصياع ..
لا لشيء سوى لزيادة لهيب ناار الحب المحرقة كلما زادت سادت وفتنت وتمكنت من أسر الوجدان ..
معانيه في السهر والحبر على الورق المذاب تحت قطرات الدموع التي تناجي أحرفا تجسدت في رسم ملائكي للمحبوب ..
معانيه في توهان الفكر والإدراك شاردا بأحلام اللُّقا واليوم الموعود ..


خلاصة القول : كل عاشق ومحب له تصوره وتعريفه الخاص للحب ..
ولن ينجح ابدا في العثور على مستقر هذا الإحساس الغلاب ..

تقبلو خربشاتي بقلم مبحوح الحرف
في يوم عسى الله أن يكون بداية لكل خير وسعادة
لمن مر من هنا ومن لم يمر ...



من قلب \ فطيمة المراكشية
المملكة المغربية





    رد مع اقتباس