عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-04-04, 21:24 رقم المشاركة : 1
رشدية جابرية
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية رشدية جابرية

 

إحصائية العضو







رشدية جابرية غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

a2 غياب وازع العقل والدين. بقلم الدكتور محمد عابد الجابري.


من "آداب الحرب" -أو أخلاقياتها- التي أولاها الفقهاء عناية خاصة، (علاوة على ما سبق ذكره في المقال السابق بخصوص الصلح والأمان)، ما يخص تصرفات المسلمين أثناء الحرب مع أعدائهم الكفار، مثل: من يُقتَل ومن لا يُقتَل، وما يجوز إتلافه وما لا يجوز... الخ. كل ذلك نظمته أحاديث كثيرة وأفعال صدرت من النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة وبنى عليها الفقهاء حكم الشرع فيها. ومن ذلك ما روي عن النبـي صلى الله عليه وسلم من أنه نهى عن قتل النساء والصبـيان فـي دار الـحرب. واعتمد الفقهاء هذا الحديث في فهم قوله تعالى: "وَقَاتِلُوا فِـي سَبِـيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" (البقرة -190)، فقالوا: إن من لا يشارك من الكفار في قتال المسلمين أثناء الحرب مع عدوهم لا يجوز قتله، حتى ولو كان موجوداً في ساحة الحرب، مثل النساء والصبـيان؛ وأضاف الإمام مالك والإمام أبو حنيفة: الأعمى والـمعتوه والـمقعد وأصحاب الصوامع (رجال الدين من غير المسلمين) الذين طينوا (أقفلوا) الباب علـيهم ولا يخالطون الناس. وقال الإمام الأوزاعي: لا يقتل الـحرَّاث والزرَّاع، ولا الشيخ الكبـير، ولا الـمـجنون، ولا راهب، ولا امرأة. وهذا لأن المعروف عادة أن هذه الأصناف لا تشارك في القتال لأنها لا تقوى عليه. والمبدأ هو: لا يجوز قَتْل من لا يُقاتٍل. "فإذا قاتلت المرأة استبيح دمها" وكذلك الشأن في غيرها ممن ذكر.
ومن ذلك أيضاً قول عمر بن الخطاب، للجند من المسلمين : "لا تغلوا (لا تخونوا، لا تسرقوا من الغنيمة)، ولا تغدروا ولا تقتلوا وليداً واتقوا الله في الفلاحين". وذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم وجماعة من أصحابه مروا على امرأة مقتولة فوقف رسول الله عليها ثم قال: "ما كانت هذه لتُقْتَل، ثم نظر في وجوه القوم فقال لأحدهم: الحق بخالد بن الوليد (قائد الجيش) فلا يقتلن ذرية (صبياناً) ولا عسيفاً (أجيراً) ولا امرأة".
أما تحريق العدو بالنار أثناء الحرب فقد رووْا في شأنه حديثاً عن النبي قال فيه: "ولا تحرقوا بالنار، فإنه لا يُعذِّب بالنار إلا ربُّ النار". أما قطع الشجر والثمار وتخريب العامر (البيوت والمنازل وسائر مظاهر العمران) وقتل المواشي وتحريق النخل فقد عبر كثير من الفقهاء عن كرههم لذلك: فقد كره الأوزاعي قطع الشجر المثمر وتخريب العامر، كنيسة كان أو غير ذاك. ويروى عن أبي بكر: "لا تقطعن شجراً ولا تخربن عامراً".
ومن الكلمات التي هي من قبيل جُمّاع القول في أخلاقيات الحرب في الإسلام وصية النبي عليه الصلاة والسلام لعبد الرحمن بن عوف حين أرسله إلى دومة الجندل، فقال: "اغزوا جَميعاً في سَبيلِ اللَّهِ فقَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ باللَّهِ، وَلاَ تَغُلُّوا وَلاَ تَغْدِرُوا وَلاَ تُمَثِّلُوا وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيداً فَهذا عَهْدُ اللَّهِ وَسِيرَةُ نَبِيِّهِ فِيكُمْ".

أما تحريق العدو بالنار أثناء الحرب فقد رووْا في شأنه حديثاً عن النبي قال فيه: "ولا تحرقوا بالنار، فإنه لا يُعذِّب بالنار إلا ربُّ النار". أما قطع الشجر والثمار وتخريب العامر (البيوت والمنازل وسائر مظاهر العمران) وقتل المواشي وتحريق النخل فقد عبر كثير من الفقهاء عن كرههم لذلك: فقد كره الأوزاعي قطع الشجر المثمر وتخريب العامر، كنيسة كان أو غير ذاك. ويروى عن أبي بكر: "لا تقطعن شجراً ولا تخربن عامراً".
ومن الكلمات التي هي من قبيل جُمّاع القول في أخلاقيات الحرب في الإسلام وصية النبي عليه الصلاة والسلام لعبد الرحمن بن عوف حين أرسله إلى دومة الجندل، فقال: "اغزوا جَميعاً في سَبيلِ اللَّهِ فقَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ باللَّهِ، وَلاَ تَغُلُّوا وَلاَ تَغْدِرُوا وَلاَ تُمَثِّلُوا وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيداً فَهذا عَهْدُ اللَّهِ وَسِيرَةُ نَبِيِّهِ فِيكُمْ".






التوقيع

"لا شيء يعتم الرؤية ويوقع في التيه الوجداني والضلال الفكري كالأسئلة المزيفة. الأسئلة المزيفة هي، كأسئلة الأطفال، أسئلة تطرح مشاكل مزيفة يعيشها الوعي على أنها مشاكل حقيقية"
محمد عابد الجابري
    رد مع اقتباس