الموضوع: أين حبيبتي ..!!؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-03-28, 21:26 رقم المشاركة : 1
أم الوليد
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم الوليد

 

إحصائية العضو







أم الوليد غير متواجد حالياً


مسابقة المبشرون بالجنة

مشارك(ة)

المرتبة الثالثة

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشاركة في المسابقة الترفيهية

وسام المشارك

وسام المركز 2حزر فزر

وسام المشاركة  في مسابقة المصطلحات

وسام المرتبة الثالثة في مسابقة ألغاز رمضان

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي أين حبيبتي ..!!؟


أين حبيبتي ..!!؟






لقد تحولت من زوجة إلى أم، إلى ربة منزل، تحوَّلت ـ ولله الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ ـ إلى أي شيء إلا أن تكون زوجة، إلا أن تكون عشيقة. لن أحدثك عن زهدها في الملبس، والتزين، والتطيُّب. لعلِّي لا أُفشي سرًّا كبيرًا إذا قلتُ إني أناديها الآن ـ كما الأبناء ـ يا أمي، وهذا اللقب هو أبلغ وصف لما حدث لها!



ـ برغم كونها مُهِمَّة مقدسة، ومرتبة شريفة أحاطها الله ـ جل شأنه ـ بالإجلال والاحترام، إلا أن كونكِ أمًّا ـ سيدتي الفاضلة ـ لا يعني أبدًا أن تُقصِّري، أو تتجاهلي، أو تتهاوني في كونكِ زوجة وعشيقة ومعشوقة.

متطلبات الأبناء، ومهمة تنظيف المنزل، وتجهيز الطعام، وغيرها من الأعمال المنزلية، لا تُعَدُّ مبررًا أبدًا يمكنكِ التعلُّل به عن دور الزوجة الفاتنة.

أعلمُ أن مهامَّ ربة المنزل كبيرة، أدركُ أيضًا أن الحياة تُحكِمُ قبضتها القاسية عليكِ، فترين نفسكِ مُجبرةً على فعل عشرات الأشياء وحدكِ.

كل هذا معلوم، وأدعو الله لكِ أن يعينكِ ويباركَ لكِ في جهدكِ ووقتكِ، لكنني أشدد على خطورة إهمال دور الزوجة، لحساب أدوار أخرى.

أحذركِ أن تجذبكِ قدسية الأمومة، فترين بجوارها المداعبة والملاطفة، والتزيُّن والتجمُّل، وحساب الدقائق في لهفة من أجل استقبال الزوج استقبال العاشقين أمرًا أسقطَه إجلالُ المرحلة الحالية.

أعلمُ أنكِ ستحدجينني بنظرة مستنكرة إذا قلتُ لكِ إن دوركِ كزوجة يسبق دوركِ كأمٍّ، وأن زوجكِ وسط جميع أبناء الأرض ـ لا أبناءك فحسب ـ يجب أن يكون هو رقم (1)!

يجب أن يحتلَّ مرتبةَ الصدارة وسط جميع الأولويات. وصدقيني فإن هذا الأمر من الناحية النفسية يعني الكثير بالنسبة له، ويروي إلى حد كبير مساحة العطش للتقدير وإثبات الذات، وفي نفس الوقت فإن هذه المكانة المميزة ترفع من شأنه في الأسرة، وتجعله رمزًا عظيمًا مقدسًا، وهو ما يحتاج إليه أي رجل.

بينما إهماله، والانشغال عنه بالبيت والطفل ومتطلباتهما، سيوغر صدره، لا أقول على طفله، وإنما على زوجته، التي أزاحته جانبًا لترفع غيره إلى مرتبة أعلى، ورغم أن هذا الآخر هو الابن، فلذة كبد الرجل، إلا أن الحنق يمد أذرعه المدببة في نفس الرجل، خاصةً عندما يمضي في الحياة ويرى ويشاهد نماذج كثيرة للزوجة التي لم تغيرها عوامل الزمن، وتقلُّبات الأحوال.

حتى وإن لم تأخذه عيناه بعيدًا، وألجمه غضُّ البصر وحُسن التربية. حينها لن تتوانى ذاكرته عن أخذه بعيدًا هناك، حيث فترة الخطوبة والأيام الأولى للزواج، قبل ـ وسامحيني ـ اختلال الجسم، وترهُّل البطن، والبوار الذي أصاب شعرًا، كنتِ تفخرين دومُا بأنه كالحرير!


ودعيني أختي الكريمة أخبرك بأحد أهم حقائق الحياة، وهي حقيقة أن لا شيء في هذه الدنيا بالمجان، خاصة إذا كان شيئًا غاليًا نفيسًا قادرًا على جلب السعادة والحبور.


وأعني بالتحديد علاقتك الخاصة بزوجك، دقائق المتعة، لحظات الراحة من كبد الحياة وتعبها، حافظي عليها بالمحافظة على نفسك، على مراقبتك لسلوكك وشكلك وتواصلك مع حبيبك.


لا يجب أبدًا أن تتنازلي عن مساحات الود والحب والصفاء، عن كونك أميرة قلبه، ورُوحه، ووجدانه، وهذا الأمر لن يكون بترديد كلمات الشِّعر والغزل فحسب، ولكن بأن نجتهد لنكون أجمل وأروع في عين الحبيب، وهذا لن يكون إلا ببذل الجهد، والتعهُّد المستمر لأنفسنا.


وآمُلُ أن تفيدكِ النصائح التالية في جعل هذا الأمر ممكنًا:


1. راقبي جسدَك: تلك المهمة الصعبة، خاصة بعد مولودكِ الأول، لكنها في غاية الأهمية، يمكنك ـ ببعض العناء ـ المحافظة على جسدك من تلك الكيلوات الزائدة التي تأخذ من رشاقتك، ضعي برنامجًا يناسب وضعكِ، فإذا ما كانت ظروفكِ تتيح لكِ الذهاب إلى صالة ألعاب فياحبَّذا، وإلا فيمكنكِ ممارسة بعض الرياضة في بيتكِ، مع وضع برنامج غذائي صحي، يساعدك على المحافظة على جسدك رشيقًا جذابًا.


أنا هنا لا أطالبكِ بالمستحيل، لا أدفعكِ لتكوني بمواصفات قياسية، لكنني ـ فقط ـ أحذركِ من ترك جسدكِ دونَ انتباه؛ فالرشاقةُ سلاح أنثوي خطير.


2. اهتمي بغرفتكما: غرفة نومكما بلا شك هي ما أقصد، تلك التي كانت تعني الكثير والكثير فيما مضى، كانت إيحاءً للعشق، وبوابةَ المرح واللعب والدلال، وحتى العتاب الرقيق الجميل. أشياء كثيرة غابت عندما أصبحت هذه الغرفة مرتعًا للأثاث الزائد، متخمةً بأشياء ليس لها في دنيا العشق مكان، الغرفة التي طالها الروتين فلم يحدث فيها تغيير أو تجديد، ولو حتى بتغيير أماكن الأثاث، وإضافة بعض الإضاءات والشموع والزهور في أركانها.

نصيحتي: اجعليها هي الأروع في المنزل، رائحتها غير كل الروائح، من يطؤها يشعر بأن ثمة فرق، فرقًا يخلق شعورًا بأن هذا المكان له مَهابة وخصوصية. بابُها مُغلق في أغلب الأحيان، ليست مكانًا صالحًا للعب الأطفال، والمذاكرة، وحياكة الملابس، إنها للنوم والراحة، والحب فقط.


3.حاربي الملل والروتين: توقُّع زوجكِ لتصرفاتكِ أمر في غاية الخطورة، ومعرفة خطواتكِ المـُقبِلَة سلفًا شيء مؤسِف وحزين؛ إذ إن الإبداع كلمة السر، والتغيير هو الأمل كي تستعيدي سحركِ وتأسري زوجَكِ.

فإذا لم يعتد زوجُكِ على أن تدلليه فقد حان الأوان كي تدلليه.


لو اعتاد أن تناوليه المنشفة من خلف باب الحمام المغلق، فالوقت مناسب الآن كي تتحمَّما معًا. إن كان قد تعود صمتكِ في الفراش فآن له أن يسمع كلمات الحب والإغراء.


عدوكِ الأول هو الروتين، والتعود هو داء قاتل للسعادة الزوجية.


4-التسامح: هل تعرفينه؟ الحب يعيش فقط مع أصحاب القلوب البيضاء. زوجك أخطأ يومًا ما، وأنتِ أيضًا أخطأتِ، حسنًا، الاعتذار عما فعلنا والتسامح طريق جيد لسحر زوجكِ، التسامح دواء وبلسم يهدئ كثيرًا من توتر الحياة، ويخفِّف الضغط الجاسم فوق صدورنا، فلا تزهدي فيه.


5-إلا أنوثتك: سواء كنا في القرن الحادي والعشرين، أو القرن الأول، الرجل في كل العصور هو "سي السيد". في كل المجتمعات وعلى كل الأصعدة الاجتماعية والفكرية يحب أن يكون الملك المتوَّج، بصورة أو بأخرى الرجل يبحث عن أنثى تدلِّلُه، صورة الزوج المتكئ على فراشه المخملي وزوجته جاثية تحت قدميه تداعبه وتدلِّلُه منحوتة في عقله، لا زال هناك جزء سحري في عقل الرجل كشفُكِ إياه يجعله أسير سحركِ، وهو الرجولة والاستحواذ، دعيه يشعر أنكِ ملكة وأنه قد استحوذ عليكِ، كوني له جارية وخليلة، لاعبيه بضعفك الأنثوي وستملكيه يقينًا.


6- نظفي حياتكما من الأعشاب الضارة: وأقصد بالأعشاب الممارسات السلبية التي تمارسينها، أو تكون سببًا في تعكير صفو سعادتكما، كالجدال العقيم، ومقارنته بغيره، وتذكيره دائمًا بمشكلات معيشية. هذه الأشواك كفيلة بتنغيص حياتك، ودفعه إلى أن يزهد فيك، فاقتلعيها حالًا.


6-الاحترام، ثم الاحترام: لو سُئِلتُ عن نصيحة من كلمة تُبهرين بها زوجكِ لقُلتُ: ( الاحترام)، وإذا سُئِلتُ عن صفة واحدة كفيلة بأن تُغير صدره تجاهكِ لقلتُ (العناد)، وذلك لأن احترامك لزوجكِ إقرار غير مكتوب برجولته وقوامته، وعنادُك يخبره باستخفافكِ به، وبقراراته. ثمة شعرة دقيقة تفصل بين التسليم المـُطلَق والاحترام المتبادَل، وبين العناد الصارم والتعاطي الإيجابي لوجهات النظر، أن تقفي في المنطقة الوسط التي تكونين فيها إيجابية بلا تسلُّط، ومطيعة بلا سلبية، تكونين في المكان الصحيح، والذي غالبًا ما تفشل فيه معظم بنات حواء.


7-احتلي قلبه احتلالًا: الاحتلال يعني أن نغزو الآخر بكامل قوتنا، بألا ندع له الفرص ليهرب من حصارنا، وهكذا تفعل المرأة الذكية، تحاصر قلب زوجها بأنوثتها، ومفاجآتها، وتحذر من أن تضيِّق الخناق عليه وتتعامل معه معاملة الأنداد والنظراء.


الرافعي في كتابه (وحي القلم) يحذركِ قائلًا:

"لو اتسمت نساء هذا الزمان بالعقل لطالبن بحقهن في الرجل لا بحقهن من الرجل"


فإذا ما كان زوجك مثلًا يجلس على الكمبيوتر بالساعات، أو يطالع التلفاز طوال اليوم، وهو ما تعاني منه جل البيوت، فالذكاء يقتضي أن تعُلني الحرب على قلبه لاستمالته، لا على شخصه فيفر منك.


والتجربة تثبت أن صراخكِ فيه كي يلتفت لك لن يزيده إلا إصرارًا على عدم الالتفات إليك، كما أن تجاهلك له تعبيرًا عن قلة حيلتك سيؤدي للنتيجة نفسها. ونصيحتي أن احتالي كي تأخذي حقك فيه. تعلَّمي كيف تهزمي الكمبيوتر والتلفاز والهاتف المحمول، ولكن حذار من هزيمته هو.


يسعد زوجك أيما سعادة بإصرارك على الفوز به، واقتناص حقك فيه، يختال في زهو وهو يرى المعركة المشتعلة من أجل الفوز به بينك وبين أي شيء يشغله عنك، ولكن احذري مرة ثانية من أن تُدخليه طرفًا في هذه الحرب، فهو الغنيمة لا الخصم.


8-كوني واضحةً بشأن احتياجاتك: الواقع يؤكد وبإصرار أن (الرجال لا يعرفون كل شيء)، هناك أوقات عدة يخطئ فيها الزوج ـ مهما كان خبيرًا ـ في معرفة أحاسيس واحتياجات زوجته، ويحدث لبس يؤثر على سير العملية الجنسية، لذا عبِّري عن مشاعرك بوضوح، وانقلي رغباتك بصراحة، واسأليه شفويًّا عمَّا يحتاجه ويريده.


9-هو جنَّتُك، ونارُك: فقهاء المسلمين أجمعوا على أن التزيُّن للزوج لون من العبادة، وساعات الصفاء بين الزوجين سبب لنَيل رضوان الله. يقول الإمام أبو حامد الغزالي: ( من آداب المرأة ملازمة الصلاح والانقباض في غيبة زوجها ـ أي الرصانة والهدوء في غيابه ـ والرجوع إلى اللعب والانبساط، وأسباب اللذة في حضور زوجها ). ويحكي الأصمعي أنه رأى يومًا في البادية امرأة عليها قميص أحمر، ويدُها مخضبة بالحناء، وتحمل سبحة تسبِّح بها، فقال لها متعجبًا: ( ما أبعد هذا من هذا؟)

فقالت له:

ولله مني جانب لا أضيِّعُه ... وللهو مني والبطالة جانب


يقول: ( فعلمتُ أنها امرأة صالحة لها زوج تتزيَّن له ) )

وهناك قاعدة أصولية تقول: ( ما لا يتحقق الواجب بدونه فهو واجب)، ولأن طاعة الزوج واجبة، وإمتاعه وإسعاده أمر إلهي، كان التزين والتهيؤ له واجبًا تجنين من ورائه الحسنات.

ولحظات لعبكِ ولهوكِ تحصدينَ من خلالها ثمن الجنة، ورضا الله.



كريم الشاذلى





التوقيع





آخر تعديل أم الوليد يوم 2012-03-28 في 21:30.
    رد مع اقتباس