النقابات الباحثة عن التمثيلية بوسائل الدمار الشامل للمنظومة التعليمية في الوقت الذي تجري الحكومة مفاوضات مع المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية إن على مستوى قطاع التربية الوطنية أو على مستوى الحوار الاجتماعي المركزي ، والتي من المنتظر أن تحقق مكاسب جديدة لفائدة الشغيلة التعليمية خلال جولة أبريل القادم من الحوار الاجتماعي . نجد في المقابل النقابات التعليمية (1+ 4 ) الأقل تمثيلية لا تكترث ولا تهتم بموضوع الحوار الاجتماعي ،بل تتمادى في دعوتها المتكررة للإضرابات دون أن تحرك ساكنا لدى المسئولين الحكوميين . وللتذكير فإن هذه النقابات بعد أن عجزت عن تحقيق ملفها المطلبي ، أصبحت تتبنى مطالب فئات تناضل في إطار تنسيقيات تدعمها كل النقابات ذات التمثيلية . وفي هذا الصدد يتساءل كثير من المتتبعين عن مدى مصداقية هذه الإضرابات المتكررة التي لا تجد لها صدى لدى الطرف الحكومي ولا تحقق أية نتيجة تذكر لفائدة الشغيلة التعليمية ؟ الجواب طبعا بسيط للغاية ولا يتطلب خبرة ولاجهدا للكشف عن الأسباب الحقيقية وراء ركوب أمواج الإضرابات من طرف هذه الكائنات النقابية الأقل تمثيلية ويمكن إجمال أبرزها فيما يلي : 1- كلما انطلقت جولات الحوار بين النقابات الخمس الأكثر تمثيلية والحكومة ، تنشط بموازاتها آلة طبع بيانات الإضراب من طرف النقابات البعيدة عن مائدة الحوار، من جهة، طمعا في تحقيق حلم طالما راود مدبري شأن هذه التنظيمات ، وهو حجز مقعد مريح حول مائدة الحكومة . ومن جهة أخرى التشويش على جلسات الحوار الاجتماعي قدر الإمكان وأكثر ، ذلك لأن نجاح مسلسل الحوار لا يخدم مصير تلك التنظيمات وخاصة الانتخابية منها .لذلك تجدهم يبخسون نتائج الحوار الحكومي – النقابي مهما كانت نتائجه ، واتفاق فاتح غشت و26 أبريل نموذجان . 2- بالعودة إلى الانتخابات المهنية الأخيرة ( 2009 ) يسجل كل متتبع للشأن الانتخابي في قطاع التربية والتعليم أن بعض النقابات الفئوية – نقابة المفتشين والنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي – على سبيل المثال ، جعلت من الدعوة إلى الإضرابات المتكررة والمستمرة ورقة رابحة في حصد أصوات الناخبات والناخبين ، وذلك بدافع الانتقام من النقابات ذات التمثيلية ليس إلا . ولأن الزمن دوارو كاشف للمستور، ينوي إخوتنا في التنظيمات النقابية الأقل تمثيلية إعادة الكرة في الاستحقاقات المهنية المقبلة ، لكن هذه المرة الضحية المحتملة هي التنسيقيات وعلى رأسها تنسيقية الزنزانة 9 وذلك على أساس القاعدة التالية : كل أستاذ تعرضت أجرته للآقتطاع هو صوت مضمون . وبالتالي كلما كثر عدد الأساتذة المقتطع من أجورهم كلما ارتفع عدد الأصوات في صناديق الاقتراع . لهذا لا تستغربوا عندما تتابعون على صفحات المنتديات التربوية حملات مسعورة من طرف أعضاء مفترضين ينتسبون لتلك التنظيمات الأقل تمثيلية ، بضاعتهم المروجة مبنية أساسا على التشكيك في مصداقية النقابات ذات التمثيلية والدعوة إلى مقاطعتها و إلى رفض نتائج الحوار الاجتماعي جملة وتفصيلا !؟ وكل ذلك للتمويه على الفشل الذي طال العمل النقابي الفئوي في قطاع التعليم وحجتي هي مايحدث في نقابة المفتشين بسبب الصراع الفئوي حول توحيد الإطار و المؤتمر الأخير لنقابة الابتدائي في تازة الذي أثبت بالملموس فشل العمل النقابي الفئوي بعد قرار هذه الأخيرة البحث عن منخرطين جدد في الاعدادي والتأهيلي وذلك من خلال تغيير تسميتها ( النقابة المستقلة للتعليم ) وبناء على ما ذكرت ،فإن الحملات المسعورة ضد النقابات ذات التمثيلية التي يشنها بعض فلول النقابات الباحثة عن التمثيلية بكل وسائل الدمار الشامل للمنظومة التعليمية ، ما هي إلا محاولة يائسة ، الهدف من ورائها رفع أسهم هذه الأخيرة في بورصة الانتخابات المهنية المقبلة التي ستكون موعد استنفاذ النقابات الفئوية لعمرها الافتراضي . النقابات التعليمية الأقل تمثيلية ( 4 + 1 )، وأسميها الباحثة عن التمثيلية هي : - النقابة الديموقراطية للتعليم fde - النقابة المستقلة للتعليم saem ( نقابة فئة الابتدائي سابقا ) - الهيأة الوطنية للتعليم ine ( نقابة فئة الاعدادي ) - الجامعة الوطنية لموظفي التعليم ( الجناح المنشق عن نقابة العدالة والتنمية ) + المنظمة الديموقراطية للتعليم ode المنضوية في odt
النقابات الباحثة عن التمثيلية بوسائل الدمار الشامل للمنظومة التعليمية