عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-03-09, 18:39 رقم المشاركة : 1
ابراهيم أوحسين
شاعر
إحصائية العضو







ابراهيم أوحسين غير متواجد حالياً


افتراضي بنكيران..وحكومة تفتح النيران


بنكيران.. وحكومة تطلق النيران..
أشرقت شمس العدالة والتنمية على الشعب المغربي، بعد ما أسفر عنه اقتراع الخامس والعشرين من يناير المنصرم..واستوت تجاعيد الغضب واليأس من سنوات الفساد والظلم وسياسة العصا لمن عصى،في ظل حكومة الاستقلاليين..الحكومة التي فتكت برؤوس المُدَرِّسين ،فأكرمتهم بعاهات مستديمة وجروح وكسور بالغة الخطورة، كأوسمة ونياشين تفضلت بها الدولة (الكريمة) على الذين أفنوا أعمارهم وزهرة شبابهم بين الفيافي والجبال والعناكب والثعابين..وفي أكواخ كاريكاتورية
(السكن الوظيفي) لاتمنع لا حرّاً ولا برْدا...
كان الأمل معقودا على حكومة جديدة تنظر للأحداث بنظرة أخرى..نظرة ملؤها الضبط والحزم والإنصاف والرحمة والعدالة..نظرة تقطع مع كل الممارسات القمعية التى تعود لعهد الفراعنة والإسكندر المقدوني..نظرة تعيد للمدرّس هيبة ومكانة يفرضها الدين والعرف والتاريخ، الأمر الذي حمله حزب العدالة والتنمية كدَيْنٍ على عنقه إذا ما تم له الفوز والتمكين..ولكن هيهات.. وهل يوجد في القنافذ أملس؟
أتحدث هنا عما تعرض له إخوانُنا المدرسون من الهجوم الشرس واللاحضاري لقوات الرعب (وليس الأمن) في الأيام الماضية بين أزقة الرباط وشوارعه المحاذية لمبنى البرلمان، أثناء مسيرتهم السلمية المُقامَة لإسماع صرخات جزء كبير من شعب ظل يعاني الويلات لعدة عقود..هجوم لوحوش بشرية لم تستثن الشيخ والمرأة والمريض والضعيف..العِصِيُّ تنفث سُمّها هنا وهناك بلا رحمة ولا شفقة تُذْكران.. فترى القوم فيها صرعى..
كأنهمُ أتَوْا سوقَ المنَـــــــايا == فصاروا ينظُرونَ وينطقونَا
لو أن الدهْرَ يعرفُ حق قومٍ == لَقَـــبَّــلَ منهمُ اليَدَ والجبـيـنا
وحوش أنزلت زبانيتها على من كانوا سببا في محو أمية العسكري والشرطي والضابط والعميد..والوزير نفسه..وهل جزاء الإحسان إلا النيران !! لا لشيء سوى لأنهم طالبوا بالرفع من مستوى أجورهم على الأقل إلى أن تبلغ نصف أجر
الشرطي !!
جاع المعلم والشرطي في رغد = في أمة السيف لا في أمـــة القلم
و أصبح السيف في أيامنا حَكَماً = فينا، وقد صارت الأقلام كالخدم
- أين شعارات الحزب قبل الفوز؟؟ أم أن لكل مقال مقام ؟؟
- ما مصير صرخات الحزب آنذاك خلف أبواق المعارضة دفاعا عن حقوق الإنسان وكرامة المواطن؟؟ أم أن الرواتب الضخمة والمكاتب المكيفة أثقلت اللسان؟؟
- ما الجديد الذي أتيتم به؟؟ الحكومة السابقة كانت تقصم الظهور وتكسر العظام، وأنتم تضربون الرؤوس وتهشمون الجماجم..
- أ هذا القمع كله ما أعددتم لنا في بطون صناديق الاقتراع؟؟
كنا نطمح حقيقة أن نغادر طوق الصّفر مع ما عرفه الوطن العربي من أحداث تلوح بأفق أفضل، لكننا نحب الصّفر ويحبنا، ألِفْناه وأَلِفَنا، فليس من المعقول إذن أن نغادر طوقه إلى ما هو أعلى وأفسح..!! أعدتمونا للوراء..عفوا.. ومنذ متى كنا في الأمام لنعود ؟؟
للحزب الحاكم أقول: اجمعوا عدالتكم وتنميتكم ومصابيحكم وضعوها في حقائبكم الوزارية ،وسافروا بها خارج الوطن، فعلى الأقل ستمكنكم هذه الكلمات والرموز من حجز أماكن الدرجة الأولى في الطائرات والفنادق الفخمة،لأنها كلمات تصلح خارج الوطن، حيث العدالة بمفهومها الحقيقي والتنمية المرئية والملموسة، ولست أقصد المسموعة !!
أما نحن أبناء الشعب، فتكفينا العصي بكافة أشكالها وألوانها..وتكفينا الجبال بجغرافيتها المتوحشة..وتكفينا الرواتب العاجزة عن تأمين حفّاظات الوليد..ويكفينا تأمين أجر شاكيرا ونانسي عجرم..وتكفينا الوعود والخطابات العنترية..ويكفينا فُتَاتُكم..أما الموت فلم يعد يفزعنا لأننا نموت في اليوم ألف مرة..
للحزب الحاكم أقول: حركية التاريخ ما زالت مستمرة، ومدوناته لم ولن تمتلئ، وها أنتم على وشك الخروج قبل أن تدخلوا..لا يسرنكم أن تدخلوا التاريخ وتطبع أسماؤكم أرشيف الوطن، فالتاريخ يجمع الغث والسمين..فالتاريخ يذكر الأنبياء والطغاة..الفاجر والناسك..الصحابة والمغول...السبحة والسيف...
تحَمّل الناس أمْراً فوق طاقتهم = حتى تكسَّر ظهْرُ البعْض واحتَرَقا
من ينقذ المرء إن آهاته سُمِعت = من للرضيع ومن للكهل إن سُرِقا ؟
لسْنا نخاف من الأقْوَات لو نَفَذَت = إنَّا نخـاف غُرَاب الظلم إن نعقا
تحياتي لكل مدرّس ومدرّسة مازالا يناضلان ويجاهدان، تارة مع تكاليف الحياة اليومية، وتارة أخرى مع ما يفرضه العمل من ظروف لا تسر عدوا ولاصديقا..
تحياتي لكل من علم أبرياء الطفولة أبجديات الحياة الأولى..كلماته الأولى..خطوطه الأولى ..أفكاره الأولى..
هوّنْ عليك جزاك اللهُ صــــــالحةً = الدُّرُّ دُرٌّ ومهْما أنْكـَرَ الصّدَفُ
مازالت الشمس في كفّيْكَ مشرقةً = بادٍ سَنَاكَ فماذا يحْجُبُ السدفُ؟





    رد مع اقتباس