عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-03-07, 22:19 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي "صرخة التلميذ" إلى الضمائر الحية


"صرخة التلميذ" إلى الضمائر الحية


08 مارس 2012 الساعة 15 : 00





بقلم : فاطمة الزهراء بن عبو

إذا أصيب الإنسان بالإحباط وكره العيش والتعايش مع جميع أفراد هذه اليابسة، قد تكون لديه أسباب قاهرة أدت به إلى هذه الحالة، لكن ماذا لو كان هذا الشخص تلميذا؟ في مقتبل العمر، عوض أن يتشبث ويحب الحياة وينظر إلى المستقبل بعين متفائلة يفعل العكس حيث يغلب على عينيه بريق الفشل، وينطق لسانه بكلمات قليلة توحي بفقدان الأمل.
إذا كان هذا التلميذ يطلب النجدة لكنه لا يجد أحدا؟ إذا كان هذا التلميذ مشتث الذهن بين قساوة الواقع ومرارة المستقبل، وتترك آثار أقدامه بصمة : إلى أين؟ كيف؟ ولماذا؟
إذا كان المجتمع الذي ينتمي إليه لا يرحم، إذا كان ينبني على الطبقية فما ذنب التلميذ؟ إذا كانت المدارس الخصوصية تحضن تلاميذ أبناء فلان وأحفاذ علان، إذا كانت هي من تملك الفرص الذهبية في سوق الشغل،فما ذنب التلميذ الذي يتلقى التعليم في المدارس العمومية التي تظمأ لإعادة النظر، ولا داعي للشرح لأنها تشرح نفسها بنفسها،إذا كانت هذه المؤسسات هي الأخرى يغلب عليها عدم تكافؤ الفرص، إذا كانت النقط تعطى للتلميذ اعتمادا على مبدأ التعارف ومدى نسبة التوافق بين الأستاذ والتلميذ،إذ في وقتنا الراهن العلاقة بين الأستاذ والتلميذ تجاوزت ما كانت عليه في السابق إلى الصداقة والمصاحبة وأخواتها.
إذا كان الأستاذ يشرح بطريقة سطحية ليترك جوهر الموضوع حتى يلحق به التلميذ إلى المنزل لتلقي الحصص التي يبيعها الأستاذ مقابل ثمن معين، فماذا لو لم يكن بإمكان التلميذ دفع الثمن المطلوب، فليجلس في بيت أبيه، لعل هذا ما يصرح به تصرف الأستاذ، الذي يحتاج إلى عقل أخلاقي عوض العقل الذي يملكه، لإنه يشغل فيه المادة النقدية بدل الرمادية.
إذا كان التلميذ يحاول ويفشل، يجتهد ولا يصيب، يجلس جسده فوق الطاولة ويرسل عقله في جولة بين الواقع والخيال، بين الماضي والحاضر،بين الممكن والمستحيل، ماذا ستنتظر من هذا التلميذ الذي يواجه هذه الظروف؟ وتشار إليه أصابع الإتهام دائما على أساس أنه مصدر الخطأ حيث يحاسب دائما على معدله الضعيف دون الرجوع إلى أي سبب وراء ذلك، إذا كان الجانب النفسي للتلميذ متدهورا فمن سابع المستحيلات أن ينتج شيئا، ومن كان يقول العكس فكأنما ينتظر مولودا من امرأة عاقر.
هناك من الأساتذة من يناقش مع التلميذ بعض المشاكل التي يواجهها محاولا مساعدته لتجاوزها وغالبا ما ينجح في ذلك، وهناك من يقتصر على قول "اللي بغا يقرا يقرا، اللي ما بغاش شغلو هذاك"، لكن هذا هو المشكل، هذه النزعة الفردية، فلو استعمل هذا الأستاذ ضمير الجمع وقال: "شغلنا" لتجاوزنا ما نحن عليه من وضع رديئ، لكننا نقول نحن نريد والمجتمع يقول أنا أريد...
سأمرر المقص من بين الأسطر، وسأختم قولي: مادام أن الأستاذ يطرح السؤال في آخر الحصة: "هل فهمتم؟"، فلازلنا نرمق خيرا.







    رد مع اقتباس