حين تحضر الموهبة ، والحس المتذوق لصناعة قوافي الكلمات و معانيها .. نشهد إبداع مقاطع زجلية شعبية تتغنى بما تحفل به الذاكرة و الوسط و البيئة و منعرجات الزمان البشري . طبعا الزجل ، وصف شمولي لفن شعبي تاريخي ، ينظم القوافي اعتمادا على خصوصيات ذاتية ، قد تتشابه و تتقاطع مع تجارب أخرى .. وقد ينعدم التشابه و التقارب ، نظرا لاختلاف التكوين الثقافي ، واختلاف الرؤى الأدبية و الفنية ... والذي أقصده ، هو أن الأخ الزجال ، الأستاذ تاكناويت ، يكتب النظم الزجلي ضمن منضومة شكلية تختار كتابة الأشطر الطويلة ، أي تمطيط المقطع ليتجاوز خمس كلمات أحيانا ، وبالتالي فهي خاصية لا تلزمه شخصيا ، وإنما هو واحد ممن يختارون هذا المنحى ...وقد نجد ، من يستحسنون الإبداع ضمن بؤرة " ضيقة " و معدودة الكلمات مع تقتير في مساحة كل شطر أو مقطع ... تلك ملاحظة تخص الشكل أساسا . أما السي احمد الزوفري ، فهو يعيش زمانه ، يعيث في الأرض كيف يشاء و لا يحسب للغد أي حساب ، بل ويعتقد أن " نباهته " و اشتداد عظمه ، قد تنفعه في استدراج جميع خلق الله إلى موقع الحيلة و تدبير المكر ... لكن هيهات ، فالناظم قد أجزل في وصف أنواع الموبقات التي قد تواجه كل متجبر عنيد ، حيث لا ينفع إلا " المعقول " و حسن النية ، و حسن الأفعال و المعاملات للتمكن من مراودة اللحظات الطيبة اجتماعيا . القصيدة الزجلية مغمورة بالمواعظ الهامة اجتماعيا و دينيا و خلقيا ، كما أنها تمثل إبداعا فنيا يطرب النفس و الوجدان . مع جميل المحبة .