تذكـِّـرُني الأماسـي والنهارُ=ومـَـوجُ البحــر طُهـْـرًا والمَحــــارُ وأجـْـمَعُ من بقــايا الأمــسِ ذكــْـرَى=فتوقـِـدُ في الحَـشا والقلب نارُ وأهمس للدروب ببعض نجوى=ومُـرُّ النجـْـوِ ما فيه اعتذار هـَمـَـتْ عينايَ بالعـَبـَرات حتى=تحجـّرتِ المآقي يا ( نزارُ ) وأوجـَعَ مهجتي أني بعيدٌ=وتحْجـِـزني البَوادي والقِــفارُ تدثــَّـرَ بالحنايا جرحُ روحي=وفي التذكارُ ينتفض الـدِّثار فتنزفُ كلُّ أوردة بقلبي =ويتبع نزفها الباكـي انفجار على أني جعلتُ الصبرَ زادي=ونِعــمَ الـــزادُ ما فيه اصطــــبارُ ! ( صَبا نـجــدٍ ) إذا ما هـِجـْتِ يومـًا=فهاتي بعضَ ما حكـتِ الديارُ عن الفـَذِّ المُضـرَّجِ مـُـزنِ طـُهـْرٍ=قـضى غـــدرًا يزيـِّـنه الوقـــار وعن أهلي أجيبي أختَ روحي :=أما في الشام للبغـــــي اندحارُ ؟ ويا طــيـرًا إذا ما زرتَ قـــــبرًا=يضمُّ (نــزارَ)، سلـْهم :مـَن نزارُ ؟ وهات من ( المغارة )* وردَ ذكـْـرَى=لأنثــــرَه إذا ما الصَّحـــبُ زاروا نظــامُ الحــِـقد أوْرَدَه المـَــنايا=فبئستْ غارةً ، لـمـَّـا أغــاروا ! تـَطاوَلَ ظلمُهم في الأرض حتى =شـَكـتْ من جـَـوْرهمْ تلكَ الحِجارُ وربي لو بلغتُ يـَـقـــينَ عـــِـــلمٍ =بقاتلك اللئـــــيم ومـَنْ أشـــاروا ومَـن أغـْـرَى بمُخبـِرهم صَنيعـًا =لينفـــثَ حـِقـــدَه فتــشـبَّ نـارُ لأعـْمـَلـْتُ الشـريعــــةَ في قِصـــاصٍ=فعَـدْلُ اللهِ للمظـــْـلـُوم ثــارُ أخـي إنــي احتســبتُـكَ عــند ربـــي=لكَ الفــِـردوسُ يومَ الحـَـشر دار شـفيــعًا في ذويــك لـــدار عـَــــدْنٍ=لـنــا بـُـشـْـرَى، وللأوغـــاد عــار * المغارة : قرية في جبل الزاوية شمال غرب سورية للشاعر : فائز زكريا اليوسف