عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-12-09, 14:00 رقم المشاركة : 1
البشير البقالي
أديب شاعر وقصاص
إحصائية العضو








البشير البقالي غير متواجد حالياً


important رسالة إلى قصيدة متمنّعة


رسالة إلى قصيدة متمنّعة
البشير البقالي

اسلُبيني ما شئت
اسلبي خبز الجنازة
احرقي وعود العبارة والولادهْ..
وإنْ لم تلامس قدماك الأرض
فأنت فوق بساط الحبر زاحفة
***
أول الفجر..
غجرية تكتب للموج خطابا
من أبجدية اللقاء..
وأنا هائم في شبق أنفاسك
ألتقط لهاث الضوء من عينيك
فكأن اللظى حين يوقد أثافي القِدر
بعض هذي العيون!!
***
آخر الليل..
ذاكرة تفك أزرار السحاب
عاشقة تعد للصبح رغيفا
وقصيدك ما زال في شهره الأول
يختار أكلح اللحظات
أنشودة للمخاض
وحين ألتمس العبارات
تهزمني البدايات
وتستهويني شهوة العبرات!!
***
أسيدتي
كنت بالأمس قصيدة
تنضج بين الدفاتر والأنامل
واليوم صرت ليلا يرعى ذبول العشق
وأفول الأيائل
كنت أنشودة للصغار
حرَجا يغتال سحر العرائس كنت..
واليوم
تمنيتُ لو أنك ما كسرت المرآة
كي تتلمسي كيف غادرت شفتيك
أطيافُ العشق وأحلام النوارس
أسيدتي
إن المسافات حقول من أشجار الضوء
والضوء ينام بأسرار لياليك...
***
أقف على عتبة الضوء المنصهر
في عينيك
وشعرك الليلي المسافر في نبض أطرافك
يبث في الروح جرحا..
وللجرح متسع للعويل
و ما عدت أخشى وهج العويل
فبيني وبين الجرح قرابة فقيرين..
ننثر الشعر معا
ننتشل العشب من لحظيك
لنستقطر بلسما للأنين...
***
الحبر يلهث آخر الأنفاس
ووجهك صفحة من سديم الوعود
وكل رمشة من عينيك تذكرة
لفاتحة الأعراس.
لتكن دخلتك الأولى فسحة
لعودة الأغنام
ليكن ثغرك الباسم مفرقا
على واحة المحيط لمهجور
يهتف للضوء الخافت البعيد
يعير للروح حفنة ماء
كي تغتسل من عناء الضجر
***
اسلبيني ما شئت..
اسلبي خبز الجنازهْ
احرقي وعود العبارة والولادهْ..
ما كان للوهن أن يذيب الرمل
تحت قدميك
ما كان للكحل أن يفك وريد الحلمِ
في عينيك
لكنه الليل ينسج مصيدة لاقتناص الريحْ
ونحن ما زلنا عبثا
نُحكم في قبضتنا لِجام الريحْ...
***
أيتها الماكرة الأبيهْ
يا كاسحة الأزمان والأركانْ
لا ملاذ فيك !!
لا مناص منك !!
فأيّ ثغريك يوصلني لوجهكْ؟
وأي قلْبيك يُسْلمني لمحرابكْ؟...






    رد مع اقتباس