في سابقة خطيرة من نوعها تم القبض على ظنَّ و أخواتها بالجرم المشهود .. حيث تجاوزت حدودها بهجوم شرس على الجملة الاسمية .. و قامت بالتعدي على المبتدأ و الخبر .. و لم تكتفِ بذلك بل نصبت كلاًّ من المبتدأ و الخبر .. و زورت في أوراقهما الرسمية .. بحيث أصبحا مفعولين لها .. و في المحاكمة ترافع المحامي الموكل بالدفاع عنها السيد نحوي .. و هذا نص الدفاع : "- الأفعال التي تتعدى إلى مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر هي : ( ظن وأخواتها ) وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام : 1- أفعال تفيد الرجحان : ( ظن – حسب – زعم – خال ) ، ويقصد بالرجحان أنَّ القائل يشك ، ولكنه يرجَّح ما يقوله ، مثال : أظن الجو باردًا . 2- أفعال تفيد اليقين : ( رأى – علم – وجد ) ، ومعنى اليقين أن القائل موقن بقلبه بما يقوله ، ولذلك تسمى أفعال هذا القسم : الأفعال القلبية ، مثل : (علم الناسُ الله موجودًا ) . • ويُشترط فى الفعل ( رأى ) أن تكون الرؤية بالقلب ، فإذا كانت بالعين نصب مفعولاً به واحدًا ، مثل : ( رأيت الكتابَ ) ، وإذا جاء بعد المفعول كلمة أخرى منصوبة كانت حالاً ، مثل : ( رأيت الكتابَ مفتوحًا) ، فكلمة مفتوحًا هنا : حال منصوبة ، أما إذا جاءت للرؤية القلبية فهي تَنصب مفعولين ، كما في : ( رأيت العِلمَ مفيدًا ) . 3- أفعال تفيد التحويل : ( صيَّر – جعل – اتَّخَذَ ) ، وهذه الأفعال تدل على أن الشي تحوَّل من حالة إلى حالة ، كما في : جعل النجار الخشبَ كرسيًّا. س – ما المقصود بقولنا : ( ظن وأخواتها أفعال متعدية لمفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ) ؟ يقصد بذلك : 1- أنها أفعال : أي ليست أسماء ، فقد تكون أفعالاً ماضية أو مضارعًة أو أفعال أمر . 2- أنها متعدية : يعني ليست لازمة ، فهي تحتاج إلى ما تنصبه على المفعولية . 3- لمفعولين : هنا تحديد لعدد الأسماء التي تنصبها وهي مفعولان . 4- أصلهما المبتدأ والخبر : يعني أن المفعولين في الأصل كانا جملة اسمية مُكوَّنة من المبتدأ والخبر ، مثل : ( العلمُ نورٌ : رأيت العلمَ نورًا ) . ( المهندسون ماهرون : وجدنا المهندسين ماهرين ) . - تُعدّ هذه الأفعال من الأفعال الناسخة لأنها تختص بالجملة الاسمية فتغيَّر حكم المبتدأ والخبر . " يعني ذلك أنها بريئة من التهم الموجهة إليها فهي تقوم بوظيفتها النحوية التي وكلت إليها منذ الأزل فلماذا الافتراء ؟" حكمت المحكمة حضوريا على المتهمة ( ظن ) و أخواتها بالأعمال الشاقة المؤبدة في سجن الجملة الاسمية تنصب مفعوليها اللذين كان اسمهما في شهادة الميلاد ( مبتدأ و خبرا ) . مما راق لي يتبع