عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-12-09, 11:36 رقم المشاركة : 6
oustad
هيئة التشريع سابقا
مراقب عام سابقا
إحصائية العضو







oustad غير متواجد حالياً


افتراضي رد: استحضروامعي جميعا لحظة من لحظات الطفولة.


آه
كم هي مغبونة أجيال اليوم، ومحرومة.
أشكرك على هذا الموضوع،
كنت مثلك مع فارق أني كنت شغوفا بالعصافير خصوصا: البيروش.
أستاذي بالقسم الخامس الابتدائي، السيد بوشعيب الأشعري، كنت أحب التلاميذ إليه، كنت أدرس عنده رفقة ابنه سمير وابنته منى.
كنت ألازمهما في القسم والساحة وحتى ببيتهما،أمضي ببيت أستاذي أكثر مما أمضي ببيتنا.وكانت له بسطح بيته غرفة كبيرة،قام بإزالة الجدار بأكمله ووضع عوضه سياجا فصارت الغرفة أشبه بقفص من أقفاص حديقة الحيوانات،وسطها ثبت جذع شجرة بأغصانها،وعلى كل أرجاء الجدران في أعلاها، تلك الصناديق الخاصة بالتعشيش.
طيور كثيرة.
أهداني منها زوجا بعد التعبير عن رغبتي في فعل مثلما فعل.
حملتها إلى البيت لا تسعني الفرحة، ووضعتها بقفص صغير، بدأت توا صنع قفص كبير،كنت حينها أتقن أعمال النجارة،لأني أنهيت توا عملا مدة شهر كامل كصبي مساعد لنجار مجاور.
صنعت قفصا كبيرا 1متر×1متر×70سنتم.وسقفته بالخشب،وأحطته بسياج صغير العيون اشتريه من محل العقاقير.droguerie
ووضعت وسطه غصنا كبيرا بحجم القفص، وبعد عدة شهور صار الزوج أكثر من 30 طائرا.
وصار بيتنا كبيت الأستاذ تسمع زقزقات عصافيره منذ بزوغ الفجر على طول الدرب.وتسمع من الشارع وكأنك في غابة.
كنت أحيانا أبيع بعضها ب15 درهم،للواحد لتلبية بعض المصاريف الطارئة.
والله أجيال اليوم أجيال مغبونة وضائعة في زمن الضياع.
لا أعتقد اليوم أن هناك من الأساتذة من يسمح لتلميذ من تلامذته،أن يخالط أبناءه، ويدخل بيته وقتما أراد، وبدون أدنى استئذان كأنه بيت عمي أو خالي ،أو كأنه بيت أبي بكل بساطة.
والله بابه كان دائما مفتوحا،ولم أكن أحتاج إلى إذن بالدخول،زوجته السيدة فاطمة،أستاذة كذلك بنفس المدرسة، حين أجد البيت فارغا من سكانه وأهله،أعرف أنهم ببيت أحد أقاربهم، لم يكن بعيدا،فكنت أذهب إليه وأدخل إليه تماما كما لو كان بيت الأستاذ.
كنت مرحبا بي سواء في بيته أو بيت أهله وأقاربه.
رحمك الله يا لأستاذي الغالي وأسكنك فسيح جناته.والله حين صرت أستاذا كنت ألتقيه،وأنحني على يده أقبلها بكل إجلال،له يرجع الفضل في أن أكون ما أنا عليه اليوم.
وتحيتي من هذا المنبر، من يدري لعلهم يقرؤون ذلك يوما ما،لكل أهله وأقاربه وعلى رأسهم:ابنه: منير الأشعري،مهندس دوله (حاليا بفرنسا)وابنته منى من يدري ماذا صارت؟وأين تعيش؟ وابنه الأوسط أحمد الأشعري وابنه الصغير،أمين الأشعري.
وتشاء الصدفة أن يذكرني السيد أحمد أمين
مودتي وشكرا لك سيد أحمد على هذا الجرح الغائر في الذكريات.
سبق لصديقي الشاعر حسن كريم،أن طلب مني كتابة سيرتي الذاتية، أعتقد أني سأفعل،صرت أفكر في ذلك كثيرا.
مودتي.






التوقيع

هدية لسعيدة السعد، وفضيلة الفضل، ألف مبروك على الشفاء.
http://www.youtube.com/watch?v=g-i3X...eature=related

لِأَجْلِكِ الرُّشْدُ، شِعِرٌ جابِرُ *****عقْلٌ رَزانٌ، وفِكْرٌ عامِرُ.


صَدْعًا بِحَقٍّ، بِصَوْتٍ جاهِرُ *****صُبْحًا بِجِدٍّ، وَ ليْلًا ساهِرُ.

بِنْتُ الرّشيدِ ابنِ رُشْدَ سُلالةً*****أيْ، جودُ عِلْمٍ، حِجاجٌ باهِرُ.

~ La Femme est un homme amélioré ~
آخر تعديل oustad يوم 2009-12-09 في 11:47.
    رد مع اقتباس