تمهيد :
الطريقة التي سنتبعها هنا في تذوق هذا النص وهو قول البحتري في وصف الربيع، لن تتم بطريقة تقليدية تتجه إلى استخراج ما فيه من الألوان البلاغية، وتسميتها بأسمائها الاصطلاحية من مثل القول أن في البيت الثاني استعارة مكنية في " النيروز " و" أوائل ورد " أو أن في البيت الثالث تشبيهاً بين تفتق الزهر وانتشار الرائحة وبين بث الحديث ... الخ .



وإنما سنتبع هنا طريقة تمس الذوق الأدبي وتحاول الكشف عن أسرار الجمال في النص ، وتصلنا بما تفيض به نفس الشاعر من الابتهاج بمقدم الربيع ، والاحساس بجماله وروعته . وهنا لن نكتفي بالتسمية الإصطلاحية للألوان البلاغية ولكننا سنتابع النظر إلى هذه الصور ، نلتمس ما تنطوي عليه من أسرار الجمال ، ونستوحي ما تبعثه في النفس من تأثر وانفعال ، كما سنلتمس في هذا التذوق مجالات أخرى في النص ، لا تتصل بالصور البلاغية الاصطلاحية .