عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-02-11, 09:32 رقم المشاركة : 1
فطيمة الزهرة
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية فطيمة الزهرة

 

إحصائية العضو







فطيمة الزهرة غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

وسام مشارك

مسابقة المبشرون بالجنة 2

مشارك(ة)

المرتبة الأولى

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشاركة في المسابقة الترفيهية

a3 غض الأبصار أو الوقوع في النار


غض الأبصار أو الوقوع في النار

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد منَّ الله -تعالى- على عباده بنعم كثيرة؛ لينظر -سبحانه- إلى عباده مَن يشكر ومن يكفر؛ فهذه النعم امتحانات، وهذه النعم ابتلاءات، مَن استعملها في طاعة الله نجح في الامتحان، ومن استعملها في معصية الله كانت النتيجة الأخرى.
ومِن أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده في أجسادهم نعمة البصر؛ فأمرنا -سبحانه- أن نستخدمها في النظر في آيات الله: الكونية والشرعية، ونهانا عن إطلاقها إلى المحرمات.
فنجد كثيرًا من الأوامر الشرعية في الكتاب والسنة النبوية تحث على غض الأبصار عما حرم البصير الخبير، قال الله -تعالى-:
(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ . وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) (النور:30-31).
فالحظ قوله: (ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ)، فهذا التشريع أطهر للنفوس وأطهر للمجتمعات، وهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلِّم صحابته غض الأبصار، فروى مسلم عن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: "سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ نَظَرِ الْفُجَاءَةِ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي".
ويوصي النبي -صلى الله عليه وسلم- عليًا -رضي الله عنه- فيقول له: (يَا عَلِيُّ لاَ تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ) (رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه الألباني).
ولم يكتفِ الشرع بالأمر بغض الأبصار عن المحرمات، بل بيَّن لنا فوائد هذا الأمر وخطورة إطلاق الأبصار، والعلاج لهذه الفتنة.
كل هذا البيان في زمان لم يكن يُرى فيه من المرأة شيء، أما نحن نذكر به الآن في زمان يُرَى من المرأة كل شيء.. في الشارع، وعلى الشواطئ، وعبر القنوات الإباحية، والمواقع المشبوهة على شبكة الإنترنت، ومن خلال المحمول، والغرف المغلقة على النت.


خطورة إطلاق الأبصار في المحرمات (1):
1- حسرات:

قال الحسن البصري: "من أطلق بصره كثر أسفه".
إن النظرات تورث في القلب حسرات، فالقلب يهوى ويتمنى والعجَب كل العجب ممن يردد كالببغاء دون وعي قول الغرب الكافر: "إن إطلاق النظر في المحرمات يهذب النفس ويشبعها"، فهذه أوروبا وأمريكا بلاد الإباحية هي أكثر الدول التي تنتشر فيها الجرائم الجنسية من زنا، ولواط، واغتصاب، وغير ذلك.. ولم تتهذب نفوسهم، بل ازداد سعار الشهوة وجنونها عندهم!
ثم ماذا بعد إطلاق الأبصار في المحرمات؟!
2- الزنا، واللواط، والعادة السيئة:
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لا مَحَالَةَ فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ) (متفق عليه)، وصدق القائل:

كــل الـحـوادث مـبـدأها مـن الـنـظــر
ومعظم النارمن مستصغر الشرر

كـم نـظـرة فـتـكـت في قـلب صاحبها
فـتـك السـهـام بـلا قـوس ولا وتر

فالترتيب الطبيعي لإطالة النظرات في المحرمات البحث عن طريق لتفريغ الشهوة، وكما قالوا: "نظرة فابتسامة فموعد فلقاء.. ".
3- النظر إلى المحرمات في حد ذاته عقوبة:
ففي قصة جريج العابد دعت أمه عليه:
(اللَّهُمَّ لا تُمِتْهُ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى وُجُوهِ الْمُومِسَاتِ)
(متفق عليه)، أي: الزانيات.
فالعجب عمن يبحث عن المومسات في القنوات، والمواقع، والطرقات، ولسان حاله: "أروني وجوه المومسات".
4- النظرة سهم مسموم:
قال بعض السلف: "النظرة سهم مسموم إلى القلب".
لو كانت تسم البدن لهان الأمر، ولكنها تسم الدين، وتفسد على العبد دينه، قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "الإثم حَواز القلوب، وما من نظرة إلا وللشيطان فيها مطمع" (رواه البيهقي، وقال الألباني: صحيح موقوف).
فغرض الشيطان من هذه النظرات أن يوقع العبد في الكفر لا في الزنا وحسب، فكم من أضاع دينه من أجل امرأة؟!
يذكر ابن كثير -رحمه الله- في البداية والنهاية في أحداث عام 277هـ: " توفي عبدة بن عبد الرحيم -قبحه الله-، ذكر ابن الجوزي أن هذا الشقي كان من المجاهدين كثيرًا في بلاد الروم, وكان في بعض الغزوات والمسلمون يحاصرون بلدة من بلاد الروم إذ نظر إلى امرأة من نساء الروم في ذلك الحصن فهويها، فراسلها: ما السبيل إلى الوصول إليك؟ قالت: أن تتنصر وتصعد إلي, فأجابها في ذلك، فما راع المسلمين إلا وهو عندها, فاغتم المسلمون بسبب ذلك غمًا شديدًا, وشق عليهم مشقة عظيمة، فلما كان بعد مدة مروا عليه وهو مع تلك المرأة في ذلك الحصن فقالوا: يا فلان ما فعل قرآنك؟ ما فعل علمك؟ ما فعل صيامك؟ ما فعل جهادك؟ ما فعلت صلاتك؟ فقال: اعلموا أني أنسيت القرآن كله إلا قوله: (رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ . ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (الحجر:2-3)،
وقد صار لي فيهم مال وولد"
انتهى.
وقد علم الكفار خطورة الشهوة في صد الناس عن سبيل الله؛ فسعوا إلى إغراق الأمة في الشهوات، يقول أحد أقطاب المستعمرين: "كأس وغانية يفعلان في تحطيم الأمة الإسلامية أكثر مما يفعله ألف مدفع، فأغرقوها في حب المادة والشهوات"!
ويذكر ابن كثير -رحمه الله- في أحداث سنة 586 هـ في زمن السلطان صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله- أثناء الحصار لمدينة عكا أن سفينة عليها ثلاثمائة امرأة من أحسن النساء وأجملهن جاءت من أجل قضاء الجنود الصليبيين وطرهم؛ فانحاز كثير من فسقة المسلمين إلى الصليبيين من أجل هؤلاء النسوة، ثم بعد ذلك سقطت عكا في أيدي الصليبيين؛ لذلك يحرص الكفار على نشر القنوات الإباحية والمواقع الإباحية، ونشر التبرج بيد النساء، والبعد عن التعفف بكافة الوسائل حتى تنهار هذه الأمة.
5- السؤال بين يدي الله يوم القيامة:
قال الله -تعالى-:
(إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً)
(الإسراء:36)،
فستسأل عن كل نظرة نظرتها، والذي يسألك لا يخفى عليه خافية: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)
(غافر:19)،
فلن تستطيع أن تنكر نظراتك واختلاساتك عندما تقف أمامه.

.....






التوقيع








    رد مع اقتباس