سرت في معظم ممرات الحياة ... فمنها : المظلم ... ومنها ... الصعب ... ومنها ... الممتد بلا نهاية ... رأيت شتى أنواع الجراح ... غائرة ... نازفة ... لا أمل للتأمها ... ومنها ما أتناساه من شدة ألمه ... الجروح اسطورة ... لها طقوس معينة لا بد من أن تقوم بها ... فمن ما رأيته من طقوسها وأنا عابرة في دهاليز الحياة : أنها تسكب الدموع دون انقطاع ... تجعل القلب ينزف دما حتى يوشك على الهلاك ... تلبس الطفولة الخالدة التي تسكن أرواح البشر ثوب الحداد ... وتشيع الجنائز... وتفتح باب العزاء ... وتقف صفا لأخذه ... وكأن ما حدث لا يمد لها بصلة ... عجبت من أمرها ... فكثير من الجراح استوطنت روحي ... واتخذت من فؤادي مستعمرة ... ومن شدة ما وجدته من ألم ... حولته لابتسامة أطلقها علني يوما ما أتغلب عليها ... هي ضعيفه ... وشدة ألمها يضعفها ... ولكن تكون في قمة الجبروت عندما تأتيني من أشد الناس قرابة ... بالروح وليس الدم ... قلت قمة الجبروت أي أنها جمعت ... الألم ... القسوة ... الدموع ... الشدة ... ومعها ... كونها كانت في الصميم ... آثرت أن أصرف نظري عنها علها تصرف ألمها عني ... وليس لي الا أن أرسم ابتسامة صادقة ... أحتفظ بها ... فهي ستقهر الجروح ... وستدمر كل طقوسها ... ستغسل روحي من الاستيطان كما يغسل المطر الأرض ...