الموضوع: هاتف الوزير
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-02-10, 08:38 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي هاتف الوزير




هاتف الوزير

لا أعرف هذا "العبقري" الذي أشار على وزير التربية الوطنية، قبل أسابيع، بفتح جسر مكالمات هاتفية مع مسؤول نقابي بتاونات لـ"التباحث" معه، على انفراد، في ملف متعلق بحركة انتقالية محلية خلف، كعادة الحركات الانتقالية بوزارة التعليم، احتجاجات وموجة استياء وتهديدات باعتصامات وإضرابات مفتوحة.
ولنتخيل الأمر بهذه الصورة السوريالية: فرع نقابة لمركزية نقابية بأحد مناطق جهة فاس يهدد بتنظيم مسيرة إلى الرباط دفاعا عن مطلب مشروع لا جدال فيه، من وجهة نظرنا، لكن، عوض أن تسلك الوزارة الوصية المسطرة العادية، أي تكليف نائبها في المنطقة بحل المشكل، وفتح حوار مع النقابة المعنية لإيجاد حل محلي لموضوع محلي، "يطير" وزير التربية الوطنية من الرباط، ويربط الاتصال، عبر هاتفه الشخصي، بالمسؤولين النقابيين ويطمئنهم على متابعته الملف، معبرا عن استعداده لعقد اجتماع معهم بمقر وزارته، ما حصل فعلا يوم الاثنين ما قبل الماضي.
لا نشك أن المبادرة تنطوي على كثير من حسن النية من طرف محمد الوفا، وهو الذي تسلم حقيبته على "شواط" إحراق أحدهم ذاته قرب مقر وزارته ومفارقته الحياة جراء ذلك، كما وجد أمامه "جبلا" من الملفات الاجتماعية والنقابية تتطلب حلولا مستعجلة لانطلاق موسم دراسي دون وجع قلب، لكن ما فات الوزير، و"غفل" عنه مستشاروه، هو أن طريق جهنم مفروش بكثير من النيات الحسنة.
لقد أسس الوفا «منهجية» خاصة في التعاطي مع القضايا والمشاكل المحلية، يتطلب منه الوفاء بها إلى آخر رمق، حفاظا على نوع من الإنصاف والعدل بين جميع النقابات الإقليمية التي أضحى من حقها «المشروع» أن يتحدث إليها الوزير، شخصيا، ويعقد اجتماعات معها بمقر وزارته لحل ملفاتها النقابية العالقة، ولتذهب المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية، وشعارات اللامركزية واللاتمركز إلى الحـــجيم.
إن الدور الحقيقي للمسؤول الحكومي لا ينبغي أن يتماهى مع دور الإطفائي الذي عليه أن يتعقب بخرطومه لهيب الحرائق في كل مكان، بل مع دور الحكيم الذي عليه أن ينظر إلى القضايا الكبرى من فوق، ويرى الصورة كاملة بزواياها الأربع، درءا للفتنة التي قد تكون أحيانا أشد من القتل.






    رد مع اقتباس