الموضوع: أنا آسف
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-02-04, 10:50 رقم المشاركة : 1
اسلامي نور حياتي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية اسلامي نور حياتي

 

إحصائية العضو







اسلامي نور حياتي غير متواجد حالياً


وسام مدربة الدورة التكوينية مهارات الاتصال الشخصي

وسام منظمة الدورة التكوينية مهارات الاتصال الشخصي

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المرتبة الثانية في مسابقة ألغاز رمضان

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

وسام الإبداع

وسام المركز الأول في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المركز الأول في دورة إتقان و حفظ جزء عم

افتراضي أنا آسف


جلس الزوج صباحاً على مائدة الإفطار و التي قامت بإعدادها الزوجة الوفية
و تركتها و دخلت إلى المطبخ , بدأ الزوج يقوم بتجهيز الإفطار لنفسه و هو ينتظر زوجته
أن تشاركه الإفطار
بدأ في تقشير البيض و هو منتظر الزوجة أن تأتي و لكنها لم تأتي , أمسك بكوب الحليب فوجده بارداً حاول أن يتذوقه فلم يجد له طعم خاصة بعد أن صار بارداً جداً مما أفقده مذاقه , عاد الزوج مرة ثانية ليأكل البيض فلم يستطع فنظر إلى المطبخ مترقباً حضور الزوجة الحبيبة
و ظهورها من المطبخ لتظهر و تشاركه طعام الإفطار كالعادة مثل كل يوم فإذا بها تخرج من المطبخ و بيدها الخبز و وضعته على مائدة الإفطار و حاولت أن تجلس معه مثل كل يوم
على مائدة الإفطار و لكنها لم تستطع ..!
هل تعلم لماذا ؟ لأنه أهانها بالأمس و لم يعتذر إليها
أما هو فقد منعه عناده الشديد من الإعتذار..!!
عادت الزوجة مرة ثانية إلى المطبخ و شغلت نفسها بتنظيف بعض الأواني بالمطبخ
و ما هي إلا لحظات حتى تخيلت أن الزوج قد غادر المكان و أنها عادت إلى مائدة الإفطار فوجدت الطعام كما هو , فلم يشرب الزوج الحليب
و لم يكمل أكل الإفطار و لم يقترب من البيضة
فقالت في نفسها طبعاً تريد أن أقشر لك البيض و أن اقطع لك مثل كل يوم قطع الخبز
و أن أساعدك في الطعام و لكنك لا تستحق ذلك لأنك لم تقدر معاملتي لك و لم تقدر صنيعي معك فأنا تحملتك كثيراً و كنت أنت من المفروض الحارس الأمين لي و لكنك خنت هذه الأمانة و قمت بإهانتي و لم تعتذر و ما هي إلا لحظات حتى سمعت صوت الباب و هو يغلق ..
و فاقت و أدركت أن الزوج خرج للعمل هذه المرة عن حق .
توجهت الزوجة تجاه مائدة الإفطار لتقوم بتنظيفها و هي غاضبة حزينة
و هي متوقعة أن تجد ما تخيلته أمامها من الطعام الذي لم يأكله و خرج غاضباً و لكنها … وجدت وردتين إحداهما بيضاء تليها وردة حمراء و قد وُضعت الوردتين فوق ورقة

و كان الزوج قد كتب في هذه الورقة …
إلى أجمل وردة في حياتي … إلى زوجتي الحبيبة إلى روحي و حبي الخالد
سلام الله عليك و رحمته و بركاته
حبيبتي .. كم كنت أتمنى أن تشاركيني الإفطار اليوم فلما حرمت من ذلك لم أستطع أن أفطر
في غيابك عني …
كم كنت أتمنى أن أرى إبتسامتك التي تودعينني بها كل صباح قبل أن أخرج لعملي
و أنا متفائل و مقتنع أن هذا اليوم به خير كثير لي بسبب هذه الإبتسامة
زوجتي و حبيبتي و رفيقة العمر لقد نال الشيطان مني حينما أخطأت في حقك
و لم اعتذر فهل تقبلين إعتذاري
إنني محرج منك كثيراً .
بكت الزوجة و دموع الحب تعانق الورقة
و هي تبكي و تردد سامحتك .. سامحتك يا زوجي الحبيب .. يا أغلى ما في حياتي
ثم إنطلقت كالنحلة في المنزل و بدأت تعد من وقت الإفطار طعام الغداء الذي يحبه زوجها
و زينت بيتها حتى صار حقلاً من حقول الحب و الوفاء و قامت بلبس أفضل الثياب التي لديها و استقبلته بإبتسامتها المعتادة و قابلها بمثل إبتسامتها و لسان حال كل منهما ينطق بعمق الوداد .
***
إنها كلمات أخرست الغضب و جعلت الحب يتفتق بعبق الياسمين و يزهر بأشواق الحنين , أيقظت جمال المشاعر من سباتها و ألهبتها لتشعل الضياء في المكان
و أعادت للحياة بهجتها و كانت بمثابة تأكيد لما يسكن في الفؤاد من تقدير و إحترام
فلمَ نبخل بها و نحرم أنفسنا نشوة السعادة
إنها سر من أسرار الإستمرار و الدوام
فالسعادة بين الزوجين خاصة عند الخلاف بكل بساطة يمكننا أن نحافظ عليها بكلمة إعتذار
قد يقول قائل للإعتذار ألوان و ليس من الضروري كلمات
أقول له نعم .. اللمسة ممكن تكون إعتذار
النظرة , القبلة , السلوك ,
و الأهم أن يكون الإعتذار في دائرة الفعل بأي شكل و بأي لون كان
ولابد أن يتوافق مع ذلك البعد في الخطأ لينسجم مع معنى السعادة المنشودة .





التوقيع

لا أخجـــــل من طيبـــة قلبـــي فهــي ليســت ضُـــعفاً بل قـــوة .. فالجوهـــرة لا تخجـــل من شدة بريقــــها

    رد مع اقتباس