لقاءات على ضفاف اللغة | اللقـاء الأول الزمان : حين كانت ( لا ) سيدة المكان .. المكان : حيث ( ما ) تنفي و لا ضمان ( في كوخٍ أنيق ، على جانب الطَّريق ، تنام ( لا ) و تفيق ، و ( ما ) لا تزالُ تغطُّ في نومٍ عميق ، و الأكوابُ ( لَمْ ) تُغسل و الأباريق ، و ( لَنْ ) وحدَها تخيطُ و تبيط ، تحضِّر الخبيص ، و تلعنُ الأزيز و الأطيط ، بلسانها السَّليط ) - بالله عليكِ يا( لَنْ )هلاَّ تخبرينني عن( النَّفي ) .. - النَّفْي لغة : الجحود و الإنكار ، أما اصطلاحًا فهو أسلوب من أساليب اللغة العربية يُراد به نقض فكرةٍ و إنكارها و هو ضدُّ الإثبات . - هل صحيح ما أشيع مؤخرًا : أن هناك ضربين من النَّفي ؟! - أفاقت ( لا ) على صوتي ، و ردَّتْ بصوتٍ فيه حشرجة و هي تفرك عينيها : نعم – مُحدثتي – هناك ضربان للنَّفْي : 1- نفيٌ صريحٌ ظاهر ، باستخدام أدوات النَّفْي ، و معظمها حروف إلا : ليس ( فعل ) و غير ( اسم ) ، و حروف النَّفْي هي : لاتَ ، لَمْ ، لَمَّا الجازمة ، لَنْ ، لام الجحود ، إنْ التي تفيد النَّفي ما العاملة و غير العاملة ، لا النافية للفعل ، لا النافية للجنس . 2- نفْيٌ ضمنيّ ( غير صريح ) ، بغير أدوات النَّفي السابق ذكرها بل يكون متضمنًا في الأساليب التالية : *أسلوب الاستفهام : إذ لا يُطلب الفهم ، وإنما يُراد النَّفي , كقوله تعالى : { وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ } والمعنى : لا يغفر. وقوله تعالى : {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} والمعنى : ما جزاء. وقول الشاعر : هل غيرُ حبِّك بثَّ الدَّاء في كبدي ..وهل دواءٌ سوى وصلٍ وتأميلِ و نلحظ أنَّه إذا ورد في سياق الجملة الاستفهامية الألفاظ : ( غير – سوى – إلاّ ) فهو يفيد النفي الضمني . * أسلوب الشرط المتضمن معنى النفي , ويكون بالأدوات : ( لو – لولا – لَمَّا ) وهي أدوات شرط غير جازمة . كقولك : لو زارني محمدٌ لأكرمتُه ( لم تحصل الزيارة لذلك لم يحصل الإكرام ) وقول الشاعر : لولا الحياءُ لهاجني استعبارُ ... ولزرتُ قبرك والحبيبُ يُزار * التمني : ويتضمن معنى النفي لأنَّ التمني هو طلب شيء لا يمكن حصوله ، مثل قوله تعالى : { يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ } وقوله تعالى : { وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا } وقول الشَّاعر : ألا ليتَ الشَّباب يعودُ يومًا ... فأخبرُه بما فعَل المشيبُ - استمتعتُ بحديثك يا ( لا ) ، لا أسكتَ الله لكِ حسًّا . مما قرأت هذا المساء | التوقيع | الوفاء أن تراعي وداد لحظة ولا تنس جميل من أفادك لفظة" | آخر تعديل فاطمة الزهراء يوم 2012-02-03 في 15:31. |