منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة - صَفـْعَة ُ ألـَم ٍ مِنْ صِدْق ِ قـَلـَم ٍ منقول

باسم الله الرحمان الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

كـَتـَمْتُ عِشقِي لفتاةٍ عَن الدنيَا كـُلـّـِهَا ولمْ أبـُحْ به إلا لِصَديق ٍ وَاحِدٍ لِي أصَمّ أبْكـَم، هوَ لا يَعْرفـُهـَا، دوْرُهُ... أ ُهَيّـِأ ُ الرسَالة وَأسلمُهُ قلمِي وَوَرَقة ً ليَكتـُبَهـَا بـِخط ّ ِ يَدِهِ حَتى أظلّ َ مخفِيا ً عَن مُلهـِمَتِي، تعمّـَدْتُ الجُلوسَ فِي الصّفِ الأوّل بقاعَةِ المُحَاضرَاتِ بعْد رَمْي ِ الرّسَالةِ الثالثةِ بسِريةٍ تحتَ مَكتبـِها الذي يُوجَدُ وَرَاءَ المنضدةِ لأكابـِدَ شوْقا مُحْرقا ً لِحِين ِ دُخولِهـَا – أ ُسْتاذتِي - والتِي عَوّدَتنِي بعِطر ٍ ساحِر ٍ فاتِكٍ للفؤادِ مُؤجّج ٍ للمَشاعِر ِ يَنسَابُ مِنهَا وَكأنِّي أرَاهُ بـِحِسّ ِ بَصَري يَتسَللُ مِن جيدِهـَا المُتبَسّـِم بـِسلسِلةٍ ذهبية تـَهيمُ بـِي مَيَلانا ً نحوَ صَدْرهـَا المُثير وَقدْ أضافَ الشـّالُ توَازُنا ً مُغريا عَلى قوامهَا لأعَانِق خيَالا يُلاعِبُنِي بـِقربـِهـَا، فأ ُوهِمُ نفسِي قدْ ظفِرتُ باهتمام ٍ وافِر ٍ مِنها حِينَ يُصيبُنِي سَهـْمُ تـَبَسّـُم ٍ مِن ثغـْرهـَا، دَخلتِ القاعة َ وَألقتِ التحية َ المُعتادة َ برقةٍ لحْنـُها يَخبلُ القلوب، فصُعِقتُ بعُمقِي بنبْض يدْعو للجنون، يَبْدُو أنهَا هذهِ المَرة لمْ تنتبهْ إلى أسْفل الكرْسِي وَقدْ أخرجَت أوْراقَ الفرُوض لتـُنادِيَ على كل واحدٍ مِنا، فكنتُ الأخيرَ، فطلبتْ مِني أنْ أحملَ مِحفظتِي مَعِي وَأتبَعُها إلى غُرْفةٍ مُجاورةٍ للقاعَةِ، فانتابَني خوْفُ ُ رهيبُ ُ وشعورُ ُ مُخجل ٌمِن أني أكونُ قدْ كـُـشِفتُ، هناك... وضَعَتِ الفرْضَ الذي يَخصّنِي عَلى المَكتبِ وفتشتْ عَن قلم ٍ ولمْ تجدهُ فقالت:"قلما ً مِن فضْلِك"، أخرجْتـُهُ من محفظتِي وناولتـُها إياه، لحْظتها أخرَجَتِ الرسَالتيْن مِن جيبها وقالت:"رسالتين وفرْض بنفس حِبْر قَلَم ٍ، لماذا لمْ تضَعْ إسمكَ أسفل الرسالة وتكونَ صادقا أكثر"، أ ُصِبْتُ بصدْمة وقتها وقاومتـُها بتباتٍ افتراءً مِني كيْ أ ُظهِرَ براءتي مما نـُسِبَ إليّ َ وقلتُ:"أنا لا أفهمُ عَمّا تتكلمين"، خَطـّـَتْ بقلمِي سَطرا مِن الكلماتِ وقالت:"أنظر لقلمكَ كيف أصدقنِي القوْلَ ولمْ يُغيـّـِرْ حِبْرَهُ ليُناصِركَ بالرغم مِن مِلكِكَ لـَهُ، تحيّـَتِي الكبيرة لقلمكَ وكم أتمنى أن تكونَ مثلـَهُ وَتـُغيّـِرَ سُلوكك، وليَكن في عِلمِكَ أنـّـِي مُتزوجة، خذ مِني نصِيحَة كيْ لا تتورّط في أيّ ِ مُصيبَةٍ مُستقبلا، كمْ مِن الجَرَائم ِ افتـُضحتْ مِنْ غير عَيْن ٍ رَأتها، ولا أذن ٍسَمعَتْ همْسَها وَحِسّها، وإنمَا بـِقرينةٍ تعَلقتْ بها، والآن خذ فرْضَكَ وانصَرفْ"، خرجتُ مُبَللَ الجَبين ِ وقد اسْتحييتُ مِن نفسِي مُتأمّـِلا صَفعَة الألم مِن صِدق القلم التي سَاقتنِي إلى قول الله عَز وَجَل:"وَمَا اللهُ بغافل ٍ عما تـَعْمَلـُونَ"..."وما يلفظُ مِن قول ٍ إلا لديه رقيب عتيد"...

جزاكم الله خيرا
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم في الله / لحسن