2012-01-24, 21:13
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | شر البلية ما يضحك | بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ؛ أمّا بعد :
فقد ذكر علامة المغرب الشيخ محمد تقي الدّين الهلالي رحمه الله تعالى قصتين تصوّران لنا وقائع جدّ مضحكة أوقعها القبوريون ، والحقيقة أنّي سمعت مثل هذه القصص أوما يقاربها عند العامّة يتفكّهون بها ، وكنت أستبعد وقوع مثل هذه المهازل عن هؤلاء" المْهَابَلْ " ، وإذا بي أقف عليها برواية الشيخ الثقة ممّا زاد في شدّة الضحك ، فأنت إذا رُويت لك قصة عن العامّة قد تضحك قليلا لإستبعادك وقوعها ، أمّا إذا رُويت لك عن عالم فإنّك تضحك كثيرا لتيقّنك وقوعها ، الحاصل أنّ الشيخ رحمه الله ذكرهما في كتاب له بعنوان " الدعوة إلى الله " ، وأنا أنقلهما عن محقق كتاب " سبيل الرشاد في هدي خير العباد " وهو الشيخ مشهور آل سلمان ، إذ ذكرهما هذا الأخير في مقدّمة الجزء الأوّل صفحة 51 ، إلاّ أن القصة الثانية قد أشار إليها المؤلف في كتابه سبيل الرشاد باختصار شديد في ص [ 2/97] .وإليك القصتين :
القصّة الأولى :
قال رحمه الله " وأمّا عبادة الحمير فأذكر فيها قصّتين : إحداهما وقعت في طرابلس الغرب على ما حدّثني به ثقة ، وذلك أنّه كان في تلك الديار شيخ متصوف اسمه عبد السلام الأسمر ، كان يرقص مع أصحابه ويضربون بالدفوف حتى يخروا صرعى على الأرض ، ويعتقدون أنّ الدف الذي كان يضرب به الشيخ عبد السلام نزل من الجنّة وكان يضرب به علي بن أبي طالب للنبي ، والشيخ عبد السلام والمريدون المنقطعون للعبادة معه لم يكونوا يكتسبون معيشتهم ، لأنّهم كانوا بزعمهم متوكلين ، وكان للشيخ المذكور حماراً يطوف على بيوت البلد وحده كلّ صباح ومساء وعليه خرج ، فكلما وقف بباب بيت يضع أهله شيئاً من الطعام في ذلك الخرج فيرجع إلى الشيخ والمريدين بطعام كثير غدوة وعشية ، فلما مات الشيخ وتفرّق المريدون بقي الحمار بلا عمل فصار الناس يقدمون له العلف ويتبركون به إلى أن مات فدفنوه وعكفوا على قبره يعبدونه . "
القصة الثانية :
" في المغرب الأقصى قرأت في سنة ستين وتسعمائة وألف بتاريخ النصارى في ( صحيفة العلم ) مقالاً لمعلّمة اسمها خديجة النعيمي من الدار البيضاء ، قالت خديجة : خرجت مع نسوة جاهلات نتجول خارج المدينة فمررنا بكوم من حجارة ، فأخذت النسوة يُقبِّلن تلك الحجارة ويتمسّحن بها قائلات " انتاع الله لله يا للا حمارة " معناه : نسألك متاع الله ، أي ما أعطاك الله من الكرامة يا سيّدتنا الأتان ، قالت : فأنكرت صنيعهنّ وقلت لهنّ ويحكنّ تتخذن أولياء حتى من الحمير ؟ فقلن لي : اسكتي إنك لا تعرفين قدر هذه الوليّة فكم قضت من حاجات ، ونخاف عليك أن تضربك ضربة يكون فيها حتفك ، فسلمي للفارغ لكي تنجي من العامر ـ قلت : وهذا مثل يضربه المغاربة لمن اعترض على عبادة شخص وقال إنّه لا ينفع ولا يضر فيقول له عباده " سلّم للخاوي تنجي من العامر " ومعناه : هب أنّه فارغ من الولاية فخير لك أن لا تعترض عليه وأن لا تنكر ولايته ؛ لأنّك إن استمررت في الإنكار يخشى عليك أن تصادف ولياً حقيقياً فيصيبك بشر ـ ، ثمّ وجهت الكاتبة المذكورة دعوة إلى العلماء ...." اهـ .
ولعلّ هاتين القصتين عن أولياء الحمير فيهما كفاية لبيان مدى حمق وغباوة عباد القبور ، والله المستعان . | التوقيع | إذا الشّعب يوما أراد الحياة **** فلا بد أن يستقيم البشر
و لا بد للجهل إن ينجلي **** و لا بد للعلم أن ينتشر
و لا بد للشعب أن يرجع **** إلى عز دين به ننتصر
إلى رحب شرع إلى مسجد **** إلى نور علم به مزدجر
إلى سنة النبي المصطفى **** ففيها الهدى و الضيا و الدرر
... إلى نور قرآننا المنزل **** رسول كريم به قد نزل
إلى شرعة ربنا السمحة **** ففيها النجاة و فيها الضّفر
و فيها الخلاص و فيها المناص **** من الظلمات و من كل شر
فيا شعب إسلامنا الماجد **** أنيبوا و عودوا إلى مقتدر
و توبوا إلى الله كي تفلحوا **** و تنجوا و إلا فبئس المقر | |
| |