المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزيه لحسن
بولوج القارئ إلى عالم الخاطرة الشاعرية ، يجد نفسه أمام نصين يحيلان على تقاطعات إدراكية ، وعلامات سيميلوجية تتكامل في أغلب أيقوناتها .
فهناك من جهة ، علامات حرفية ممتدة على العديد من التأويلات و القراءات الفردية ، ومن جهة ثانية ، هناك صورة فوتوغرافية ، أي تيمة بصرية تستلزم و تستوحي تفكيرا بصريا خاصا بها .
فانطلاقا من ملاحظة بسيطة أو دقيقة ، يتبادر إلى أذهاننا أن اختيار الصورة الخلفية أو المرافقة للنص الحرفي ، ليس اختيارا اعتباطيا ، وإنما هو تموضع و جاذبية داخل حدود مَرجع مخصص لها ، وأملته إحساسات و جماليات ذاتية مبدعة ..
الرؤية المجردة للصورة ، تنبئ أن هناك قتامة ضوئية ، احتضنت رجلا وسيما ، يجلس مطأطأ الرأس ، وبلباس أسود أنيق ، التحف الثرى قرب عتبة مدخل أسود !
ووفق هذا الوضع القاتم ، يظل اللون هو الموضوع ، وهو الرؤية و العنصر الأساسي في تكوين المشهد و الإدراك البصري ..فالضوء و الظلام يشتملان على تضمينات استعارية تحتل الصدارة في كل وصف للعالم البصري ، وفطريا تجاوبنا مع اللون الأسود يرمز عادة إلى البؤس و انفجار المدلولات الغنية بمفردات الحزن !!
وكخلاصة مقتضبة جدا ، وانطلاقا من سياق الخاطرة الشاعرية لغة و نظما ، والأشعة الضوئية القاتمة للصورة ، نحصل على دلالتان تحملان نفس المدلول و الاستنتاج : انتظار الخلاص = انتظار العيد .
والانتظار يرمز عادة إلى توقف الزمن ، توقف عقارب الساعة ..وهذا ما يؤدي إلى الحيرة : حيرة المبدعة و حيرة صاحب الأحلام الممزقة ، ذلك الوسيم العاجز عن فك لغز هروب الابتسامة !
وإذن ، فقد حاولت أن أشتغل على الذبذبات الحرفة بموازات مع انعكاسات الأشعة الضوئية للصورة .. تظل محاولة و إطلالة " قصيرة " على إبداع بلبلة المنتدى .
ولك مني أزكى تحية .