لكون < العنوان > يشكل " عتبة " النص وأول تجلياته ، وباعتباره اختيار لوظيفة التحديد و التسمية .. فإنه قد أثارني وجعلني ألج دوامة التأويل العقلي الذي يتجاوز النص أحيانا، أو الاكتفاء بالمعنى الحرفي المباشر الذي تقدمه ألفاظه ...فعن أي سرطان ستحدثني الحكاية ؟ ماهي مميزاته ؟ أين تنتعش غزواته ؟ ....؟ طبعا ، احتفظت كقارئ بتوقعاتي الذهنية الذاتية ، ورافقتُ السارد /الكاتب وهو يعرض متخيله الخطابي ، ممتطيا - أقصد السارد - صهوة ضمير الغائب ، والعائد إلى ذلك البطل " القبيح " صاحب الصولة و المهابة ، الذي يغلي الدم في عروقه بمناسبة أو دون مناسبة ، والذي لا تمنعه فصول حياته المجنونة من ارتكاب أشد الحماقات ، بل ويجرؤ النظر في المرآة و الرضى عن نفسه ، وما تقترفه من خبث !! ونحن كقراء ، و أصحاب تجارب سماعية أو مشاهدة مع غزوات البطل ، فإننا لا نشك البتة في مصداقة و صدق أقوال السارد / الكاتب ، حيث نسجل تعاطفنا اللامشروط مع المؤلف الضمني للحكاية ، كما نسجل شجبنا و تنديدنا الشديد لكل مايقوم به هذا البطل اللعين ... بل ونسجل تضامننا الكبير و الواسع مع كل من شاءت الأقدار إصابته بخبث هذا البطل المنبوذ . القصة القصيرة في مجملها ممتتدة في الزمان السابق ، مع استشرافها على الزمن اللاحق ، لكون شخصية البطل ، شخصية غير عادية ! و تسطيع التموقع و اختراق العديد من الفضاءات الجسدية ، أنّى شاءت ، وحيثما شاءت .. هناك نبرة تميز كتابة هذه المساهمة الإبداعية ، و تعكس حقيقة مفادها الحس الثري و الخصب للكاتب ، حس منفتح على تقاطعات اجتماعية تشغل وعيه وهويته و ذاكرته ..دون أن نغفل تسجيلنا لكون الإفصاح عن شخصية البطل من الوهلة الأولى ، جعل هذه التجربة الفنية أكثر تقريرية ، و عارية من نفحات الاحتمال و التنبؤ . كانت قراءة و مرورا عابرا سطحيا يحاذي النص ، ليست هناك أية فنية نقدية أو تشريحية ... مع جميل المودة.