عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-01-09, 21:03 رقم المشاركة : 5
عمر أبو صهيب
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية عمر أبو صهيب

 

إحصائية العضو








عمر أبو صهيب غير متواجد حالياً


وسام المشارك

وسام منضم مسابقة المقدم

الوسام الذهبي

وسام المشاركة

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام حفظ سورة الكهف

وسام المركز الاول في مسابقة التصوير الفوتوغرافي

وسام المركز الثاني في مسابقة استوقفتني آية

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

افتراضي رد: ...حينما تغيب الكلمة الطيبة


"حينما سمعها لأول مرة وراقب ملامح قائلها وانتبه لنبرات صوته ثم تتبع ردة الفعل على من ألقيت عليه ، أدرك أن وراء هذه الكلمة سراً خطيراً ، فهي تمنح قائلها القدرة على الانتقام ممن ظلمه أو سبب له الألم ، إلا أنها وهي سلاح انتقامي لا تستدعي أكثر من حركة اللسان والشفتين بطريقة معينة ثم يلقيها القائل بكل غلظة فقط ثم تفعل هي فعلها فيمن تلقى عليه ، كما أنها تكفيه الدخول في معارك جسدية واشتباك بالأيدي يعلم وهو ابن الثالثة أنه سيكون الخاسر فيه ، فلماذا يكلف نفسه عناء الخوض في معارك من هذا النوع وقد أصبح لديه سلاحٌ من نوع جديد وهو هذا اللفظ وغيره من الألفاظ البذيئة التي بدأ يختزنها ويضمنها في قاموسه الصغير تحت بند "الألفاظ الأكثر استخداماً.."

لعلها صورة تتكرر في بيوتنا حينما نتفاجئ أن أطفالنا وفي عمرٍ مبكر باتوا يستخدمون ألفاظاً نابية ، ويتراشقون بها في أبسط المواقف..على الرغم من عدم تداول هذه الألفاظ بين أفراد الأسرة..إلا أن الطفل يكون أكثر حساسية وتأثراً بأية عوامل خارجية يمكن أن تنقل له هذه الألفاظ ، وقد يرددها بدون وعي وبدون فهم لمضمونها أو معناها..


إلا أنها تصبح مشكلة كبيرة إذا تكررت وأصبحت لازمة لدى الطفل يرددها داخل المنزل وخارجه مما يسبب حرجاً كبيراً للوالدين أمام الأهل وبين الجيران..


فكيف يتعامل الأبوان مع هذه المشكلة ..وهل هي مشكلة مؤقتة ستزول بكبر الطفل ووعيه بمضمون هذه الكلمات أم هي مشكلة دائمة تكبر مع الطفل وتتنامى معه وتنذر بخروجه عن نطاق الآداب العامة في أسرته..هذا ما نتناوله في هذا المقال..


بداية يجب أن نتساءل لماذا يستخدم الأطفال الألفاظ البذيئة:؟؟





هناك عدة أسباب لاستخدام الطفل للألفاظ البذيئة..



- فالطفل ما بين 2- 4 سنوات عادة ما يستخدم هذه الألفاظ لتقليد الكبار أو من يحيطونه من الأطفال ، فالطفل في هذه المرحلة يكون أكثر حساسية لكل ما يلتقطه من أقوال أو أفعال من يحيطونه..


- كما أنه قد يستخدمها لإثارة الانتباه ولفت أنظار من حوله خاصة لو وجد ردة فعل قوية من المحيطين بالضحك أو التعجب أو حتى الضرب..، وبعض الآباء يخطئ فيصدر ردة فعل صاخبة لمجرد خروج هذا اللفظ من فم الطفل ، مما يجعله يرسخها ويحاول استخدامها لإثارة انتباه الكبار من حوله..


- أما الطفل ما فوق الرابعة فيستخدمها وهو على درجة من الوعي بمعناها لذا يستخدمها وكوسيلة للانتقام ممن ضربه أو سبب له الألم ، خاصة وهي تكون الطريقة الأسهل للانتقام من عدوه..


- كما يستخدمها للتعبير عن غضبه وضيقه من حدث ما أو موقف ما..


- وقد يستخدمها للزهو بين أقرانه ، خاصة إذا كان يشيع بينهم اقتران هذه الألفاظ بجرأة الطفل وقوة شخصيته..





كيف يمكن علاج مشكلة استخدام الألفاظ البذيئة؟؟



- بداية يجب أن يكون المربي قدوة في حسن اختياره لألفاظه والبعد عن الفاحش من القول ولو حتى بالمزاح ، فقد يتساهل بعض الآباء في استخدام الألفاظ البذيئة من باب المزاح مع الأصدقاء ، ومع بعض أفراد الأسرة وهم لا يدرون أن الأبناء يقلدونهم في صغير الأمور وكبيرها ، بل وينسجون نسيجهم القيمي والأخلاقي من أقوال وأفعال الوالدين ، وليس من المنطقي أن ينهي الأب ابنه أو الأم ابنتها عن فعل هو يقترفه ويقدم عليه ، فحينها سيفقد المربي مصداقيته ولن يكون مؤثراً في أبنائه..


- أما بالنسبة للطفل ما بين 2- 4 لا يجب إظهار أي ردة فعل عند تلفظه بمثل هذه الألفاظ لأول مرة ، فعادة ما ينطقها الطفل في هذا السن دون وعي بمعناها وأثرها ..لذا يجب ألا نمنحه كثير من الاهتمام حتى لا تنغرس في ذاكرته ويظل يرددها..


- ويمكن أن نستخدم معه أسلوب قلب الكلمات ..بمعنى أن نغير من حروف الكلمة حتى لا تثبت في ذهنه بصورتها البذيئة ، ويمكن بهذه الصورة أن ينساها..


- أما إذا كررها بصورة مزعجة فلابد من إظهار الاستياء بتعبيرات الوجه ، ثم علينا أن نتحدث مع الطفل بصورة مبسطة لنفهمه أنها لفظة بذيئة وغير محببة ، وتجعل الآخرين يتضايقون منه وينصرفون عنه ولا يحبون اللعب معه..


- محاولة عزله عن العوامل المؤثرة والتي تنقل له هذه الألفاظ كأبناء الجيران أو وسائل الإعلام والتوقف عن استخدام هذه الألفاظ في محيط الأسرة..


- أما الطفل فوق الرابعة فيكون أكثر وعياً بمعنى هذه الألفاظ لذا يجب تنبيهه لخطأ استخدامه لهذه الألفاظ..وأنها لها تأثير سلبي على صورة الطفل أمام زملائه وأقاربه وأساتذته وكل من يتعامل معه..


- كما يجب أن يدرك الطفل أن مربيه يتفهم ما يمر به من حالة الغضب ، ويتحدث معه على أنه يقدر ما يمر به من حالة غضب لكسر لعبته مثلاً أو ضياع بعض أدواته ، ولكن عليه أن يساعده أن يعبر عن غضبه بطريقة مهذبة وراقية ، وأن استخدام الشتائم والألفاظ البذيئة لن يجدي نفعاً ولكن أضراره كبيرة على شخصيته وعلاقته بالآخرين ، وأنه بدلاً من ذلك عليه أن يفكر بإيجابية في إصلاح ما تم إفساده..


- تغذية الطفل في المقابل بمخزون من الكلمات الطيبة والألفاظ الحسنة التي يجب أن يتعلم استخدامها ويفهم مردودها وأثرها الطيب وجزاءها في الدنيا والآخرة..


- عند غرس أهمية اللفظة الحسنة ينبغي أن يقرن ذلك بمحبة الله - عز وجل - لهذا السلوك الحسن وأنه قربة لله - تعالى -، وعليه أن يكون مهذباً في قوله في كل وقت لأنه يتعبد بذلك.وحبذا أن يقوم المربي بتحفيظ الطفل بعض الآيات والأحاديث، مثل قوله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}، وقوله صلى الله عليه وسلم: (ليس المؤمن بالطَّعَّان ولا اللَّعَّان ولا الفاحش ولا البذيء) [صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، (1977)].


- تحديد مكافأة له كلما أمضى يوماً دون استخدام هذه الكلمة ..خاصة لو كانت هذه الألفاظ قد تمكنت منه..


- التدقيق فيمن يخالط من أطفال والحرص على اختيار الصالحين لمرافقته واللعب معه..


- فإن أصر على ترديد هذه الكلمات فلابد من معاقبته بحرمانه مما يحب كبعض الألعاب أو الحلوى أو تحديد غرامة مالية يدفعها من مصروفه لارتكابه هذا الخطأ..


وكلما كانت العلاقة بين الآباء والأبناء من القوة والتوطد وكلما منح الأب والأم لأبنائهما فترات من التواصل اليومي للتحدث إليهم والتعرف على مشكلاتهم كلما كانت عملية الإصلاح
أفضل وأكثر فاعلية





التوقيع






    رد مع اقتباس