2012-01-05, 21:17
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | جماليـــات أساليب المدح . | يقول تبارك تعالى : " فلنعم المجيبون " الصافات آية 75 ..
ذهب النحاة في تفسير هذه الآية مذاهب شتى من حيث التركيب وتحليل مباني الجملة .. يقول العكبري : " المخصوص بالمدح محذوف ، أي نحن " .. ويقول النحاس : " فلنعم المجيبون له كنا .."
وفي قوليهما بحث عن المحذوف وتقديره ..
أما من حيث الدلالة فقد تناول عدد من المفسرين الدلالة إلى جانب التركيب بشكل موجز .. يقول الزمخشري : " واللام الداخلة على " نعم " جواب قسم محذوف ، والمخصوص بالمدح محذوف تقديره : فو الله نِعْم المجيبون نحن .. والجمع دليل العظمة والكبرياء ..
والمعنى : إنا أجبناه أحسن الإجابة ، وأوصلها إلى مراده وبغيته من نصرته على أعدائه والانتقام منهم بأبلغ ما يكون .. " انتهى كلامه وقد نبه الزمخشري إلى استخدام صيغة الجمع مع القسم لتعطي معنى العظمة والكبرياء مع قوة الإجابة ، وصاغ هذا المعنى بعبارة أتم ما توحي بحسن الاستجابة .. فتصدرت التركيب صيغة تعطي معنى المدح العام بل المبالغة فيه وهي " نعم " ..
فكأن الزمخشري أدرك أن " نِعْمَ " ما هي إلا وسيلة تعبِّر عن حسن الاستجابة ، إذ لا يناسب صيغة القسم ، مع الجمع للعظمة ، إلا صياغة الأسلوب بواسطتها ..
وقد استطاع الفخر الرازي الوصول إلى البعد الدلالي الكامن في الآية على أحسن وجه .. يقول : " وبيانه في وجوه : الأول : أنه تعالى عبّر عن ذاته بصيغة الجمع فقال : " ولقد نادانا نوح " ، والقادر العظيم لا يليق به إلا الإحسان العظيم .. والثاني : أنه أعاد صيغة الجمع في قوله : " فلنعم المجيبون " وذلك يدل على تعظيم تلك النعمة .. لا سيما وأنه وصف تلك الإجابة بأنها نعمت الإجابة .. والثالث : أن الفاء في قوله : " فلنعم المجيبون " يدل على أن حصول هذه الإجابة مرتب على ذلك النداء ، والحكم المرتب على الوصف المناسب يقتضي كونه معللا به ..
وهذا يدل على أن النداء بالإخلاص سبب لحصول الإجابة .. ______________________ نقلاً عن دراسة بعنوان / أساليب نحوية جرت مجرى المثل ..
إعداد : خلود الصالح .. | التوقيع | الوفاء أن تراعي وداد لحظة ولا تنس جميل من أفادك لفظة" | |
| |