إضافة إلى المعلومات القيمة والهامة حول بيداغوجيا الادماج أضيف بعض الملاحظات:
إن الادماج هو مفهوم شامل ويعني إعادة اللحمة إلى التعلمات التي كانت موضوع اكتساب سابق وبكيفية منفصلة ومجزأة وتوظيفها في إطار وضعيات إدماجية تروم حل مشكل أو إنجاز مهمة مركبة.
نقول إن تلميذا تمكن من إدماج الموارد التي كانت موضوع تعلمات سابقة حينما ينجح في توظيف ما يناسب منها أي ممارسة انتقائية هادفة لحل وضعية مشكلة مركبة مرتبطة بواقعه.
لهذا فالإدماج مرحلة لاحقة تلي تعلم التعلمات الأساسية التي تعتبر ركائز لا بد منها لممارسة الادماج تخضع لتقويمات ودعم مستمرين وتمارس عليها عمليات إدماج جزئية تمرينا وتمهيدا للإدماج النهائي.
إن نشاط الادماج هو عمل فردي يمارسه المتعلم لوحده دون مساعدة المدرس الذي يكتفي بشرح التعليمة والسند والسياق الذي تتكون منه الوضعية الادماجية. أي لا يجب ممارسة الادماج نيابة عن المتعلم.
إن نشاط الادماج هو قدرة المتعلم على استدعاء من بين تعلمات كثيرة ومتنوعة اكتسبها سابقا تلك الصالحة لحل الوضعية المشكلة التي تواجهه.
فلإكتساب التعلمات الأساسية نبدأ بربط التعلمات السابقة بالتي نود إكسابها للمتعلم، ثم ننطلق من وضعية الهدف منها إقحام المتعلم في التعلم الجديد، وعبر الاكتشاف والفهم نصل إلى التعلمات الجديدة، والتي لا بد لها من التطبيق لمعرفة مدى تمكن المتعلم منها أي تقويم التعمات، هنا يقف التعليم الكلاسيكي.
أما التعلم عن طريق بيداغوجيا الإدماج تنظاف مرحلة الادماج الجزئي وهو تعلم إدماج التعلمات الجزئية في وضعيات شبه إدماجية،
وبعد سلسلة من عمليات اكتساب التعلمات المنفصلة الخاصة بدروس متعددة تأتي مرحلة الادماج النهائي والهدف منه تقييم مدى قدرة المتعلم على إدماج هذه التعلمات المنفصلة في إطار وضعية إدماجية مركبة ذات معنى ومغزى في حياته .