عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-11-30, 13:32 رقم المشاركة : 10
admin
الإدارة الأولـــى
 
الصورة الرمزية admin

 

إحصائية العضو








admin غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي رد: مواضيع الدكتور جميل حمداوي


علوم وتربية : من أجــل ترقية تربـــوية جديــدة ( الترقية العلمية)
بواسطة د. جميل حمداوي في 18/09/2007 10:20:00 (99 القراء) مقالات أخرى لنفس الكاتب
من أجــل ترقية تربـــوية جديــدة ( الترقية العلمية)

الدكتور جميل حمداوي
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/chnaiti/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.jpg[/IMG]
تمهــــيد:

من المعلوم أن الموظف في كل إدارة مهما كانت طبيعتها وخصائصها ومميزاتها لايمكن أن يتفانى في عمله ويقدم المزيد من الإنتاج والعطاء إذا لم يحفز ويشجع ماديا وماليا ومعنويا. ولايمكن أن تتحقق التنمية البشرية إلا بالاهتمام بالإنسان العامل الكادح وإعادة الاعتبار للموظف المجتهد الذي يؤدي واجبه وذلك بإجازته ماديا ومعنويا، والإشادة بعمله الذي يقدمه بإخلاص وإتقان، وتحفيزه على مواصلة نشاطه مع تعويضه ماليا بدون إبطاء ولا تماطل ولا تسويف.


ومن هنا، فكرت وزارة التربية الوطنية ووزارة الوظيفة العمومية في إحداث نظام للترقية من أجل مكافأة الموظف بصفة عامة ليواصل عمله واجتهاده من أجل إفادة المجتمع وخدمة الصالح العام. بيد أن هذه الترقية ليست دائما مؤشرا على الجودة والإخلاص في العمل وتحقيق الإنتاجية والمردودية وخاصة الترقية التي تسمى "الترقية بالأقدمية والاختيار". إذا، ماهي الترقية الحقيقية الفضلى لإنقاذ التعليم من المشاكل والأزمات التي يتخبط فيها؟

واقع الترقية في الميدان التربوي:
يمكن الحديث عن نوعين من الترقية في مجال التربية والتعليم، وهما: الترقية العادية والترقية الداخلية. فالترقية العادية هي الترقية من رتبة إلى أخرى داخل سلم معين، ومحك الترقي في هذا النوع من الترقية يعود إلى تقويم المفتش لعمل الأستاذ ومدى محافظته على الوثائق الرسمية وإعداد جذاذات المقرر أو المنهاج الدراسي وتفانيه في واجبه وإخلاصه في عمله وتقييم هندامه ومكانته الإشعاعية داخل المدرسة ، وتشخيص علاقته بزملائه المدرسين ورجال الإدارة.

أما الترقية الداخلية فتتمثل في الانتقال من سلم إلى آخر أو من درجة إلى أخرى. ويضم نظام الترقية الداخلية في التعليم المغربي إحدى عشر سلما بالإضافة إلى الدرجة الممتازة (خارج السلم).

ويحتوي كل سلم داخل جدول الترقية على عدد من الرتب والدرجات حسب كل سلك تعليمي معين( السلك الابتدائي، والسلك الإعدادي، والسلك الثانوي التأهيلي). وللتمثيل: يتوفر السلم 11 على درجتين: الدرجة الأولى والدرجة الممتازة، بينما السلم 10 يتوفر على ثلاث درجات: الدرجة الثانية والدرجة الأولى والدرجة الممتازة.

وإذا كان السلم 10 و11 يتوفران على 11 رتبة داخل جدول الترقية، فإن السلم 9 على العكس يحتوي على 10 رتب ، بينما لايضم خارج السلم سوى ست رتب أساسية.

وتتم الترقية في وزارة التربية الوطنية من سلم إلى آخر بواسطة الشهادة العلمية ( شهادة البكالوريا، وشهادة الدراسات العامة من الإجازة، وشهادة الإجازة، وشهادة الدراسات العليا المعمقة، وشهادة الدكتوراه) ، أو بواسطة الشهادة المهنية ( مركز تكوين المعلمين، والمركز التربوي الجهوي لأساتذة الإعدادي، والمدرسة العليا لأساتذة الثانوي التأهيلي، ومراكز التبريز...)، أو بواسطة الامتحانات المهنية السنوية أو عبر الأقدمية والاختيار حسب النسبة أو الگوطا التي تخصصها وزارة التربية الوطنية لهذه الترقية.

الترقية العلميـــة:
يمكن استساغة كل الترقيات التربوية وقبولها باستثناء الترقية بالأقدمية والترقية المهنية. فالترقية بالأقدمية لايقبلها العقل ولا المنطق، إذ كيف يمكن لمدرس لا يجتهد ولا يبحث ولا يعمل ولا يتفانى في عمله أن يرقى بالأقدمية والاختيار. إن هذا المعيار التقادمي يساعد المدرس - الذي يختار الإيقاع البطيء حلا للترقي والصعود إلى سلم ما- على التواكل والانتظار و قتل السنوات الكثيرة في ترقب الترقي الذي سيأتي ولا يأتي. كما يترتب عن هذا النوع من الترقي صفات مشينة وسلبية كالكسل والتهاون والتأخر في أداء الواجبات والعجز والفشل والانصراف عن البحث والقراءة والعزوف عن تتبع كل ماهو جديد. فكيف يعقل لمدرس يترقى بالأقدمية أن يرفع من مستوى التلاميذ ويعلي من ذكائهم إذا كان لايبحث عن معارف جديدة ومعلومات تفيد تلاميذه ؟! بل تراه يجتر كل سنة نفس الدروس والمواضيع التي تحويها المقررات الدراسية. وقد يتحول هذا المدرس مع الأيام إلى إنسان أمي وجاهل وشخص فارغ الذهن كصفحة بيضاء ؛ لأن المعارف والمعلومات تتطور بشكل سريع يصعب على المدرس الإحاطة بها و الإلمام بتلابيبها ، إذا كان لاينفتح على مستجدات التربية والعلوم والفنون والآداب ، أو يبحث بجدية في القضايا والظواهر التي تهم مجال اختصاصه.

ومن المعروف أن الأمية أنواع عدة، فهناك الأمية الأبجدية، والأمية الوظيفية، والأمية الإعلامية الرقمية. وإذا كان المدرس قد وجد حلا لأميته الأبجدية، فإنه مازال في المغرب يعاني من الأمية الوظيفية والأمية الإعلامية.

أما الترقية عن طريق الامتحانات المهنية فتتسم بالغش وانعدام المصداقية وتضييع الكثير من أموال الدولة وأوقات التلاميذ في إجراء هذه الامتحانات الشكلية التي لاتعبر عن حقيقة المدرس ومستواه المعرفي والعلمي. لذا، يجب إلغاؤها واستبدالها بالترقية العلمية. فما مفهوم هذه الترقية الجديدة ؟

الترقية العلمية:
نعني بالترقية العلمية صعود المدرس من سلم إلى آخر عن طريق الحصول على الشهادة العلمية أو اجتياز مباراة علمية بنجاح.

وإذا كانت الترقية بالشهادة العلمية مقبولة منطقيا عند عامة الناس، فإن الترقية بالمباراة تحتاج إلى توضيح وبيان.

وعليه، فالمباراة العلمية تستوجب إلغاء الامتحانات المهنية واستبدالها بترقية تستلزم من المدرس الذي يريد أن يترقى أن يعد بحثا علميا وصفيا أو تجريبيا تحت إشراف مفتش أو أستاذ مبرز أو أستاذ دكتور، ويستحسن أن يكون المشرف على البحث حاصلا على شهادة جامعية عليا لكي تتحقق الثمار المرجوة من البحث. وبالتالي، يعد المدرس بحثه في سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات حسب طبيعة مدة الترقية الداخلية التي تلائمه. ويشترط أن يكون البحث الذي يعده بحثا جادا ووظيفيا يخدم مجال اختصاصه المهني أو العلمي يعتمد فيه على المصادر والمراجع والمقالات الصحفية والمواقع الرقمية باللغة العربية واللغات الأجنبية، أو يكون بحثا ميدانيا أو تطبيقيا أو إحصائيا.

وهنا نكون قد دفعنا المدرس للبحث وشراء الكتب والصحف والتعامل مع المواقع الرقمية الإلكترونية، وشجعنا الاقتصاد الوطني، وفعلنا عملية القراءة والكتابة والبحث والاطلاع بين أطر التعليم ورجال الإدارة. و يفترض أن تكون البحوث المنجزة بحجم محدد و مقنن، مطبوعة على الحاسوب بشكل جيد.

وبعد إنجاز البحث من قبل المدرس وقبوله من طرف المشرف للمناقشة بعد تقويمه وتصحيحه، تعد الوزارة أو النيابة التربوية التابعة لها لجنة تتكون من خمس مفتشين أو مبرزين أو دكاترة أو يختلط فيها كل هؤلاء الأعضاء تحت رئاسة واحد من هؤلاء له مكانة علمية وأدبية مشرفة.

وبعد مناقشة البحث المقدم من المدرس يجازى بشهادة السلم ويكافأ رمزيا لتتم بعد ذلك ترقيته ماديا إلى السلم المرغوب فيه. وتعد كل نقطة أقل من 10/20 موجبة للرسوب. ولكن يسمح للراسب أن ينجز بحثا آخر وفي موضوع آخر في فترة زمنية أخرى تقررها النيابة الوصية.

وما ينبغي التنبيه إليه أن على الوزارة المعنية بالترقية تنفيذ تعهداتها بدون تماطل ولا تسويف ولا تأخر في دفع تعويضات الموظف الناجح. وعلى اللجنة العلمية التي تختارها الإدارة التربوية كذلك أن تكون نزيهة مخلصة في واجباتها تخاف الله وتتقيه، وألا تنساق مع الإغراءات المادية وتستسلم للضغوطات وروابط الصداقة والقرابة وتدخلات الأطراف الواعدة أو المانحة.

خاتمـــة:

يتبين لنا مما سبق أن الترقية من أهم الأنظمة الإدارية لتقويم عمل المدرس ومكافأته على العمل الذي يقوم به من أجل الصالح العام، وينبغي أن يستفيد المدرس من هذه الترقية قبل أن يجف عرقه، أي لا ينبغي أن ينتظر المدرس ترقيته شهورا كثيرة وسنوات عدة حتى ييأس ويفقد الأمل وتنعدم ثقته في الوزارة بصفة خاصة والدولة بصفة عامة؛ لأن هذا سيؤثر سلبا على عمله ونفسيته ومردوديته داخل الفصل الدراسي. إذاً، علينا أن نكون عمليين في التعامل مع الموارد البشرية، وأن نحس بالأستاذ أو المدرس ونراعي ظروفه المادية والمالية ووضعيته الاعتبارية.

وقد آثرنا الترقية العلمية على حساب الترقية بالأقدمية والترقية المهنية لما لهما من سلبيات مؤثرة على سمعة القطاع التربوي وشرفه، لذا فضلنا أن تكون الترقية استعجالية في آثارها المادية والمعنوية، وأن تكون بواسطة الشواهد والمباريات العلمية التي يعتمد فيها البحث العلمي محكا للتقويم والتقييم والانتقاء والترقي.






    رد مع اقتباس