عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-12-11, 19:13 رقم المشاركة : 2
الشريف السلاوي
مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية الشريف السلاوي

 

إحصائية العضو









الشريف السلاوي غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

مشارك في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

وسام مشارك

مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

مشارك(ة)

مشارك(ة)

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية البرونزية

cour رد: موقف الإسلام من المعاق و الإعاقة .


تابع


.2 التعامل الإنساني الأسمى
من القصص القرآني الجميل المليء بالإيحاءات، نذكر سورة عبس التي تحكي أن الرسول # كان في مجلس مع عدد من زعماء الجاهلية بمكة، يعظهم ويحثهم على الإيمان. وبينما هو كذلك، إذ دخل عليه رجل فقير ضرير، هو الصحابي الجليل عبد اللّه بن أم مكتوم (رضي الله عنه ) سائلاً عن الآيات التي نزلت في غيبته، فلم يجبه الرسول، فألح في السؤال، إلا أن الرسول لم يجبه، رغم إلحاحه، بل عبس في وجهه وأعرض عنه، وكانت تلك مناسبة نزول الآيات الكريمة: { عبس وتولَّى، أن جاءه الأعمى، وما يدريك لعله يََزَّكَى، أو يَذَّكَّرَ فتنفعه الذكرى، أما من استغنى، فأنت له تَصَدَّى، وما عليك ألاَّ يَزَّكَّى، وأما من جاءك يسعى، وهو يخشى فأنت عنه تَلَهَّى، كلاَّ إنها تذكرة } (سورة عبس، الآيات : 11-1). يمكن القول إن العتاب القرآني لما صدر عن النبي من سلوك وهو في معمعان الدعوة، قد رسم سلوكاً إسلامياً راقياً يحث بالأساس على عدم استصغار الآخر أو تحقير قيمته، مهما كانت الفوارق، سواء أكانت مادية أو ثقافية أو جسدية أو عرقية أو غيرها. ويحكى أن أثر هذا العتاب القرآني الوارد في سورة عبس، بقي حيّاً في ضمير الرسول، فكان كلما رأى ذلك الصحابي الأعمى، إلاَّ وهش له ورحب قائلاً : "أهلاً بمن عاتبني فيه ربي".
ويرى الأستاذ حسن الحارثي في مداخلته حول "الإعاقة والإسلام : الفاعلية والعوائق "المنشورة في أعمال منتدى الشخص المعاق ـ يوليوز 1999، بأن "الإسلام الذي اختار التقوى لتكون معيار التفاضل بين الناس، قد أفسح المجال الرحب للصحيح والمريض، ولذوي العاهات الجسدية والمعاق منهم، وللكبير والصغير، وللذكر والأنثى، وللغني والفقير، وللجميل وغير الجميل، وللأمير والمأمور، لكي ينطلقوا جميعاً، وهم في مستوى واحد في ميدان الخير والفضيلة، والأخلاق، والعمل الصالح للفرد والمجتمع وللبشرية جمعاء. فمن سبق في هذا الميدان كان هو الفائز والمجلى، ولو كان به عرج وعمى وشلل. ومن تخلف وأخلد للراحة والسكون، سقط في الساحة وفي الاعتبار، ولو كان حائزاً على جميع القيم الأرضية من صحة وجاه ومال"(16) .
فبالنسبة لهذا الباحث، فإن الإسلام "لم يهمل العاهة الجسدية الظاهرة ولم ينكر وجودها ولم يتجاهل أثرها في نفس صاحبها، ولذلك فقد وجه الإنسان إلى الصبر على ما يواجهه في هذه الحياة من متاعب ومصاعب، وما ينزل به من نكبات وكوارث، تحل في جسمه أو ماله أو في أهله أو في أية نعمة أخرى". وفي هذا السياق يورد الآيتين الكريمتين 22 و 23 من سورة الحديد { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا َّ في كتاب من قبل أن نبرأها. إن ذلك على اللّّه يسير. لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم واللّه لا يحب كل مختال فخور }. وهي بالفعل آيات توضح فلسفة الإسلام المبنية على تقبل ما يحدث باعتباره قدراً إلهياً ومصيراً محدداً سلفاً من قبل الخالق، ما على المؤمن إلا الخضوع له إذا أراد نيل الأجر والثواب والبلوغ إلى أرقى درجات الإيمان والتقوى. بهذا المعنى تصير الإعاقة كيفما كان شكلها، ومهما بلغت درجتها، نوعاً من الامتحان للمؤمن في دنياه، وهو ما يتأكد بصورة أبلغ في الآيات من 9 إلى 11 من سورة هود { ولئن أذقنا الإنسان منا رحمةً ثم نزعناها منه إنه ليؤوس كفور، ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور، إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير.



يتبع





التوقيع


" اللّهمّ ردّنا إليك ردّا جميلا "
    رد مع اقتباس