عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-12-10, 07:48 رقم المشاركة : 1
hamide boukili
أستـــــاذ(ة) متميز
إحصائية العضو







hamide boukili غير متواجد حالياً


افتراضي سطور الألم -قصة -بقلم:ز.ر.ج -الحلقة 4



بسم الله رب العالمين
- 4 -
وبلغ العشرين من عمره, ونال شهادة الباكالوريا وعندما أعلنت نتيجة الامتحان وصل النبأ الى أمه فهزها الفرح وقبلته في غبطةو وراحت تحدثه عن آمالها فيه ومواهبه وما ذا يأمل أن يكون قاضيا أم طبيبا أم مهندسا؟
ولكنه سخر منها ورفض أن يكمل تعليمه, لقد سئم حياة التلمذة وقيودها الثقيلة التي تحول بينه وبين متع الشباب ومباهجه.وعبثا حاولت أن تقنعه برأيها, ولما ألحت عليه نهرها وأهانها, وقدبدد نجاحه في الامتحان كل ما تبقى في نفسه من فضيلة وحياء, وصبرت هي على مضض, وضلت تأمل أن يثوب الى رشده بعد حين
وطال صبرها وهي ترى بعينيها قصور الأماني التي تعبت في تشييدها تنهار فوق رأسها , ولكنها لم تسلم بالهزيمة فما زال هناك بعض الأمل, انها ستذهب الى الشركة التي كان يعمل بها زوجها وتستعطفه في ادخال ابنها مكانه, ولا شك أن عادلا سيغير من مسلكه عندما يصبح موظفا, ويعتمد على نفسه, انه سيعرف عندئذقيمة المال ولن يبعثر الأموال التي حصل عليها بكده في حمق واستهتار,كما أنه لن يستسلم لطيشه
وحصل على عمل يكفي راتبه الشهري أسرة متوسطة الحال تعيش باعتدال, ولأول مرة منذ فقدت زوجها علت وجهها بسمة عزاء وهي تفكر في المستقب, لقد كانت ضامئة الى الفرح, تتمنى أن تخلد الى الراحة وتنظر الى أيام كدها كذكرى سعيدة, ورفعت وجهها نحو السماء وتضرعت الى الله أن يهدي نجلها سواء السبيل ويحقق آمالها فيه
ومرت الشهور وهي تنتظر في شوق وقلق بوادر التطور المنتظر , ولكن عادلا لم يغير من مسلكه شيئا بل ازداد اثما وايغالا في الشر..كان يطلبها بالكثير من النقود, ويلح في الطلب فترضخ راضية أو كارهة, ويبارح المنزل عامر الجيب, حسن الهندام, ولا يعود الا في أعقاب الليل, رث الهيئة تفوح منه رائحة الخمر, وأصبح الشجار بينه وبينها من المناظر التي تتكرر كل يوم, فكانت تتجهم له وتعنفه, ثم يغلبها حنانها فتبكي وتتوسل وتجلس عند قدميه , وتذكره بكل ما قاسته من أجله, وتشرح له كيف كان أبوه محل احترام الناس واكبارهم, ثم ترفع وجهها نحو السماء, ملاذها الوحيد, وتبتهل الى الله أن يرشده ويهديه رأفة بحالها هي.. ولكن عادلا أمعن في اثمه وفجوره وأخذت أنباء مغامرته الدنسة تتواتر عليها, وتسقط على قلبها الحزين كقطع الجمر المتقدة, ولم تعد تراه الا مرة كل عدة أيام, فقد استطاب حياة الليل واللهو ولم يعد يتذكر أمه أو يراها الا عندما ينفذ ما معه من مال






آخر تعديل hamide boukili يوم 2011-12-10 في 09:37.
    رد مع اقتباس