بارك الله فيكم أخي الفاضل أبو العز ونفع بكم أود فقط الإشارة إلى أن الحديث الأول الذي ورد في الموضوع غير صحيح وها هو تخريجه حديث إِذَا كَانَ يَوْمٌ حَارٌّ ، أَلْقَى اللَّهُ تَعَالَى سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ وَأَهْلِ الْأَرْضِ ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ : ( لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) ، مَا أَشَدَّ حَرَّ هَذَا الْيَوْمِ ! اللَّهُمَّ ! أَجِرْنِي مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجَهَنَّمَ : إِنَّ عَبْداً مِنْ عِبَادِي اسْتَجَارَنِي مِنْكِ ، وَإِنِّي أُشْهِدُكِ أَنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ . فَإِذَا كَانَ يَوْمٌ شَدِيدُ الْبَرْدِ ، أَلْقَى اللَّهُ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ : ( لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) ، مَا أَشَدَّ بَرْدَ هَذَا الْيَوْمِ ! اللَّهُمَّ ! أَجِرْنِي مِنْ زَمْهَرِيرِ جَهَنَّمَ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجَهَنَّمَ : إِنَّ عَبْداً مِنْ عِبَادِي اسْتَجَارَنِي مِنْ زَمْهَرِيرِكِ ، وَإِنِّي أُشْهِدُكِ أَنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ . فَقَالُوا : وَمَا زَمْهَرِيرُ جَهَنَّمَ ؟ قَالَ : بَيْتٌ يُلْقَى فِيهِ الْكَافِرُ ، فَيَتَمَيَّزُ مِنْ شِدَّةِ بَرْدِهَا بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ ) . قال الشيخ الألباني – رحمه الله – في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، حديث رقم (6428) : منكر : أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (100/301) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (177 - 178) - والسياق له - من طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ دَرَّاجٍ أَنَّهُ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَوْ عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ الْأَكْبَرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِنَّ أَحَدَهُمَا حَدَّثَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : ... فذكره . قلت : وهذا إسناد ضعيف ، عبد الله بن سليمان - هو : أبو حمزة المصري الطويل - لم يوثقه غير ابن حبان . وقال البزار : "حدث بأحاديث لم يتابع عليها". قلت : إن كان من دونه ومن فوقه من الحفاظ الثقات ، فيكون ذلك جرحاً فيه ، وإلا فلا - كما هو الشأن هنا ، فإن دراجاً صاحب مناكير معروفة تقدم بعضها مثل : "أكثروا ذكر الله حتى يقولوا : مجنون " رقم (517) . وقد سرق هذا الحديث لاحق بن حسين المقدسي ، وركب له إسناداً إلى أبي موسى الأشعري ، أخرجه عنه السهمي في "تاريخ جرجان" (486//978) ، وهو- كما قال الحافظ الإدريسي - : "كان كذاباً أفاكاً يضع الحديث على الثقات" . وقال ابن النجار: "مجمع على كذبه " . وهو مترجم له في "الميزان" و "اللسان" ترجمة سيئة جداً ، فالعجب كيف خفي حاله على (السهمي)؟! ويبدو أن لذلك سبباً كشف عنه الحاكم بقوله فيه : فقدم علينا بنيسابور ،وهو أصلح حالاً مما كان في آخر أيامه ... ثم ارتقى عن ذلك بعد سنين ، وحدَّث بالموضوعات". فالظاهر أن السهمي ما عرفه إلا في أيامه الأولى . فأعوذ بالله تعالى من الحور بعد الكور ، ونسأله حسن الخاتمة بفضه وكرمه !