عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-11-29, 15:01 رقم المشاركة : 1
mestafa
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو







mestafa غير متواجد حالياً


opinion جيل مدرسة النجاح واحتفالات "التميز"؟


نظام التعليم فى بلادنا متخلف ومكلف ومجهد،فهو شبيه بعربة تجرها كل عام مئات من الخيل المثخنة بالجراح يلهث وراءها مئات الألوف من التلاميذ والطلاب، وفى كل عام تستضيف بيوتنا ومؤسساتنا ونيابتنا احتفالات التفوق و "التميز"و"التمييز" احتفالات بائسة لنتائج امتحانات مزورة،وعلى سبيل المثال لا الحصر فالكثير من طلابنا يحصلون على الدرجات النهائية فى امتحانات الباكالوريا ومع ذلك يفشلون دراسيا فى مرحلة التعليم الجامعى. مع الاسف بعض المحللين((مديرين)) يرون أن ارتفاع نسب ودرجات التلاميذ والطلاب هو نتيجة جهد المسؤولين فى تطبيق سياسة البرنامج الاستعجالي وتحقيق التفوق الدراسى "التميز" ومؤشر من مؤشرات الجودة ونجاح مشروع المؤسسة ،بغض النظر عن قدراتهم الفردية، مثل هذه السياسة التي بنيت على مبدأ تكافؤ الفرص كما يدعون ،لا تفرق بين الأغنياء والفقراء، فأبناء الأغنياءالقادمون من المدارس الخصوصية ،المدللون بضاعة جاهزة نفسيا للتصدير إلى دول المهجر، وهم مرشحون للعمل عبيدا فى كفالة نظم حضارية متقدمة تسلب هويتهم وانتماءهم القومى، وأبناء الفقراء المحبطون ليس امامهم سوى التنقل الى الجامعات بمنح زهيدةهم بضاعة جاهزة نفسيا لتجرع أعباء البطالة، إنهم صالحون للعمل عبيدا فى كفالة نظم حضارية متخلفة تميت كل فكر وكل جهد ولا تعترف بالكفاءات ولا القدرات. نظم يحركها عائد الكسب المادي دون اكتراث بالعائد الاجتماعي، وهكذا يصبح تطبيق النظريات التربوية و سياسة البرنامج الاستعجالي وجيل مدرسة النجاح و تحقيق الجودة او مشروع المؤسسة اوالتفوق أو "التميز" مجرد حرث فى البحر.كما ان روح القبيلة لازالت تحكم قيمنا الاجتماعية، بحيث تسعى لأن يظل الفقير الضعيف عبدا للغني القوي، وأن يكذب القوي على تابعيه من الضعفاء، لذلك يتبارى الآباء الحقيقيون فى المنازل ويتبارى الآباء الاعتباريون فى المؤسسات التعليمية على استخدام سلطاتهم تجاه الثلاميذ أوالطلاب، وينشرون بينهم التدليس والتدليس، وهكذا يتحول النفخ في نقط المراقبة المستمرة و غض الطرف عن من يستعمل الغش فى الامتحانات إلى كرم وواجب يمنحه الآباء والأساتذة لبعض التلاميذ والطلاب، وفي النهاية تكون حصيلتنا السنوية مئات الألوف من تلاميذ و طلاب علم مزورون ومدلسون. كفى"باركا علينا" من ضخ أعداد هائلة من تلاميذ و طلاب أنصاف أميين إلى الثانوية والى الجامعة يزداد بهم مجتمعنا انحشارا بالملايين من مدلسين وجهلة يمارسون كل عام الابتهاج بأفراح ساذجة لتفوق مصطنع،ومن المدرس الابتدائية نبدأ.






    رد مع اقتباس