لم أجد بدا من المساهمة عبر هذا المنبر و لو بالنقل بتصرف حول ماقيل عن المدرس و أخلاقيات المهنة المرجع :سلسلة التكوين التربوي بإشراف الأستاذين خالد المير و إدريس قاسمي العدد15 يقول مارتن لوثر ليست سعادة البلاد بوفرة إيرادها.و لا بقوة حصونها.ولا بجمال مبانيها.إنما سعادتها بعدد المهذبين من أبنائها. و بعدد الرجال ذوي التربية الأخلاقية فيها.) قال الشاعر : و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقخم ذهبوا بالفعل لقد اقترنت التربية عند سائر الأمم بتنشئة الأطفال وفق القواعد الأخلاقية و القيم التي يقرها المجتمع .إلا أن البعد الأخلاقي اضمحل في العقود الأخيرة مقارنة مع المكانة التي كان يحظى بها في التربية الأصيلة حيث كان المدرس يتمتع بالاحترام والإجلال من لدن المجتمع باعتباره أمينا على القيم الأخلاقية بالاضافة إلى كونه قدوة للصغار و الكبار بسلوكه و إشعاعه داخل المؤسسة و خارجها. و قد تبلورت هذه المكانة في قول الشاعر أحمد شوقي : قم للمعلم وفه تبجيـــــــــلا كاد المعلم أن يكون رسولا إن مرتكزات أخلاقيات مهنة التعليم تنبعث من التراث و حمولاته القيمية ذلك لإن جوهرها و حيويتها يوجدان في الإطارالعفائدي الذي يشكل الشخصية الأخلاقية لرجل التعليم و هو الإطار الذي تحدده الشريعة الاسلامية بتراتبية سلمها القيمي و صدارة القيم الروحية والدينية والأخلاقية. و يكفي أن مهنة التعليم أشرف مهنة و أفضل صناعة في رأي أبو حامد الغزالي و يستدل على ذلك بأمثلة نقلية منها ((أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج ذات يوم فرأى مجلسين أحدهما فيه قوم يذكرون الله عز و جل و يرغبون إليه و في الثاني جماعة يعلمون الناس .أما هؤلاءفيسألون الله فإن شاء أعطاهم و إن شاء منعهم . و أما هؤلاء فيعلمون الناس و إنما بعثت معلما. ثم ذهب إليهم و جلس معهم)) ومنها أيضا ما روي عن الرسول صلى الله عليه و سلم أنه قال : على خلفائي رحمة الله . فقيل : و من هم خلفاؤك . قال : الذين يحبون سنتي و يعلمونها عباد الله. و القرآن الكريم كله توجيه و تفضيل للعلم و العلماء .قال تعالى : قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون . الزمر /9 . وقد جعل النبي صلى الله عليه و سلم التعليم صدقة فقال : تصدقوا على أخيكم بعلم يرشده .و رأي يسدده .