عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-11-27, 10:07 رقم المشاركة : 664
فاطمة الزهراء
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء

 

إحصائية العضو








فاطمة الزهراء غير متواجد حالياً


مسابقة الصحابة والصحابيات 1

وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

وسام المرتبة الاولى لصناعة النجاح عن ورشة التفوق ه

وسام المراقبة المتميزة

وسام المركز السادس في دورة التقنيات الأسرية

افتراضي رد: الأستاذ صباح مساء:قصص من واقع الحياة


قصص من واقع الحياة.
دراما لا تصدق في غرفة الطوارئ.

حينما واجهته إصابة خطيرة في رأس مراهق، نفّذ الجرّاح كيرتس ديكمان علاجاً جرئيأً.

كان ماركوس بارا 17 عاماً يشعر بالملل في صيف 2002 فخرج مع أصحابه في نزهة بالسيارة. أوقف بارا السيارة عند إشارة المرور و إذا بسيارة يقودها سائق مخمور تصطدم بجنب سيارته بسرعة 60 كم في الساعة من ناحية بارا. أخرج رجال الإسعاف بارا من السيارة. الأربطة التي تصل جمجمة بارا بالعمود الفقاري تقطعت من الصدمة فانفصلت جمجمته عن عموده الفقاري، فقط العضلات تربط الرأس بالجسم و أي حركة بسيطة قد تصيبه بالشلل أو تقتله. و بالرغم من ذلك لم يكن بارا ينزف و لم تكن به جروح سطحية و لم يكن يدرك حجم إصابته.
اتخذ رجال الإسعاف خطوة حاسمة حين قرروا نقل بارا إلى مركز طوارئ سانت جوزيف و هو أحد ثلاث مراكز للطوارئ قريبة من مكان الحادث.تم الإتصال بجراح الأعصاب كيرتس ديكمان بعد منتصف الليل فحضر و اطلع على الأشعة الخاصة ببارا التي أكدت انفصال الجمجمة عن الجسم.
يبلغ ديكمان من العمر 43 عاماً و يدير مركزاً لأبحاث الأعصاب ذا شهرة عالمية. قضى ديكمان و زميله فرناندو جونزالز العامان الماضيان في اختبار طريقة جديدة لعلاج الحالات المشابهة لحالة بارا. و قد أتما للتو مقالاً و بحثاُ للأسلوب الجديد لعرضه على العالم.
كانت الطريقة بسيطة و جريئة، بدلاً من العملية التقليدية التي تثّبت الجمجمة في العمود الفقاري بخطاطيف و مسامير و أسلاك متعددة يكتفي جونزالز و ديكمان بمسمارين من معدن التيتانيوم، طول كل منهما 2,5 سم.
تتزن الرأس على الفقرتين الأولى و الثانية من العمود الفقاري مما يسمح بحركة الرأس من الجانب إلى الجانب و من فوق إلى أسفل. الجراحة التقليدية تؤدي إلى التحام الفقرة الأولى و الثانية فلا يستطيع المريض أن يحرك رأسه يميناً و يساراً بعد العملية.أما الطريقة الجديدة فتصل الجمجمة بالفقرة الأولى فقط فيستطيع المريض تحريك رأسه بعد العملية و يفقد فقط 5% من مدى الحركة الأصلي.
لهذه العملية مخاطر، إذ أن الأوعية الدموية تتعرج مثل الثعبان في العمود الفقاري وصولاً إلى المخ لتغذيه بالدماء.وضع المسمار بشكل خاطئ يمكن أن يضغط على هذه الأوعية مسبباً الشلل أو الغيبوبة أو جلطة دموية أو حتى الموت.هناك مأخذ آخر على هذه العملية، فقد جرّب الطبيبان طريقتهما على الجثث فقط و لم يجرّباها على مريض حي،إذ أن مصاباً بهذه الحالة عادة ما يموت في مكان الحادث، أربطة الرأس هي أقوى أربطة الجسم و الصدمة التي تقطع هذه الأربطة تكون من القوة بحيث تقتل المصاب. حتى نهاية 1980، كانت وسائل الإسعاف متأخرة فلم ينجو من إصابة خلع الرأس سوى 15 حالة في العالم كله. أما الآن فإن مريضاً كل عام ينجو من الموت و يصل مستشفى سانت جوزيف و لكنه يكون مصاباً بالغيبوبة أو الشلل مما يمنع استخدام طريقة ديكمان الجديدة، أما بارا فقد أصيب بكسر في عظام الحوض و الضلوع لكن عظام الجمجمة و العمود الفقاري لم تتحطم و كذلك الأعصاب بقيت سليمة لم تتقطع.عظام بارا السميكة ميزة أخرى، إذ يعني ذلك إمكانية وضع المسامير بدون قطع الأعصاب أو الأوعية الدموية.
الوقت ضيق و لابد من قرار حاسم و سريع، إذ أن أي حركة ستقتل بارا. قرر ديكمان بعد فحص بارا أنه مناسب تماماً للعملية الجديدة و قرّر أن يكون بارا أول من تجرى له العملية. وضعت 6 مسامير معدنية في رأس بارا و تم وصل المسامير بحلقة معدنية حول الرأس لمنع أي حركة للرأس حتى يتم إجراء العملية. لم يشعر بارا بأي ألم و كان منطلقاً كعادته و أخذ يتحدث مع من حوله و يلقي النكات. في اليوم التالي للحادث تم حمله إلى غرفة العمليات و هو لايزال مثبتاً بالحلقة المعدنية، و تم تخديره و وضعه على بطنه، فتح الطبيب الجلد و كشف العضلات حتى وصل إلى سطح الجمجمة و العمود الفقاري، هذه ضربة حظ موفقة أخرى، إذ أن زاوية الكسر تسمح بإدخال المسمارين بشكل مائل بدون إتلاف الأوعية الدموية.حفر ديكمان حفرتين في أول فقرات العنق حتى وصل إلى قاع الجمجمة. بعد ذلك أدخل سلكاً معدنياً استكشافياً ليعرف أين يضع المسامير ثم شدّ عظام الجمجمة و فقرات العنق حتى التصقت ببعضها ثم أدخل المسامير مكان الأسلاك و أزال الأسلاك و أخذ يحكم غلق المسامير ببطء و حرص حتى أمسكت العظام بعضها.أزال الطبيب جزءاً من عظام الحوض و ثبتّها بسلك في المكان الذي تلتقي فيه الجمجمة بالعمود الفقاري.يقول ديكمان ,"المسمار مجرد دعامة، الأهم هو رقعة العظم التى ثبّتها حتى تتشابك مع عظام الجمجمة و تعطي استقراراً على المدى البعيد." استغرقت العملية 3 ساعات و شعر الطبيبان بالإثارة لأنها المرة الأولى التي ينفذان فيها فكرتهما الجديدة. أكّدت الأشعة المقطعية أن المسامير ثابتة في مكانها.
يقول جونزالز ," طريقة الجراحة هي فكرتي لكن شجاعة ديكمان جعلته يجرب شيئاً جديداً. كان ديكمان حذراً و أخذ يتابع حالة بارا على مدى أشهر قبل أن يعتبر أن العملية قد نجحت.
أفاق بارا من العملية على صوت الأطباء و هم يقرصون أصابعه و يسألونه، هل تشعر بهذا؟ هل يمكن أن تحرك ذلك؟ يجب أن تبقى الحلقة المعدنية مثبتة برأسه 3 اشهر و عند إزالتها سيُعرف إن كان بارا سيمشي أم سيصاب بالشلل.لم يكن بارا حزيناً بسبب ما أصابه و كان يرغب في العودة للعمل و النشاط.
بقي بارا حبيس الفراش 3 شهور ثم بدأ يمشي على عكازين ثم عصا فقط. كان من الصعب عليه الإستحمام أو النوم حتى أصابه اليأس. أسوأ اللحظات كانت عند إزالة الحلقة المعدنية. يقول بارا,"كنت أخشى أن تسقط رأسي عن كتفي." و للحظة مالت رأسه للأمام و لكنه رفع ذقنه و ابتسم ابتسامته المميزة.أظهرت الأشعة المقطعية أن رقعة العظم التئمت جيداً.
بعد نجاح عملية بارا أجرى ديكمان مع فريقه عمليتان مماثلتان بنجاح.
هناك نقطة في مؤخرة رأس بارا ليس بها إحساس كما أنه لا يستطيع أن يلف رأسه بشكل كامل إلى الجانبين و لكن ذلك يُعد ثمناً بسيطاً مقابل المنحة التي تلقاها: إنه يخطّط أن يصبح قسيساً في المستقبل. يقول بارا," إنني أشعر بقيمة كل ما لدي لأنني كدت أن أفقده في لحظة لذلك فإنني أهتم أكثر بكل ما حولي و أنا شاكر لفرصة الحياة الجديدة و الناس الذين أحسنوا إلي. كان ينبغي أن أكون ميتاً و لكنني على قيد الحياة."





التوقيع

الوفاء أن تراعي وداد لحظة ولا تنس جميل من أفادك لفظة"

    رد مع اقتباس