عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-11-27, 10:00 رقم المشاركة : 663
فاطمة الزهراء
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء

 

إحصائية العضو








فاطمة الزهراء غير متواجد حالياً


مسابقة الصحابة والصحابيات 1

وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

وسام المرتبة الاولى لصناعة النجاح عن ورشة التفوق ه

وسام المراقبة المتميزة

وسام المركز السادس في دورة التقنيات الأسرية

افتراضي رد: الأستاذ صباح مساء:قصص من واقع الحياة


قصص من واقع الحياة
هائم في المحيط

طفا الغواص على سطح المياه ليرى قاربه يرحل للتو

تطلّع دان كارلوك لهذه الرحلة مع شركة مغامرات المحيط للغوص. دان مهندس يعمل في شركة لصناعة الطائرات و أنظمة الفضاء و هذه فرصته للهروب من ضغوط العمل الهائلة. صعد دان على متن السفينة "صن دايفر" في فجر الأحد يوم 24 من إبريل 2004، و بدأ الضباب يغطي البحر بغطاء رمادي. يوجد على متن السفينة 17 غواصاً جاءوا للاستمتاع بجمال المياه و مناظر المحيط الأخاذة، يصحبهم 3 من الغواصين المحترفين لتفادي أي حوادث. وصلت السفينة إلى أول موقع للغطس بعد ساعة من الإبحار. يوجد هذا الموقع أسفل حفّار البترول الضخم "إيروكا". تلقى دان تدريباً مسبقاً على كيفية الغوص و لديه شهادة تثبت ذلك. و قد وضع معداته التي تشمل كاميرا و لوحاً و قلم رصاص لتسجيل الملاحظات و صفارة و أنبوبة ملّونة يمكن نفخها لإستخدامها كعوّامة و علامة على مكان صاحبها.

على بعد 30 كيلومتراً، رست سفينة "أرجس" و انطلق 17 صبياً من أعضاء الكشافة يمرحون في جزيرة "كتالانيا". قام الأولاد بتسلق صاري السفينة التي يبلغ عمرها قرناً من الزمان. كما تسلقوا حبالها ثم قفزوا في البحر حيث سبحوا في مياهه الداكنة. أسقط الربان آل سوركين دمية تمثل رجل في المياه و طلب من الأولاد تتبعه بأنظارهم و الإشارة إلى مكانه حتى يمكن انقاذه و هو تدريب روتيني يجريه الأولاد ليساعدهم لإنقاذ غريق حقيقي. فشل الكشافة في تتبع الدمية و عجزوا عن تحديد مكانها فزمجر الكابتن الذي يبدو كقرصان حقيقي," لو كان هذا أحدكم لما استطعنا انقاذه."
كان دان كارلوك في أول مجموعة تقوم بالغوص، كان التيار قوياً و احتاج الوصول لمنصة الحفار للسباحة بقوة، عندما وصل الغواصون الأربعة للحفّار، كان عليهم أن يبقوا سوياً و يغوصوا تحت الحفّار و حين يعودون للسطح، كان عليهم أن يبقوا بالقرب من أعمدة الحفار حتى لا يجرفهم التيار. كانت الساعة 8:45 صباحاً عندما اختفى الغواصون في المياه المظلمة.
يبلغ كابتن سفينة الأرجوس (التي تقل الكشافة) 72 عاماً قضى منها 25 عام في قيادة هذه السفينة الأثرية. و هو يعلم أن طريق العودة للميناء يعترض طريق البواخر التجارية الكبيرة. و لولا الضباب الكثيف لكان الأمر سهلاً. لكن الأرجوس مصنوعة من الخشب مما يجعل الرادار لا ينعكس عن سطحها بشكل جيد لذلك فقد لا تراها البواخر. بينما البواخر الحديثة مصنوعة من المعدن أو البلاستيك.
بعد الغوص لمسافة 10 أمتار، شعر دان بالضغط يسد أذنيه فتوقف قليلاً ريثما يخف الضغط، بينما واصل الغواصون الثلاثة، بوسعه أن يلحقهم بتتبع الفقاعات، لكن دان فوجئ باختفاء الفقاعات الصادرة عن الغواصين عندما تابع الغوص. على بعد 30 متر من السطح قرر دان العودة للسطح و انتظارهم هناك. صعد 5 أمتار ثم توقف 3 دقائق ليعّود جسمه على الضغط الجديد، و هذه هي الطريقة السليمة للصعود من انخفاض كبير إلى السطح. واصل دان الصعود على هذا النحو حتى وصل السطح و عندها لم يجد سوى الضباب. حتى وضعه بالنسبة للحفار اختلف، يبدو أن التيار قد سحبه بعيداً. سمع دان صوت القارب يخفت حتى اختفى الصوت تماماً.
في الساعة العاشرة صباحاً، على متن سفينة الكشافة أرجوس، ظهرت بقعة دائرية على شاشة الرادار، قال الكابتن," إنها سفينة بضائع." أبطأ الكابتن حركة السفينة و لم يستطع الكشافة رؤية شئ خلال الضباب الكثيف، لكن صوت انذار الضباب كان عالياً.
نفخ دان صافرته لينادي السفينة أو رفاقه، لكن صوت البوق الذي يحذّر من الضباب على متن الحفّار كان عالياً بحيث غطّى على صوت صافرته. حين اختفى صوت القارب أدرك دان أنهم تركوه و اتجهوا لموقع الغوص التالي.
زاك البالغ من العمر 15 عاماً أحد أعضاء فريق الكشافة و كان مغرماً بالماء منذ صغره. أخذ زاك منظاراً مكبّراً و أخذ يراقب سطح البحر، إذ أن الكابتن توقف عن الإبحار ريثما تمر السفينيتان التجاريتان اللتان رأهما على شاشة الرادار. ثم قرر أن يغير مساره فانطلق بميل 45° غرباً.
حتى مع ارتدائه لبدلة غوص، فإن درجة حرارة جسم دان بدأت في الانخفاض، إذ أن حرارة الماء تقارب الصفر، ألقى دان ثقل الغوص في الماء كي يطفو و نفخ سترة النجاة و الأنبوبة الملونة التي تدل عليه و تساعده على الطفو. لكن ساقاه و ذراعاه بدأت تضعف.
أخذ فكر دان المنظم يعمل، أخذ الكاميرا و صوّر موقعه و صوّر نفسه و أخذ يسجل ملاحظات بالقلم على اللوح الذي يحمله إذ أنه قرر أن يسجل ما يحدث حتى لو استلمه من يجد جثته.
أخذ دان يفكر و أخذ يسائل نفسه أسئلة ماذا يحدث إذا...؟ ماذا يحدث إذا مت؟ هل تقتل الصدمة والداي؟ ماذا لو هبطت حرارة جسمي ؟ و ماذا لو بقيت هنا حتى الليل موعد خروج أسماك القرش للصيد؟ استلقى دان على ظهره و أخذ يدعو.
تلقى خفر السواحل في لوس أنجلس أول بلاغ عن غياب دان في الثانية عشر ظهراً. خلال 5 دقائق، أرسل الخفر بياناً بأوصاف دان لكل السفن في المنطقة. و انطلقت أحد سفنهم للقاء السفينة صن دايفر للبحث عن الغواص المفقود، كما انطلقت طائرة هيليكوبتر للبحث عنه و إلقاء طوافة إذا وجدته.
لكن دان لم يعتبر مفقوداً إلا عندما خرج الغواصون من موقع الغوص الثاني، لذلك فإن الجميع كانوا يبحثون عنه في الموقع الخاطئ، على بعد حوالي 16 كيلومتراً.
بقي دان ثلاث ساعات في الماء و شعر بالإرهاق الشديد و صارت دعواته أكثر إلحاحاً," يا رب ابعث لي ملاكاً يحرسني و أخبر الكابتن بمكاني." أخذ الضباب ينقشع رويداً، و رأى دان بعض الطيور تحلق فوقه فتساءل," هل يحرسونني؟" رأى دان أيضاً بعض الطحالب و الأخشاب الطافية فاستنتج أن اليابسة قريبة. ليبعد دان الفزع عن عقله، أخذ يخاطب نفسه," لمدة العشر ثواني القادمة، أنا لازلت على قيد الحياة و على ما يرام."
الثانية عشر و النصف، و زاك فتى الكشافة ينظر في نظاراته المُكبرة و يخبر أحد الملاحين عما يراه ليساعده في الإبحار، و إذا بزاك يلمح شخصاً يطفو، صرخ الفتى,"رجل هائم في البحر." فتحلق أصحابه حوله ينظرون في النظارة المكبرة. ثم جاء ربان السفينة و أخذ المنظار و نظر فرأى دان، لكنه حسبه جثة هامدة. و إذ تحرك دان و حرّك ذراعيه أدرك الربان أن الرجل لايزال حياً. التقط الكابتن جهاز الراديو و أرسل رسالة أنه وجد رجلاً حياً هائماً في البحر.
رأى دان سفينة تقترب منه، لكنها بدت كسفينة من كتاب للحكايات، ضخمة و لها سارية طويلة و أشرعة من القماش.فكر دان, أجل إنها حقيقية، هل سيرونني؟ صفّر و أخذ يحرك ذراعيه الواهنتين. أرسل الكابتن أحد الكشافة و بحاراً في قارب صغير ذى موتور لإنتشال دان. حيث سحباه إلى القارب لوهنه الشديد ثم اتجها إلى السفينة أرجوس. أخلعه الكشافة سترته و لفوه ببطانية. كان دان مستنفذ القوى، لكن تصريف القدر وتصرفه السليم و دعاؤه الحار أبقوه على قيد الحياة.
قام حرس السواحل بالتحقيق فيما حدث لدان و قد قال كابتن السفينة صن دايفر أنهم قاموا بعدّ الغواصين حين صعدوا من موقع الغوص الأول و وجدوا العدد كاملاً، كما أنهم نادوا أسماء كل الغواصين و سمعوا رداً حين نادوا اسم دان. لكن حرس السواحل اتهم صن دايفر بالإهمال و تم توقيف السفينة شهراً.
استعاد دان صحته، لكنه لم يقرب الماء ثانية، إذ فارقته روح المغامرة.





التوقيع

الوفاء أن تراعي وداد لحظة ولا تنس جميل من أفادك لفظة"

    رد مع اقتباس