عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-11-25, 14:16 رقم المشاركة : 1
senhaji med amal
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
 
الصورة الرمزية senhaji med amal

 

إحصائية العضو








senhaji med amal غير متواجد حالياً


وسام المشرف المتميز

افتراضي المنتدى الجهوي للمبادرات البيئية بفـــاس اشعاع بيئي بامتياز


المدينة الخضراء خيرُ مجالٍ لتفعيل الميثاقِ البيئي
الميثاقُ البيئي مَكْسبٌ وطني يترقبه الجميع ، سَيُذَكِّرُ لا محالة بالمعايير ويرسمُ خارطة الطريق
والمدينة الخضراء حتمية بيئية ، ومطلبٌ مجتمعي تتنافس حواضرُ العالم في الظفر بالسبقِ إلى حَمْلِ لِوائِه،والتميُّزِ بتحقيقه .
ما المدينة الخضراء ؟ ونُسارِعُ إلى القول :إن المدينة الخضراء في الاصطلاح الدَّوْلِي المعاصر لا تعني فقط المدينة العائمة في الخُضرة (ولو أن المساحاتِ الخضراء مُكَوِّنٌ أساسٌ فيها ؛ وبِمُعَدَّلٍ قد يصلُ إلى 40 و50 متراً مربعاً لكل ساكن ، ولا يقفُ عند حدودِ 10 أمتار مربعة كحد أدنى متعارفٍ عليه عالمياً ) وإنما تَعنِي المدينةَ التي تسعى بصورةٍ حثيثةٍ إلى احترامِ المعايير ، ومكافحةِ الاختلالات ، وتحقيقِ التوازناتِ البيئية .
مَنْ يُحققُ المدينة الخضراء ؟ لعلَّ مجالسَ المدن المعنيةُ الأولى بالسهر على تحديد الاختيارات ، والتخطيطِ لصيرورةٍ تُحَقِّقُ المدينة الخضراء بكل مُواصفاتها ومُكوِّناتِها ، لِذا فهي مَدْعُوَّةٌ إلى التنافسِ فيما بينها والتآخذِ والاِستفادةِ من بعضِها البعض ، وإلى الاِنفتاحِ على تجاربِ المُدنِ الرائدةِ في العالمِ المتقدم ؛ حتى تستلْهمَها ؛ وهي تُعِدُّ مخططَها التنموي الذي ينبغي أن يأتي منسجماً مع خصوصياتها ، مُلَبِّياً لحاجاتها ، وحتى تَسِيرَ بخُطىً مُتبصِّرةٍ بعيدةٍ عن الاِرتجالِ والتيهِ والتعثُّر ، شعارُها البَدْءُ من حيثُ انتهى الآخرون؛رِبْحاً للوقت وتفادياً للفرص الضائعة ، وللأخطاءِ التي يُهْدَرُ معها المالُ العام .
إكسيرُ النجاح : ولن يتأتى ذلك بغيرِ حَكَامَةٍ مَحَلِّيَّةٍ تَسْهَرُ على وضعِ مُخططٍ بيئي للمدينة
(ما دامتِ البيئةُ حاضنةَ الأجيال،ورهانَ سلامةِ الأرض،ومستقبل الإنسان) .
ولن تتحققَ حكامة محلية بغيرِ استحضارِ مُختلِف الفاعلياتِ المعنية بأمرِ التخطيطِ والتدبير في ورشةٍ أو ورشاتٍ تتغيَّى تشخيصَ الواقع،ورسمَ معالم المستقبل ؛ تتقابلُ فيها الآراءُ وتتلاقح ، دون أن تتصارعَ فيها المصالحُ وتتصادم، تجتمعُ هذه الفاعليات لِترْسُمَ ملامحَ (مدينةِ الغد:كمدينةٍ خضراء ).
مِثْلُ هذه المبادرة هي الكفيلة بالخروجِ بالحكامة المحلية من مستوى الاِستهلاكِ والشعار،إلى مستوى
التفعيلِ والإِعمال..
ومع هاجسِ الِاحتباسِ الحراري، وما ينجم عنه من تقلباتٍ مُناخية، ويُساهم به في انقراضِ كثيرٍ من الأنواع النباتية والحيوانية،وتفاقُمِ نِسَبِ تلوُّثِ الأجواء والتربةِ والمياه ، ومظاهرِ العُنْفِ التي تُفْرِزُها غاباتُ الإسمنت المسلح وجهامةُ الُبُنيان،لم يَعُدْ مقبولاً منا أن ننتظرَ حالمين،وإنما أن نُخططَ هادفين مُصمِّمين .
وإذا كان منتخبو المدينة يتوفرون على صلاحياتِ التخطيط لذلك وتحقيقِه،فإن تمثيلياتِ المجتمع المدني تمتلكُ حقَّ ممارسةِ القوة الاِقتراحية،وحقَّ المطالبةِ بترجمةِ الشعاراتِ والاِنتظارات إلى مخططاتٍ وإنجازات،يحدُوها الأملُ في أن تَجِدَ التفهُّمَ الكامل،والدعمَ المتواصل من ملكٍ شاب يهفو للوصولِ ببلادهِ إلى شاطئِ التقدمِ والاِزدهار،وبَرِّ السلامةِ والأمان ، بَشَّرَ بالميثاقِ الوطني للبيئة،وتنعقد الآمالُ عليه في أن يُبَشِّرَ بالمدينةِ الخضراء ؛ مَجَالاً للتنافس؛ انطلاقاً من المُدُنِ الكبرى التي تعيشُ تجربـة وحـدةِ المدينة ويتعينُ عليها أن تُقَدِّمَ النموذجَ وتُحقِّقَ الرِّيادة ، وإذا كان لنا أن نُورِدَ مقاربة سريعة للمدينة الخضراء كما ننتظرُها ونطالبُ بها فسنجْمِلُ القولَ عنها فيما يلي :
مُواصفاتُ المدينةِ الخضراء : هي مدينة لها تصميمٌ أخضر، يُحيطُها بحزامٍ أخضر ويُخلِّلُها بمُتَـنَزَّهاتٍ لا تنحصرُ مساحتُها في وحداتِ الهكتارات،وإنما تتجاوزُها إلى عشراتها،ولا تكتفي بوحداتِ المتـنزهات وإنما بعشراتها ، وبذلك تتم تلبية حاجة أساسية للسكان ؛ بتوفير فضاءاتٍ طبيعية لاِمتصاصِ الضجيج وتنقيةِ الهواء وتَعْدادِ فُرَصِ الترفيهِ والاستجمام .
ينضافُ إلى ذلك :اقتصادٌ في استهلاك الماء والكهرباء على مستوى الإدارات والمرافق العمومية وكذا على مستوى السكانِ والأحياءِ السكنية ، وتحفيزٌ على توظيف تقنيات العزل الحراري والصوتي واستخدام الطاقاتِ المتجددة ، واقتصادٌ في استهلاك الوقود يُشَجِّعُ عليه نظامٌ للسيرِ والوقوف،والنقلِ والتنقل يُحققُ الانسياب ويضمنُ السلامة ، يُغري باستعمال النقل العمومي الجيد والنظيف،ويُزَهِّدُ في استخدام النقل الخصوصي، مما يُقلِّلُ الازدحام ويخفض التلوث ، وتدبيرٌ جيد للنفايات يتجاوزُ عرضَها مكشوفة على جنبات الشوارع ، وفي الساحات العمومية، ويحفزُ على عزلها والتخلصِ منها بطريقة حضارية تستخدم نُـظُـُماً باطنية تحت أرضية لا تُشعِرُ بوجودها ، ليتم نقلها وتدويرها ومعالجة مخلفاتها بتقنيات تقي الناس أضرارها ، ومعالجة للمياه العادمة تشجع على إعادة استعمالها والانتفاع منها
وَنَشْرٌ لِمَرَافِقَ صحيةٍ في أرجاءِ المدينة ؛ تأخذُ بأحدثِ النماذج وأنجح التجارب ، وحضورٌ للأزهار تُطِلُّ من النوافذ والشرفات ، وتزْدانُ بها الأزقة والساحات .
المدينة الخضراء بصورةٍ موجزة :مدينة تُعْلِنُ إِدَارَتُها عن تعبئةٍ تامة
واستراتيجيةٍ شاملة ،تُدمِجُ الفردَ والجماعة ،تُحَدِّدُ أهدافاً وترسُــمُ غايات،
رِسَالتُها : تكريمُ الإنسانِ وحمايةُ البيئة، تحقيقُ النماءِ ، وإشعاعُ الحضارَة .
عبد الحي الرايس
رئيس المنتدى الجهوي للمبادرات البيئية بفاس

وبالمناسبة فجل الفاعليات والمهتمين بالمجال البيئي بجهة فاس بولمان،على موعد ابتداء من الساعة الرابعة بعد الزوال من يومــــــــــه الخميس 25 نونبر 2009 قصد تجــــــديد أعضاء مكتب المنتدى الجهوي للمبادرات البيئية بفـــاس، ممــا سيجعله لا محالة حلقة من سلسلـــة التواصـــــل والتحسيـــس والتوعية بمكانة المجال البيئي من جميع نواحيه وكل عناصره في الحياة؛ كما عهدناه كقيم مضافة في اللقاءات السالفة للمنتدى الجهوي للمبادرات البيئية بفـــــــــاس.
فـــــاس
محمد أمل الصنهاجي





    رد مع اقتباس