كصعود الإحساس بالأمن يسري ** في عيون جميلة النظرات
كضياء الصباح يَنْسابُ حُسْناً ** في تقاسيم وجهه المُشْرِقاتِ
أسْمِعونا أصواتَكم وهي تشدو ** بنشيد التكبير والتّلْبِيَات
ياضيوفَ الرحمن في خير أرْضٍ ** في بقاع المشاعر الطاهرات
ياجموعاً من كلّ فَجّ عميق ** ساقها شوقُها إلى الرّحَمات
ياجموعاً تجردّتْ من مَخيط ** واستجابتْ لربّها خاشعات
بالرؤوس الحواسر اليومَ جئْتم ** تَمْزُجون الدُّعاءَ بالعبَراتِ
اصعدوا من مِنَىً صعودَ مُحِبّ ** مُدْنَفِ القلبِ طاهرِ النّبَضات
ياضيوفَ الرحمن أنتم وقفتم ** في حمى الله أعْظمَ الوقَفات
ما وقفتم كلاّ ولكنْ صعَدْتم ** وارتقيتم في أرفع الدّرَجات
خيرُ يومٍ رأتْه شمسُ نهار ** هوَ يومُ الوقوف في عرَفات
ياضيوفَ الرحمن سيروا خِفافاً ** وثِقالاً على هُدَىً وثَبات
وَجِّهوا الرَّكْبَ حيثُ شئْتم فأنتم ** ستُلاقونَ أجملَ الخدَمات
اصعدوا واهْبِطوا وناموا وقوموا ** وأَفيضوا واستَشْرفوا كلَ آتِ
اذبحوا الهَدْي واحلقوا الرأْسَ وارموا ** في امتثال شَواخِصَ الجمرات
ثمّ طوفوا واسعوا وصَلُّوا وعيشوا ** راحةَ البال كلَّها في الصَّلاةِ
ادْرُجوا في ربوع مكّةَ صوغوا ** في رُباها مَلاَحِمَ الذّكريات
ياضيوفَ الرحمن طُوبَى لضيف ** نالَ من ربِّه جزيلَ الهِباتِ
ياهنيئاً لكم بساعات صَفْو ** ونفوس بشَوْقها مُفْعَماتِ
أنتم اليومَ في أجلِّ مقام ** تتمنّاهُ سائرُ الكائنات
أنتم اللَّوْحةُ الجميلةُ فاضتْ ** بمعاني الخشوع والإخْبات
هذه الأرضُ في ثراها رحيقُ ** من خُطَى المصطفى كَريمِ السِّمات
كان يمشي فيها عليه صلاتي ** وسلامي مُنَزَّهَ الخُطُواتِ
ياضيوفَ الرحمن فُزْتُمْ فَطِيروا ** بجناح المشاعر الصّادقاتِ
هاهنا صورةٌ ومعْنَىً عَميقٌ ** تتسامى به معاني الحياةِ