عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-11-22, 15:49 رقم المشاركة : 1
أيمن البستاني
أديب و روائي
إحصائية العضو







أيمن البستاني غير متواجد حالياً


افتراضي نص شعري هذا المساء ينقب عن وجهه في الشمس


-1-
مكبل اليدين برعشة زرقاء
أفتح أبواب سورك المطري
يا كلمة تسكنني بهاء
و بفولاذ اليتم و تفاعلات البئر
أحولها في غابتي أنغامَ بحر جليل
تزهر في دفاتري محارات طفل
و بماء حروفي المشتعلة ظمئا
تغسلني مدخنةُ الغروبِ

-2-
من داخل أنشودة دوائر الشمس
المغرّبة في وطن منفي
محروس بالذئاب
يهديه العبادُ باقات ورد تلتهب ثلجا
عليّ يطل حزنُ الإنسان عاريا من أوراق شجر التوت الهرمة
لعلّ هذا التيه المعشوق مدينةٌ جميلة
تدخنني موجا يبحث عن رصيف آهل بشموع رفيقة
أكتبها سراباً ممتعا يهذي

-3-
بين حمّامات لغتي الموشومة بلون الرماد
يمتد المعنى محمولا على صهوة احتراقي
و وحيدا يسافر حرفي
و سؤالي عبر خدوش رملي المزدحمة بروجُه الحمراء
في صدر طفل من دمعاته الفياضة
يركب أملاحَ هذا البحر الواقف الآن بلا وجه و بلا ذكرى
و لا يحب أن ينظر إلى الوراء
فقامة الانتظار القصوى
تكنسه على رصيف مهمل
بين كراسي المقهى تشرد أحلامه الصغيرة
تكسر ما تبقى من جلالة جناحيه القصيرين تكسيرا
حيث أقيم مع ألوان شمس يطاردها منذ الأزل البعيد
رصاصُ القمر اللعين

-4-
باسقةً برزتها البيضاء
تعود نخلتي من رحلة البيداء
ثمارُها الندية أورقت مطرا
هذي الطريق التي زفّت إليّ تتنفس نجمات دمي
و ليلي المسكون بعرس الشمس فاكهةُ اشتهاء يرمم مياه بحري
و أحزاني القديمة و الآتية من نوافذ أسئلتي المباحة
تدخل هازئة بانتشاري في التاريخ المشروط باختلاق الوهم
و المضي فرادى و جماعات إلى سفارات الصلوات الخضراء

-5-
كل الأجناس الحالمة بالمرور إلى عوالم الشمس
منذ النزول الأول إلى المدن السفلى
كالأشجار و الأنهار طبّلت لعيد اللعنة الجارفة
و لأرجوحة هذا اللحد المنتهي بحمّى القمر
عزفت نشيد رايات
أمطرت فراشات ضجري القادم من سباقات جزر السؤال
كل الأصحاب خدعة
حين تموت الطيور وحيدة في أقفاص
صنعتها شهوةُ هذا الزمن الرديء

-6-
لمدينة متوارية خلف ثرثارة المستنقع
ألسنةٌ من نار زبد تجاعيد وجهي الموصدة
ربّ يوم تستيقظ في أدغاله دماء تمشي
و كرموز الخريف
تتعرى من رذاذها المفتون بهتك أعراض هذه الولادة الخمرية الوديعة
و كحمامات بسمة طفل
أنجبه بحر في يوم عاصف بالذات
تطير الظنون وحيدة
بين شقوق جبيني المشردة

-7-
كأوجاع عنف المتاهة
أخرجُ من تجويفات مجاهل ليل طويل
لأجد أعضائي الترابية كائنات
فيها تنفخ حركةُ هذا الزمن المقيت حربَ البحار
و فتنة الأسئلة الجليلة " زربية " سوسية المعنى
لاحتراقي الجميل تصلي
و تغمرني في المساء بعناصر طفولية
بين مياهها أزرع عيونا أخرى لجسدي
المحشو بدلالات الرمل
مطروزةٌ هذه الخرائط المغتربة
في وطن عزيز
في حلقه الغائر تنمو صرخةٌ الكائن البدائي

-8-
ليَ أنفاس هذي السيول المورقة
و لكِ أحجار و أسفار كل المقاهي
و كل مخاوف المراكب المتسللة ليلا
أمام جحوظ عيون القمر خطاطيفَ منهوكة الروح
تدخنها ببطء
أمواجُ سلطان الغمّ المتحالفة
مع رعود المدينة


-9-
هذا ظلمُ الزمان الوثني
يعلنُ بداية السباق نحو الضجر
لشراسته مجازات أقنعة بهية
في فلكي المخمور
تستحم تفاصيلها الدامية
و بكلام وردي
تخاطبني الخفافيش المعمّمة بصلوات الصيف
و سمعي الثقيل بات صهريجا يصدّر الطحالبَ


محمد بقوح

أكادير
في صيف 1999


تم نشر هذا النص في مجلة الملتقى الفكرية و الثقافيةع 4 ،1999





آخر تعديل أيمن البستاني يوم 2009-11-24 في 01:18.
    رد مع اقتباس