عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-10-19, 22:23 رقم المشاركة : 1
الرميساء
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
 
الصورة الرمزية الرميساء

 

إحصائية العضو







الرميساء غير متواجد حالياً


افتراضي المرأة القوة الناعمة


كانت الثغرة التي هدمت نظريات ( فرويد ) في علم النفس أنه جعل المرضى مقياساً للأصحاء ، وهو نفس المنطق الذي يمكن تطبيقه على الملف الضخم المسمى ( قضايا المرأة )
من الطبيعي وسط ملايين الزيجات أن يفشل بعضها ، و بين ملايين الأزواج أن يكون هناك البعض ممن يتصف بالقسوة و قهر الزوجات و تضييع حقوق الأبناء
، ولكن ذلك لا يصلح أساساً للحكم و التشريع علي كل الرجال...


الغالبية العظمي من الرجال تحرص على البيت و الأسرة و ترعى حقوق الزوجة و الأبناء و تبذل قصارى جهدها من أجلهم و تحبهم و تتقي الله فيهم
، أما ما يحدث في كل بيت ـ أحياناً ـ من شد و جذب و خصام و مصالحة و شكوى و دموع يعقبها صفاء و مودة فهي أمور طبيعية تماماً بل و علامة صحية أيضاً ، و لنقل أنها ( ألعاب عاطفية ) تقوم بها الزوجة و يستمتع بها الزوج
، وهي تدل على عمق العلاقة و حيويتها و تجذرها داخل النفس ، و تشبه أمواج البحر.. مد كاسح هادر مخيف يعقبه جذر هادئ رقراق صافي و من خلالهما تتألق روعة الحياة..


التدخل لصالح المرأة لحمايتها من بطش الرجل من قبل المدافعين عن حقوق المرأة يشبه الاندفاع الغشوم الذي يحدث أحيانا من أهل الزوجة ضد زوجها في خلاف بسيط فيكبره و يحوله لمعركة لم تكن الزوجة نفسها تريدها
و ربما ينهي الحياة الزوجية للأبد على أطلال مصلحة الزوجة و الأبناء التي قامت المعركة أصلاً من أجلهم..

عدد كبير من هؤلاء يعتبرون ( ملف قضايا المرأة ) منجم للخير و المال الذي يتدفق عليهم من جهات كثيرة معنية بتغيير هوية المرأة المسلمة و سحبها من خندق الأسرة لتصبح نسخة غير أصلية من النموذج الغربي المراد تعميمه و نشره في العالم أجمع
، و بعد قانون الخلع الذي خرب كثيراً من البيوت هناك مطالبة بجعل العصمة في يد الزوجة منذ بداية الزواج ،
و انطلقت بالفعل حملة جديدة بعنوان ( حملة الأيادي البيضاء للدفاع عن قضايا المرأة ) تدعم المرأة في حربها الافتراضية ضد الرجل و تمدها بوسائل إضافية للاستقلال و الاستغناء عنه..

خلقت ( حواء ) من ضلع ( آدم ) و جعل الله عز وجل المودة و الرحمة و السكن أساساً لعلاقتهما ولا تستقيم تلك العلاقة أبداً في أجواء الصراع و التخوين و تبادل الاتهام
و منذ بدء الخليقة و المرأة تعرف جيداً كيف تتعامل مع زوجها و تأخذ حقها منه و تتعايش معه بوسائلها الفطرية
الناعمة التي تنجح معه دائماً...

إن تلك الحملات و التشريعات لا تأتي بالخير أبداً
، فهي تشحن نفسية المرأة ضد الرجل و تجعل الحذر يحل محل الثقة في نفسها
و يجعلها تتخلى عن كثير من صفاتها الأنثوية الأصيلة لتحفز قوي الحرب داخلها و تبقى دائماً في حالة استعداد لأي هجوم متوقع ،
وهو ما يفسد عليها حياتها و يحرمها من الاستمتاع بها
، أما بالنسبة للرجل فإن مزيداً من القيود يجعله ينفر من تبعات الزواج و إذا تزوج بامرأة تأثرت بتلك الحملات الإعلامية الظالمة فإن تحفزها ضده يثير لديه أسوأ صفاته و يبشر بمعركة قادمة..!!

يحتاج المجتمع فعلياً لتيسير الزواج للجنسين و ليس لتعقيده و التنفير منه ، و تعليم الفتاة و الشاب سبل التعاون و العشرة بالمعروف و ليس زرع بذور الشك و الحذر بينهما،
ولو أن الأموال التي تنفق في تلك الحملات الدعائية الجوفاء وجهت لحل الأزمة الاقتصادية التي تعرقل سبل العفاف و تؤجل زواج الشباب سنوات و سنوات و تسهم في إطالة طابور العنوسة للفتيات لكان ذلك أجدى و أفضل .

ارفعوا أياديكم البيضاء عن المرأة و اتركوها في حالها فهي تعرف جيداً كيف تتعامل مع الرجل الذي يكمل حياتها و يحبها و يحترمها
و إن كانت لديكم نوايا طيبة حقاً فلتكن في مجال تيسير الزواج مثل إنشاء مساكن للشباب بتسهيلات مريحة و إيجاد فرص عمل لهم بأجور مجزية و توفير أثاث و مستلزمات منزلية بسعر التكلفة للمتزوجين حديثاً ، وتعليم الفتيات مهارات ربات البيوت و رعاية الطفل و أصول التعامل مع الزوج لتنجح حياتها الزوجية ولا تصطدم سريعاً بصخور الطلاق
، نحن نحتاج كل الجهود التي تسهم في تماسك الأسرة ـ حصن المجتمع الأخير ـ و توقف تفككه.

المرأة هي القوة الناعمة
تتميز باختلاف وسائلها عن الرجل و قدرتها على احتواءه
، وهي لا تحتاج من يحميها منه و لكن تحتاج من يدعمهما معاً و يعينهما على الزواج و تأسيس أسرة صالحة وحل مشاكلهم الاقتصادية و المجتمعية المزمنة
، و لن تجدي معها محاولات من يسعون لتأليبها ضد الرجل و من يريدون أن يمنحوها عضلات أو يضعوا لها شوارب..!






    رد مع اقتباس